ملفات أمنية تجمع مسؤولين أتراك وسوريين في قاعدة حميم لأول مرة

واشنطن بدأت تناقش إمكانية سحب قواتها من سوريا للتركيز على الصين ما سيشكل تطورا يغير اللعبة ويكسر التوازن الحالي.

دمشق - أجرى مسؤولون عسكريون أتراك لقاء مع مسؤولين سوريين في قاعدة “حميميم” الجوية الروسية، في محافظة اللاذقية، بعد لقاء وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام، فيما تقول مصادر تركية أنه من المتوقع تحقيق تقدم نظرا إلى وجود ملفات مشتركة تجميع البلدين.

وذكرت صحيفة "ايندلك" التركية، أن لقاء الجانبين جرى بقاعدة “حميميم”، في 11 يونيو/ حزيران، بوساطة روسية. ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها “مقربة من الحكومة السورية”، أن المحادثات بين الجانبين جرى استئنافها بعدما كانت مجمّدة لفترة من الوقت.

وتضمن اللقاء تركيزًا على آخر التطورات في إدلب ومحيطها، وجرى بعد لقاء فيدان وبوتين، في العاصمة الروسية موسكو. فهذا الاجتماع الأمني الأول من نوعه على الأراضي السورية.

المفاوضات مع النظام السوري تجري بين أربعة أطراف، هي إيران وتركيا والنظام السوري وروسيا، والهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن 2254.

وكان الرئيس الروسي اقترح على تركيا مواصلة العمل بصيغة “أستانة” لما قال إنها “الحرب المشتركة ضد الإرهاب” في سوريا، وتطبيع العلاقات التركية معها، بعد نحو أسبوعين من دخول العراق على خط الوساطة بين دمشق وأنقرة.

وخلال لقائه وزير الخارجية التركي قال بوتين، “لعبنا معًا دورًا مهمًا للغاية في حل الأزمة السورية”. وتابع “أعتقد أنه سيكون من المناسب مواصلة صيغة (أستانة)، ومحاربة الإرهاب والقيام بكل ما يعتمد علينا، حتى يعود الوضع إلى طبيعته في هذا الاتجاه الذي هو الأهم بالنسبة لنا”.

ونقلت الصحيفة التركية أيضًا تأكيدات على لسان مصدرها المقرب من النظام حول عقد لقاء مقبل بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد، دون تحديد موعد تقريبي على الأقل للقاء.

في 5 من يونيو/حزيران، ذكر مصدر حكومي عراقي أن اجتماعًا سيعقد قريبًا بين مسؤولين من النظام السوري وتركيا، في العاصمة العراقية بغداد.

وبحسب ما نقلته وكالة “شفق نيوز” العراقية عن مصدر حكومي مطلع لم تسمِّه، فإن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن لقاء سيجمع مسؤولين من دمشق وأنقرة في بغداد خلال الفترة المقبلة.

وصرح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، نهاية مايو/ أيار الماضي، إن العراق لعب دورًا كبيرًا في إقامة علاقة بين السعودية وإيران، ولم يكن الوضع سهلًا، لكن العراق نجح في ذلك.

وتشدد أنقرة باستمرار على مطالبها وشروطها للذهاب في علاقات سياسية طبيعية مع دمشق، وجدد التأكيد عليها وزير الدفاع، يشار غولر، مطلع يونيو/ حزيران الجاري، حين أبدى استعداد بلاده للانسحاب العسكري من سوريا، ضمن أطر وشروط محددة ليست جديدة بالنسبة لأنقرة.

وقال إن المفاوضات مع النظام السوري تجري بين أربعة أطراف، هي إيران وتركيا والنظام السوري وروسيا، والهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن (في إشارة إلى القرار 2254).

ويرى الكاتب التركي يحيى بستان إن أنقرة نجحت نسبيا في التفاهم مع دمشق لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه البلدين وإن ذلك ربما يؤدي إلى استقرار المنطقة بشكل عام.

وأوضح في تقرير له نشرته صحيفة "يني شفق" التركية أن الحرب الأهلية المستمرة في سوريا خلفت وراءها تنظيمات مسلحة في الأراضي السورية يشكل بعضها تهديدا لوحدة الأراضي السورية والتركية أيضا.

وأشار بستان إلى وجود حالة من التوازن في سوريا بين القوى الرئيسية روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا؛ حيث كانت هذه الدول تحافظ على مواقفها بشكل أو بآخر دون أي تغير ملحوظ. ولكن هذا التوازن تزعزع عندما بدأت عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وتحدث الكاتب عن حالة جديدة تواجهها المنطقة؛ حيث إن واشنطن بدأت تناقش إمكانية سحب قواتها من سوريا للتركيز على الصين، وهو ما سيشكل تطورا يغير اللعبة ويكسر التوازن الحالي، فمجرد مناقشة هذا الاحتمال أحدث اضطرابا وجعل الأطراف المختلفة تبدأ في التحضير لفترة ما بعد الولايات المتحدة في سوريا، لتجنب توترات جديدة، مضيفا أن هذه الاستعدادات من قبل الفاعلين المختلفين تشير إلى تحولات محتملة في المتغيرات الإقليمية وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في المواقف والتحالفات.