ملفات عديدة على طاولة السوداني في روسيا

روسيا تحاول كسر العزلة التي يريد الغرب فرضها عليها من خلال توسيع وجودها في الشرق الأوسط فيما تسعى بغداد الى تعزيز دبلوماسيتها.
الطاقة على راس الملفات في المباحثات العراقية والروسية

نيويورك - يستعد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لزيارة روسيا في الأسابيع القليلة المقبلة وفق ما نقلت وزارة الخارجية العراقية في بيان عن وزير الخارجية فؤاد حسين أثناء اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف فيما يعتقد ان العديد من الملفات ستكون على الطاولة مثل ملف الطاقة والتعاون الاقتصادي بينما تسعى الحكومة العراقية للعب دور دبلوماسي اكبر.
وتحاول روسيا كسر العزلة التي يريد الغرب فرضها عليها من خلال تعزيز وجودها في عدد من مناطق العالم من بينها الشرق الأوسط فيما تسعى بغداد الى تعزيز دبلوماسيتها على مستوى العالم وعدم التعويل فقط على العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة

ويبدو السوداني عالقا بين الرغبة في الاستفادة من الاستثمارات الروسية والضغوط الأميركية، فيما تسعى موسكو إلى تعزيز وجودها في حقول النفط في العراق.
واجتمع وزير خارجية العراق مع نظيره الروسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واكد البيان "أنه جرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين حيث اكد الوزير أن الجانب العراقي يعمل على استكمال التحضيرات اللازمة لزيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى العاصمة الروسية موسكو خلال الأسابيع القليلة القادمة".
وقال وزير الخارجية العراقي "إن المباحثات بين الجانبين خلال الزيارة ستوفر فرصة مناسبة لبحث التعاون الثنائي بين الجانبين في المجالات السياسية والإقتصادية".
كما أشار الى إمكانية عقد إجتماع اللجنة العراقية - الروسية المشتركة على هامش هذه الزيارة.
بدوره قال لافروف ان بلاده حريصة على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين متحدثا عن تطلع بلاده الى زيارة السوداني الى موسكو خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وفي فبراير شباط الماضي دعا لافروف خلال زيارته الى بغداد لاعفاء العلاقات العراقية الروسية من العقوبات الغربية على موسكو، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين خاصة على المستوى التجاري والاقتصادي.
ومثلت استثمارات الشركات الروسية في مجال البترول في ظل العقوبات الغربية اهم مجالات الحوار الروسي العراقي حيث وقال لافروف في زيارته الأخيرة الى بغداد ان قيمة الاستثمارات الروسية في مجال النفط تجاوزت 10 مليارات دولار، مشيرا إلى أن الشركات النفطية الروسية ستلتزم بالضوابط القانونية في العراق.
وتنتمي الدولتان الى " مجموعة اوبك+" وتعتبران من اكبر منتجي النفط والغاز في العالم.
وتدارس الجانبان الروسي والعراقي في الأشهر الماضية كيفية التعامل مع المستحقات المالية للشركات الروسية العاملة في العراق"، إذ تواجه روسيا عقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قد تحتم عدم التعامل بالدولار في دفع المستحقات.
وتاتي زيارة السوداني الى موسكو الفترة المقبلة في اطار انفتاح العراق على جميع شركائه وأصدقائه وأهمية العلاقات الإستراتيجية مع الجانب الروسي في تعزيز الجذب الاستثماري لاسيما ما يتعلق بملفات الطاقة كما أنها تأتي في إطار تعزيز دور العراق في تنسيق التفاعلات الإقليمية والدولية.

ورفعت روسيا مؤخرا إنتاج النفط من حقل غرب القرنة 2 العملاق في العراق وأشارت وزارة النفط العراقية إلى أن هذا الحقل وحقل الرميلة يعدّان حيويين لخطة البلاد الرامية إلى زيادة طاقتها الإنتاجية النفطية إلى حوالي 7 ملايين برميل يوميا في 2027.

وأفاد مصدر مختص في أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي مؤخرا بأن "مسؤولا رفيع المستوى من الكرملين أخبر إيران بأنه "بإبقاء الغرب بعيدا عن صفقات الطاقة في العراق وتقريب بغداد إلى المحور الإيراني السعودي الجديد، ستصبح نهاية الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط الفصل الحاسم في الزوال النهائي للغرب".