ملك المغرب يفتخر بنيل الجزائر اللقب الأفريقي

الملك محمد السادس يهنئ الرئيس الجزائري الانتقالي على الفوز في أمم افريقيا ويصفه بالتألق الرياضي الكبير.

الرباط - أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت عن فخره بإحراز الجزائر لقب كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم في مصر، في وقت احتفل العديد من المغربيين بفوز جيرانهم في المباراة النهائية الجمعة.
وقال الملك في رسالة تهنئة الى الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح "يسعدني باسمي شخصيا، وباسم الشعب المغربي قاطبة، أن نشاطر الشعب الجزائري الشقيق، مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا التتويج المستحق".
واعتبر "أن الأمر يتعلق بفوز بلد مغاربي جار وشقيق، وكأن هذا التتويج هو بمثابة فوز للمغرب أيضا"، على رغم التوتر الذي يطبع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عقود.

الأمر يتعلق بفوز بلد مغاربي جار وشقيق، وكأن هذا التتويج هو بمثابة فوز للمغرب أيضا

واضاف الملك محمد السادس "أمام هذا التألق الرياضي الكبير، لا يسعني إلا أن أتقدم للشعب الجزائري الشقيق ومن خلاله لكافة مكونات منتخبه الوطني لاعبين وأطرا تقنية وطبية وإدارية، بأصدق عبارات الإشادة والتقدير بالأداء التقني الرفيع وبالروح التنافسية العالية التي أبان عنها هذا المنتخب الطموح طيلة مباريات هذه البطولة الإفريقية المتميزة".
ونقلت وسائل إعلام مغربية ومواقع تواصل اجتماعي لقطات وأشرطة مصورة تظهر احتفالات مغربيين بعد فوز الجزائر على السنغال 1-صفر في المباراة النهائية التي أقيمت على ستاد القاهرة الدولي مساء الجمعة.
وعنون موقع "اليوم24" السبت "بقلب واحد ودموع الفرح المغاربة تابعوا تتويج الجزائر مرددين عبارة خاوة خاوة" (إخوة إخوة).
وساند مشجعون مغاربة المنتخب الجار بعد إقصاء أسود الأطلس من الدور ثمن النهائي بركلات الترجيح أمام بنين. وعرضت وسائل إعلام مغربية صورا للمشجعين يحتفلون بفوز محاربي الصحراء في ربع ونصف النهائي في مدينة السعيدية الحدودية، مع جزائريين يشاطرونهم الاحتفالات على الجانب الآخر من الحدود البرية المغلقة منذ 1994.
لكن مدينة العيون في الصحراء المغربية شهدت "أحداثا تخريبية" موازاة مع الاحتفالات بتتويج الجزائر، ومواجهات بين قوات الأمن وأشخاص "مدفوعين من جهات معادية" قاموا "باستغلال أجواء الاحتفالات العفوية لعموم المواطنين من أجل القيام بأعمال تخريبية ونهب الممتلكات"، بحسب بيان للسلطات المحلية نقلته وكالة الأنباء المغربية.
وأدى ذلك إلى وفاة شابة وإصابة عناصر من قوات الأمن، بحسب البيان.
ويهيمن التوتر على العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر منذ عقود بسبب قضية الصحراء المغربية. وتتنازع الرباط السيادة على هذه المستعمرة الإسبانية السابقة مع جبهة البوليساريو التي تطالب، مدعومة من الجزائر، بفصل الصحراء عن المغرب.
في المقابل، يرتبط الشعبان بأواصر متينة على المستوى الثقافي، ويتحدثان تقريبا اللغة العامية العربية نفسها، كما تتشابه الأمازيغية المتداولة في البلدين.
ودعا العاهل المغربي أواخر العام الماضي إلى احداث "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" بين المغرب والجزائر لتحسين العلاقات وتطبيعها بين البلدين، في دعوة لم تلق تجاوبا من الجزائر.