ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي يحتفي بأربعة مبدعين أردنيين

نضال العياصرة: ندرك تماما أهميّة الحافز الكبير الذي يخلقه هذا التكريم والذي وصل إلى دورته الخامسة أردنيا والثانية والعشرين عربيا.

احتفى ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يرعاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في المكتبة الوطنية بعمان، بتكريم أربعة من المثقفين والمبدعين الأردنيين وهم: المؤرخ والمترجم الدكتور محمد عدنان البخيت، والناقد الدكتور نبيل حداد، والشاعر محمد سمحان، والدكتور محمود الشلبي على مسيرتهم الإبداعية والثقافية، بحضور أمين عام وزارة الثقافية الأردنية، وعبدالله العويس رئيس الدائرة الثقافية في الشارقة، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، وحمد المطروشي القائم بأعمال السفارة الإماراتية بعمان، مديرة المكتبة الوطنية عروب الشمايلة، ومدير "بيت الشعر" بالمفرق فيصل السرحان، وأدارت مفردات الحفل التكريمي باقتدار ولغة عالية الشاعرة الدكتورة إيمان عبدالهادي وسط حضور لافت من المثقفين والإعلاميين والأدباء.

واستهل حفل التكريم الدكتور نضال العياصرة أمين عام وزارة الثقافة بكلمة قال فيها: أهلًا بكمُ في عمَّانْ، وهي تبثُّ الشارقةَ أطيبَ تحاياها، عبْرَ هذا النسيجِ الثقافيِّ الذي أصبحَ نموذجًا يُحتذى، بين المملكةِ الأردنيّةِ الهاشميّةِ ودولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتحدة. وإنّها لمناسبة عظيمة أن يتمَّ في هذا الصباح البهيّ تكريم كوكبة من مُبدعي الوطن في حقول متنوّعة، خصوصا وقد بذلوا وأعطوا في مشروعِهم الثقافيّ المميز، وكانوا مثالًا في مُنجَزِهم المستمرِ بعزيمتهم وإصرارهم وفكرهم النيّرِ المستنير.

وزاد قائلا: أنتم تعلمونَ أنّ المثقفَ والمؤرخَ والناقدَ والشاعرَ والكاتبَ إنّما يبذلون نورَ عُيونِهم ليستضيءَ بها الآخرون، وتظلَّ أيديهِم مُمسكة على جمر الحروفِ والإبداعِ، أمّا الساعة التي يفرحون بها فهي فقط الساعة التي تغرّد خلالَها عصافير الكلمة، وتنطلق في رحابِها أسرابُ الحكمةِ والفلسفةِ، فيمتلئُ الجوُّ ببوحِ الشعرِ، ويقرأُ الأبناءُ ماضيَ الأمّةِ والأوطانِ وتاريخَ أجدادِهم العابقِ بالحضارةِ والريادةِ والفرادةِ، في سمائِنا العربيّةِ الصافيةِ بالفكر والحضارة والإنجاز.

وأكد أنّ هذا كلَّه حين يجد يدًا كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فإنّهُ حتمًا يُشعرنا أنّ الثقافة بخير، وأنّ الأدب بخير، وأنّ الفكر والتاريخ يَشُقّانِ عتمة الدروب ويفتحان كتاب الحضارة العربية الإسلامية على مِصراعيه للتدبّر والقراءة والانطلاق نحو آفاق الريادةِ والعطاء.

وبيّن بأن الملكِ عبدِاللهِ الثاني أطلق، الفكرَ والثقافةَ في بلدِنا، وحين يلتقي المبدعُ الأردنيّ معَ أخيه المبدع في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، فإنّ في ذلك تكاملًا للمشروع العربيّ، وطموحًا نحو تحقيق آفاق جديدة في الآداب والفنون والعلوم والمعارف والفكر. وأمّا الشارقة، فقد أصبحت، وبحق، مقصدًا للمثقفينَ، ودرّة في جبين الثقافة العربيّة، ونموذجًا في العمل الثقافيّ بكلّ فروعه وحقوله ومجالاته، وكلّ ذلك كان بفضل جُهودِ حاكِمها الشيخ الدكتور سلطانِ بنِ محمد القاسمي، وهو الإنسانُ المثقفُ والأديبُ والمحقِّق والمؤرخ والباحث، وأيادِيه دائمًا بيضاء على الثقافةِ والمثقفينَ، بل والفنانينَ، والمفكرينَ، والعلماءِ، ففي الشارقةِ ربّما لا يمرُ يوم إلا وهناك محاضرة أو مؤتمر أو مهرجان أو لقاء أدبيّ أو فنيّ، ولهذا، فقد استحقّت هذه الإمارة أن تكونَ عاصمة للثقافة العربية، فهي فرصة أن نقول للشيخ القاسمي: شكرًا أيّها الإنسان النبيل!

