ملتقى بن عروس للأقلام الشابة المبدعة يختتم أشغاله
اختتمت صبيحة الأحد نوفمبر/تشرين الثاني فعاليات الدورة التأسيسية لملتقى بن عروس للأقلام الشابة المبدعة التي نظمتها المكتبة المغاربية ببن عروس مع جمعية أحباء المكتبة والكتاب وذلك ضمن نشاطها الثقافي والفكري والأدبي المتصل بالكتاب والمطالعة ودعم فرص العلاقة بالكتاب وفي سياق الاهتمام بشواغل التأليف والكتاب والنص الأدبي كمحتوى للقراءة والبحث والنقاش كل ذلك باشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببن عروس وادارة المطالعة العمومية.
وشهدت الفعاليات على امتداد ثلاثة أيام فقرات متنوعة بين الشعر والموسيقى والورشات والمحاضرات والمسابقات الى جانب لقاء ممتاز مع الأديب الروائي عبدالقادر الحاج نصر واكتسى الملتقى أهميته من القيمة العلمية والمعرفية والابداعية لمداخلات ندوة الفعالية ضمن الافتتاح بحضور السيّدة ليلى السالمي مديرة المطالعة العمومية بوزارة الشؤون الثقافية. هذه المداخلات قدمها الأساتذة صالح بن رمضان ومحمد القاضي وحسين العوري وفاروق العمراني وهيام الفرشيشي وتميزت بتناولات تخص القصة القصيرة والنقد والرواد والبدايات والتجارب والتقنيات والمفاهيم وتجربة ناد عريق تونسيا وعربيا وهو نادي القصة بالوردية الذي كان مجال مداخلة ثرية ودقيقة وشاملة من حيث رواده ومؤسسيه والقصاصين الذين نشطوا ضمنه على غرار نافلة ذهب ومحمود بالعيد..هذه المداخلة قدمتها الناقدة والكاتبة هيام الفرشيشي .هذا الجانب المعرفي والدراسي والنقدي شكل اطارا مفيدا للشبان المشاركين والمهتمين بكتابة القصة والذين يحتاجون لمثل هذه المسائل في غلاقة الكتابة القصصية بالاستحقاقات الجمالية والتقنية والمفاهيمية كما كان اللقاء المفتوح بينهم وبين الكاتب عبدالقادر الحاج نصر بمثابة المجال للاطلاع على خبرة وتجربة مهمة تونسيا وعربيا في هذه العوالم السردية وأدار اللقاء المفتوح كل من الدكتور صالح بن رمضان والكاتبة والناقدة هيام الفرشيشي التي نشطت ورشات كتابة القصة مع الكاتب العابد الشيحاوي .
الفعالية كانت مميزة وسعت الى تنظيمها المكتبة المغاربية ببن عروس بادارة الأستاذة فتحية شعبان وجمعية أحباء المكتبة والكتاب باشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و ادارة الطالعة العمومية ضمن تجربة الدورة التأسيسية لملتقى بن عروس للأقلام الشابة المبدعة والذي يعد بمثابة الفعالية التي تشمل الشهادات الأدبية لكتاب القصة والقراءات القصصية والمداخلات العلمية والمسابقة الخاصة بالدورة مع ندوة دراسية وذلك بمدينة الحمامات خلال ايام 01 و02 و03 من شهر نوفمبر 2024 وذلك بمشاركة عدد من الكتاب والنقاد والباحثين وفق عنوان دال ولافت وهو " القصة القصيرة بين التقليد والتجديد" .
والجمعة كان الافتتاح حيث الموعد مع انطلاق أشغال ندوة "القصّة القصيرة بين التقليد والتجديد في تونس" برئاسة الأستاذ حسيـــن العوري والمداخلة الأولى للأستاذ فاروق العمراني بعنوان "القصّة القصيرة في فترة الثلاثينات، فترة التأسيس" ثم المداخلة الثانية للأستاذة هيام الفرشيشي بعنوان: "اتجاهات القصّة التونسيّة في نادي القصّ" وبعد استراحة كانت المداخلة الثالثة للأستاذ محمد القاضي بعنوان : "التجديد في القصّة القصيرة" المداخلة الرابعة للأستاذ صالح بن رمضـــان بعنوان : "القصّة القصيرة والنقاد والروّاد" وفي السهرة هناك موعد للضيوف والحضور مع سهرة شعريّة أدبيّة للشاعرين حسين العوري وشمس الدين العوني ونصوص مميزة بطابع من الدعابة في تماه مع الأمثال والأقوال الشعبية لصالح بن رمضان وذلك بمرافقة موسيقيّة للفنان عباس المقدمي .
