مكاسب ميدانية جديدة تقرب الحوثيين أكثر من حسم معركة مأرب

تراخي إدارة بايدن في التعاطي بحزم مع ميليشيا الحوثي ورفع اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية وانسياقها في خط الدبلوماسية المربكة في التعاطي مع التهديدات الإيرانية، جعل إيران ووكلائها في المنطقة أكثر جرأة.
الحوثيون يسيطرون على خمس مديريات في شبوة ومأرب
الحكومة اليمنية تواجه وضعا صعبا في عدن وخارجها
هدف الحوثيين يذهب إلى أبعد من مأرب مع دعوات للتحلل من اتفاق ستوكهولم  

عدن - قالت ميليشا الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران اليوم الأحد إنها استولت على أراض جديدة في محافظتي شبوة ومأرب الغنيتين بالطاقة، وهي مكاسب أكدتها مصادر أخرى وتأتي في إطار ضغط المتمردين بهجوم من المرجح أن يزيد من تعقيد جهود السلام الدولية.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن قوات الحوثي التي تقاتل تحالفا بقيادة السعودية استولت على ثلاث مديريات في شبوة جنوب اليمن ومديريتين أخريين في مأرب، آخر معقل في شمال البلاد للحكومة المدعومة من السعودية.

وأدانت وزارة الخارجية الأميركية أمس السبت تصعيد الحوثيين في مأرب التي تستضيف مئات آلاف النازحين باعتباره "استخفافا صارخا بسلامة المدنيين".

ومأرب بها أكبر حقول للغاز في اليمن بينما شبوة بها حقول نفط عديدة ومحطة الغاز الطبيعي المسال الوحيدة في البلاد.

وأكد السكان والسلطات المحلية أن الحوثيين يسيطرون الآن على مديريات عسيلان وبيحان وعين في شبوة إضافة إلى مديريتي العبدية وحريب في مأرب بينما لا يزال القتال محتدما في مديريتي الجوبة وجبل مراد.

ويجعل ذلك الحكومة المعترف بها دوليا والمتمركزة في الجنوب بعد أن أطاح بها الحوثيون من السلطة في العاصمة صنعاء أواخر 2014، لا تسيطر سوى على مدينة مأرب ومديرية أخرى.

وقال سريع في بيان عبر التلفزيون إن قوات الحوثي ستواصل سعيها لما سماه "تحرير وتطهير" مأرب ودعا من وصفهم بـ"المرتزقة والعملاء في مدينة مأرب" إلى ترك القتال كمقدمة لمعالجة أوضاعهم خلال الفترة المقبلة.

وتدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس/آذار 2015 لكن الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية شديدة، تعاني جمودا عسكريا منذ سنوات.

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة عشرة آلاف شخص شردوا في مأرب الشهر الماضي فقط. ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إلى فتح ممر آمن للمدنيين والمساعدات.

وتزيد المكاسب الميدانية التي يحققها الحوثيون الضغوط على الحكومة اليمنية عسكريا وسياسيا خاصة وأنها تواجه وضعا صعبا في العاصمة المؤقتة عدن.

وتشهد العاصمة المؤقتة منذ أشهر حالة من الغليان بسبب تصاعد الأزمة الاقتصادية والمالية بينما يتهما الأهالي بـ"الفساد" وبأنها بعيدة عن مشاغلهم.

وستشكل سيطرة الحوثيين المحتملة على مأرب منعطفا في مسار الحرب التي تدخل عامها السادس.

ويراهن المتمردون على كسب المعركة المصيرية لتحسين شروط التفاوض، وسط دعوات للتحلل من اتفاق ستوكهولم الذي أرسى هدنة في الحديدة، ما يعني أن أهداف الميليشيا المدعومة من إيران قد تذهب إلى أبعد من مأرب إلى نسف الاتفاقيات السابقة والعودة إلى المربع الأول.

والمفارقة أنه في الوقت الذي يفترض فيه أن تمارس الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضغوطا على الحوثيين لوقف الحرب، لا ترقى المواقف الدولية لحجم المأساة الإنسانية في مأرب ومحيطها.

ويُعتقد أن تراخي إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن في التعاطي بحزم مع ميليشيا الحوثي ورفع اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية وانسياقه في خط الدبلوماسية المربكة في التعاطي مع التهديدات الإيرانية، جعل إيران ووكلائها في المنطقة أكثر جرأة.

وإلى حدّ الآن لم تتخذ الولايات المتحدة موقفا عمليا ينهي انتهاكات الحوثيين ويؤسس بالفعل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية.

وحتى مبادرتي السلام اللتين اقترحتهما واشنطن والرياض في وقت متقارب، قابلتهما ميليشيا الحوثي بالتصعيد سواء في الداخل اليمني أو ضدّ المملكة عبر اعتداءات إرهابية بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة ضدّ أهداف مدنية واقتصادية في المملكة.