وأضاف د. العياصرة، إننا ندرك تمامًا أهميّة القيمة المعنوية في "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافيّ"، والحافز الكبير الذي يخلقه هذا التكريم، والذي وصل إلى دورته الخامسة أردنيًّا والثانية والعشرين عربيا، وهو مشوار يستحقّ الاحترام، ويؤكد دور الشارقة في صناعة الفعل الثقافيّ والإبداعيّ على الدوام، كما أنّ مبادرات الشيخ الدكتور سلطانِ بنِ محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقةِ، ما تزال تعطي أطيب الثمار والأثر، سواء من خلال مبادرة بيوت الشّعر العربيّة، ومهرجان المسرح العربيّ، وجوائز النقد في الشعر والفن التشكيليّ وكذلك في معارض الكتاب ومدينة النشر في الشارقة، ومهرجانات الفنون والخطّ العربيّ، وكلّ ذلك يجعل من الشارقة فضاء للثقافة والتنوير.. وإنني إذ أُثمّن مبادرة الشارقة في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافيّ، فإنني أُبارك للأساتذة المكرّمين اليوم، وأكرّر الشكر للشارقة، ولدائرة الثقافة بحُكومة الشارقة على تواصُلِها المستمر مع وزارة الثقافة.

ومن جهته، عبدالله العويس أكد في كلمته: تتجدد البهجة والسعادة بتجدد اللقاءات الأخوية، وتتعزز أواصر المحبة عندما تكتمل عناصرها التي يتوجها التواصل العربي والتعاون المشترك، وهذا ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، في ظل قيادة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في المجالات كافة.

وها نحن اليوم نمثل نموذجا لهذه المبادئ، من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية التي أثرت الساحة العربية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتنوعة، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، يعود اليوم للمرة الرابعة لتكريم كوكبة جديدة من أدباء الأردن، ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع.

ويسرنا في هذه السانحة، أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة الأردنية، على تعاونها الدائم، الذي أثمر تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة.

وأتشرف في هذا المقام بأن أنقل إلى مكرمي هذه الدورة، تهنئة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تقديرا لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات سموه وتمنياته لكم جميعا بالنجاح والتوفيق.

وكما ألقى حمد المطروشي القائم بأعمال سفارة الإمارات كلمة قال فيها: نفتخر اليوم وإنه لشرف كبير المشاركة في الدورة الخامسة بتكريم نخبة من المتميزين من المبدعين في الأردن، وعلى التعاون المتميز بيننا، وكان للشيخ الدكتور سلطان القاسمي الدور الكبير في تعزيز الثقافة من خلال المبادرات الثقافية الكثيرة ومنها ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وكما عبر متانة العلاقات بين الإمارات والأردن.

وألقى كلمة المكرّمين الدكتور محمد عدنان البخيت ذكر فيها: هذه المرة الخامسة التي يكرّم فيها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عددا من المثقفين الأردنيين الذين أسهموا في خدمة الثقافة العربية في العصر الحديث، وقد كرّم مشكورا العديد في الدول العربية على مدار اثنين وعشرين عاما.

وقال د. البخيت، من هنا نؤكد باسمي وباسم زملائي شكرنا للشيخ القاسمي الذي يرعى هذه المبادرة الحضارية الرفيعة تقديرا لمن خدموا الثقافة من مواقعهم وفي بلدانهم.

وفي نهاية الحفل سلم أمين وزارة الثقافة د. العياصرة درعا لعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ودرعا لمحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، وكما منح دروعا للمكرمين.