يوم السبت انتظم لقاء حواري مع الكاتب عبد القـــادر الحـــاج نصـــر لتقديم تجربته الأدبيّة في تأطير من قبل الأستــاذ صالح بن رمضـــان وبالتوازي مع ذلك كان انطلاق أشغال ورشة في كتابة القصّة بتأطير الكاتبة هيام الفرشيشي والكاتب العابد الشيحاوي ..
وخلال اليوم الأخير للملتقى الأحد انتظمت ورشة قراءات لتجارب المشاركيــن بتأطير من قبل الأستاذ صالح بن رمضــان والأستـــاذ فـــاروق العمراني وصولا الى الحفل الاختتامي حيث تحدثت مديرة المكتبة المغاربية ببن عروس وهذا الملتقى عن أهمية هذا الموعد الأدبي وما يمثله من قيمة في تجارب المشاركين الشبان الذين مثلوا عددا من جهات البلاد التونسية وشكرت الدكاترة والأساتذة المحاضرين على قيمة ما قدموه للشبان من مداخلات قيمة وكل الضيوف والمشاركين وتم توزيع شهائد التكريم والمشاركة وتتويج الفائزين الثلاثة في مسابقة هذه الدورة التأسيسية وهم وليد الطبابي (الجائزة الأولى) وغسان حمدي (الجائزة الثانية) وحسان جاب الله (الجائزة الثالثة) كما نوهت لجنة التحكيم بقيمة ما قدمه المشاركون وتم توزيع شهائد التكريم والمشاركة وتتويج الفائزين الثلاثة في مسابقة هذه الدورة التأسيسية وهم وليد الطبابي (الجائزة الأولى) وغسان حمدي (الجائزة الثانية) وحسان جاب الله (الجائزة الثالثة) كما نوهت لجنة التحكيم بقيمة ما قدمه المشاركون من الشبان والشابات ضمن القصص المقدمة للمسابقة مع ملاحظات من قبيل الدعوة الى مزيد القراءة للقصة التونسية والعربية والعالمية والاهتمام باللغة والتعاطي مع المجتمع وشؤونه وشجونه كمصدر للكتابة القصصية والعمل أكثر على مختلف الجوانب الضرورية لفنيات القصة.. هكذا كان اليوم الختامي للفعاليات وكلمة لجنة تحكيــــم المسابقة والإعلان عن نتائج المسابقة وإنتهــــاء أشغال الملتقــــى.
فعالية رائقة ومحكمة التنظيم من قبل المكتبة الجهويّة وجمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس... ندوة مميز في الشكل والمحتوى.. مزيد التالق والنجاح للشبان المشاركين وللضيوف وللجهة المنظمة... هذا الملتقى الجاد انطلق ليبقى ويظل في الذاكرة الثقافية الابداعية الحية في تونس اليوم.. متعة لا تضاهى في اللقاء الحواري مع التجارب وضمن الندوة والورشات ..محتويات مهمة وعالية الجدوى والجودة في سياقاتها.. صالح بن رمضان.. محمد القاضي..حسين العوري..فاروق العمراني ..هيام الفرشيشي العابد الشيحاوي ...و المبدع الممتاز عبدالقادر الحاج نصر الذي قدم السيرة والمسيرة والتجربة في السرد والحياة في حوار مع الشبان المشاركين... الملتقى يعد بادرة ممتازة بعد اختفاء حوالي 40 من ملتقيات ادب الشباب والناشئة والهواية تأسست بالجهات منذ انطلاقة المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بدار الثقافة حي الزهور في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ( 1986) ببادرة من الصحفي والناقد الراحل محمد بن رجب والراحل عم مصطفى الحناشي مدير الدار وجريدة الصدى عن دار الصباح وهنا عمل بنجاح مدير الدار نزار الجلاصي عجل الله شفاءه على اعادة الروح والواقع لهذا الملتقى.. نأمل أن تنظر السيدة الوزيرة في هذا الأمر الهام لعودة الروح لهذه الملتقيات التي انجبت أسماء أدبية بارزة في الشعر والقصة والرواية والنقد.. .ملتقى المكتبة المغاربية ببن عروس بنجاحه اليوم ذكرنا بكل هذا الذي اتينا على استذكاره بشؤونه وشجونه.. نعم هذا الملتقى كان نقطة ضوء في الواقع الثقافي والادبي بتونس الان وهنا...
فعاليات تأسيسية للملتقى الذي يذهب كل سنة مع مجال أدبي يعنى بكتابات الشبان وفق رؤية تأسيسية لادارة المكتبة في فسح المجال للإبداعات الشبابية في حقول الأدب تنطلق الفكرة من بن عروس لتشع على كامل تراب الوطن الذي تبرز فيه الطاقات المتعددة ومنها الابداعات الأدبية الشبابية في صنوف من الشعر والقصة والرواية والنقد.