ملك الأردن يتصدى لمحاولات الإسلاميين الاستثمار في ملف التطبيع
عمان - يسعى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لقطع الطريق امام الإسلاميين الذين يحاولون استغلال مشاعر الاردنيين الرافضين للتطبيع مع اسرائيل لتحقيق انتصارات سياسية داخلية.
وجاء لقاء العاهل الاردني الاثنين برئيس مجلس النواب ونائبيه ومساعديه للتاكيد على ان الاردن يساند بشكل قوي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وانه لا تراجع بتاتا على تلك الحقوق او التفريط فيها تحت اية ضغوط.
واكد الملك عبدالله "مواقف الأردن الثابتة والواضحة تجاه القضية، ودعمه الكامل للأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة" لكنه اشار في نفس الوقت إلى المصاعب البيئية والمائية التي تواجه بلاده مع مت يعيشه العالم وبالخصوص منطقة الشرق الأوسط من احتباس حراري اثر على الموارد المائية للكثير من الدول.
واللقاء بين الملك ورئاسة البرلمان ياتي بعد تأجيل جلسة برلمانية كانت مقررة الاثنين إلى الأربعاء لمناقشة عريضة نيابية تبناها الإسلاميون تدعو لإلغاء اتفاقية الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل.
وأطلق الإسلاميون شعاراتهم الرنانة بأنه لا مجال للتطبيع مع العدو الصهيوني في وقت تعاني فيه الأردن من مشكلة مصيرية تتمثل في نقص المياه وامكانية تعرض البلاد الى جفاف غير مسبوق بفعل التغيرات المناخية.
وتتعاون المملكة الأردنية مع إسرائيل في مجال المياه حتى قبل توقيع اتفاقية السلام سنة 1994 وترى المملكة ان التعاون مع إسرائيل التي تملك تكنولوجيا متقدمة في مجال تحلية مياه البحر امر ضروري.
ويرى مراقبون ان تعزيز الأردن من التعاون مع إسرائيل في مجال المياه امر يفرضه الواقع مع مخاوف من الجفاف وتأثير ذلك على حياة الأردنيين لكن هذه الضرورة لا تنفي امكانية تطوير العلاقات بين الجانبين في قطاعات اخرى
ورغم توقيع اتفاقية السلام في 94 لكن العلاقات الأردنية الإسرائيلية وصفت بالباردة ولم تتطور الى توقيع اتفاقيات مختلفة تطال الجوانب الاقتصادية والثقافية والعسكرية وغيرها.
لكن مسالة التعاون المائي بين الجانبين يمكن ان يفتح طريقا جديدا حيث تقول الأستاذة في جامعة ديوك الأميركية المتخصصة في السياسة البيئية العالمية إريكا وينثال، إن “المياه مورد يسمح للخصوم بإيجاد طرق للتعاون”.
وتابعت "ذا نظرنا إلى المعطيات نرى تعاونا بشأن المياه أكثر من نزاعات حولها، وعند الحديث عن نزاع يكون غالبا شفهيا".
ورغم مواقف الملك عبدالله المبدية تجاه القضية الفلسطينية ودوره في رفض صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب وما كانت ستجلبه لعمان من مساعدات اقتصادية لكن الإسلاميين الأردنيين الممثلين في حزب العمل الاسلامي ذراع الاخوان المسلمين في الاردن لا يزالون يستغلون مشاعر الشعب الرافض لتعزيز العلاقات مع إسرائيل لتحقيق انتصارات سياسية بعد أن خسروا في الانتخابات التشريعية السابقة، التي أفقدتهم ثقلهم التشريعي.