ملامح أزمة بين الجزائر وفرنسا بشأن تأمين البعثات الدبلوماسية

السلطات الجزائرية تزيل كل الشرطيين المنتشرين أمام الممثليات الدبلوماسية الفرنسية وذلك رداً على قيام فرنسا بإلغاء الحراس من أمام منزل السفير الجزائري.
لا وجود لأي شرطي أمام المدخل الرئيسي للسفارة الفرنسية في الجزائر

الجزائر - أزالت السلطات الجزائرية كل الشرطيين المنتشرين أمام الممثليات الدبلوماسية الفرنسية وذلك رداً على قيام فرنسا بإلغاء الحراس من أمام منزل السفير الجزائري بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الملف في العاصمة الجزائرية.

وأوضح المصدر "قامت فرنسا مؤخرا بإلغاء حراسة الشرطة من أمام مقر سفير الجزائر في باريس"، ورداً على ذلك "فقد سحبت الجزائر الشرطيين من أمام كل الممثليات الدبلوماسية الفرنسية" في العاصمة وفي مدن أخرى خصوصا وهران (400 كلم غرب العاصمة) وعنّابة (600 شرق العاصمة) اللتان تضمان قنصليتين. وتعذر الاتصال بوزارة الخارجية الجزائرية الخميس.

وامتنعت السفارة الفرنسية في الجزائر عن التعليق. وفي باريس، رفضت وزارة الخارجية نفى الخبر أو تأكيده. ولم يكن متواجدا أن أي شرطي أمام المدخل الرئيسي للسفارة الفرنسية في الجزائر وذلك خلافا للعادة.

ورفّع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقاتلين حركيين سابقين وممثلين لجمعياتهم الى رتبة جوقة الشرف والاستحقاق الوطني بحسب مرسوم بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر نُشر في الجريدة الرسمية الجمعة.

وينصّ المرسوم على ترفيع ستة مقاتلين حركيين سابقين ومؤسسة جمعية لهم الى درجة جوقة الشرف برتبة فارس. كما تم ترفيع أربعة أشخاص الى درجة الاستحقاق الوطني برتبة ضابط و15 آخرين برتبة فارس غالبيتهم ممثلين لجمعيات أو هيئات.

واقرّت فرنسا الخميس بأنها أنشأت خلال حرب الجزائر (1954-1962) "نظاما استخدم فيه التعذيب"، الأمر الذي يمثل خطوة فارقة في نزاع لا يزال يكتسي حساسية خاصة بعد ستة عقود من انتهاء تلك الحرب.

وسلم الرئيس إيمانويل ماكرون إعلانا بهذا المعنى يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان الناشط الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فقد أثره بعد اعتقاله في 1957.

وقال ماكرون "من المهم أن تُعرف هذه القصة وأن يُنظر إليها بشجاعة وجلاء. هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء"، في حين بات الرئيس يعُرف بصراحته في التطرق إلى المسائل التاريخية وكسر المحظورات.

ووعد ماكرون كذلك بـ"فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" خلال الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث ونظرا لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة القائمة بين فرنسا والجزائر.