ملتقى الأقصر لنقد الشعر العربي يواصل جلساته وأمسياته

الجلسة الافتتاحية تلقي الضوء على جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي.

انطلقت السبت، وتتواصل حتى الإثنين، جلسات وأمسيات الدورة الثالثة من ملتقى الأقصر لنقد الشعر العربي، والتي يُنظمها ويستضيفها بيت الشعر بمدينة الأقصر، بمشاركة اثني عشر ناقداً، واثني عشر شاعراً وشاعرة من الذين ستكون دواوينهم الصادرة عن بيت الشعر بالأقصر محل دراسة حلال الجلسات النقدية بالملتقى.

بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ألقاها الشاعر عبيد عباس، قدّم فيها فكرة الملتقى بوصفه مساحة ضرورية لقراءة وتقييم التجارب الشعرية التي تشكّلت في بيئة بيت الشعر، مؤكدًا أهمية التواصل بين التجربة الإبداعية والنقدية. 

ثم قدّم الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، الذي رحب بالحضور من نقاد وشعراء ومهتمين بالشأن الثقافي، مشيرًا في كلمته إلى أن الملتقى يأتي في سياق دعم الحركة النقدية، وتعزيز الحوار الجاد حول منجز الشعراء.

وانتقل القباحي إلى التعريف بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي 2025، مؤكدًا أن الجائزة تمثل منصة مرموقة للنقاد العرب، ومحفزًا قويًا لإثراء ساحة النقد الأدبي العربي، خاصة في مجال نقد الشعر العربي المعاصر، مستعرضًا أبرز ملامح جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الخامسة، وهي جائزة سنوية مخصصة لدعم وتشجيع النقاد العرب والباحثين في حقل الشعر، وتهدف إلى فتح آفاق جديدة للبحث النقدي المرتبط بالقصيدة العربية.

تُقام الجائزة برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظمها إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة، وتحمل هذه الدورة عنوانًا دالًا هو: "الأنساق الثقافية والفنية في القصيدة العربية المعاصرة"، مما يعكس توجه الجائزة نحو قراءة الأبعاد العميقة للقصيدة من خلال ربطها بسياقاتها الثقافية والاجتماعية والجمالية.

يُذكر أن آخر موعد لتلقي المشاركات في الجائزة هو 30 سبتمبر/أيلول 2025، وتُشترط في الأعمال المقدَّمة أن تكون جديدة وغير منشورة، وتركز على نقد الشعر العربي المعاصر من زوايا فنية وثقافية.

وفي أولى فعاليات الملتقى استُهلت الجلسة الأولى بورقة نقدية للدكتور حافظ المغربي بعنوان "قصيدة ما بعد الحداثة بين الغموض والإبهام العبثي" ناقش فيها المغربي الفرق بين الغموض المنتج والدال كأحد سمات الشعر الراقي، والإبهام العبثي الذي يضع القارئ في متاهة لا تؤدي إلى كشف جمالي أو معرفي. وركّز على عدد من النماذج الشعرية التي سقطت في فخ الغموض المجاني، مقابل تجارب استطاعت أن توظّف التعقيد لصالح المعنى والجمال.

أما الدكتور محمد زيدان في ورقته التي جاءت بعنوان "النسق الغيبي في الشعر المعاصر"، فقد تحدث عن مفهوم النسق الغيبي في القصيدة المعاصرة بوصفه أحد الأنساق الثقافية والفنية التي أغفلها النقد الحديث رغم حضورها المتجدد.

يُقارب الباحث هذا النسق باعتباره حافزًا جماليًا يربط بين التمثيل اللغوي والمجاز التأويلي، مانحًا القصيدة أبعادًا تتجاوز الحاضر نحو آفاق "عابرة للزمن". ويطرح البحث سؤالًا جوهريًا: هل يعني حضور النسق الغيبي في القصيدة أنها تبحث عن الجمال؟، ليؤكد أن استيعاب الشعراء لهذه الأنساق يُعد نوعًا من الاختيار الجمالي الواعي، ويفتح أمام القصيدة إمكانات تأويلية تتجاوز المجازات السطحية نحو بناء تصورات فنية وثقافية شاملة.

وانتهت الجلسة بنقاش مفتوح مع الحضور من النقاد والشعراء، أثار عددًا من الأسئلة حول حدود الشعر وحدود التأويل، وعن العلاقة بين الشعر بوصفه إبداعًا ذاتيًا وبين النقد كأداة للفهم والتقويم.

وفي الأمسية الشعرية استمع الجمهور إلى قراءات شعرية قدمها الشعراء: طارق محمود، مصطفى جوهر، والشاعرة شمس المولى، وقام بتقديم الأمسية الشاعر أحمد العراقي.