مناصرو الحريري يغلقون طرقا في بيروت رفضا لدياب
بيروت - أغلق الاثنين مناصرون لتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، طرقا رئيسية وساحات في العاصمة بيروت، رفضا لتكليف حسان دياب تشكيل حكومة لبنان الجديدة.
ونقل 'موقع سكاي نيوز عربية' عن غرفة التحكم المروري في بيروت، أن مناصري الحريري أقفلوا طريق الجية جنوبي العاصمة وكورنيش المزرعة والكولا والمدينة الرياضية في العاصمة اللبنانية.
كماأغلق المتظاهرون عددا من الطرق الرئيسية في الشمال والبقاع اللبناني شرقي البلاد، ما تسبب في ازدحام الشوارع في بعض المناطق.
واحتشد مساء الأحد آلاف المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط العاصمة اللبنانية، احتجاجا على تكليف حسان دياب مهمة تشكيل الحكومة المقبلة.
وأطلق المحتجون شعارات منددة بتسليم دياب مهمة الحكومة الجديدة، منها "ثورة ثورة" و"ليسقط حسان دياب فورا فورا" و"ثوار أحرار حنكمل المشوار". كما حملوا الأعلام اللبنانية ولافتات مؤيدة للحراك الشعبي.
ويعتبر المحتجون أن "دياب ليس رجلا اختصاصيا قادرا على حل الأزمات التي تعاني منها البلاد خاصة الاقتصادية منها"، ويطالبون بـ"محاسبة الطبقة السياسية بشكل كامل".
ويصر المحتجون على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
ويسعى المتظاهرون إلى إعادة زخم حراكهم إلى للشوارع اللبنانية تعبيرا عن رفضهم لحكومة لا تقطع مع الطبقة التي يطالبونها برحيلها.
وشهدت احتجاجات لبنان احتكاكات عنيفة، بعد أن اعتدى مناصرو حزب الله وحركة أمل على لمتظاهرين يف أكثر من مناسبة، في محاولة من السلطة إلى قمع الاحتجاجات المناهضة للطبقة السياسية كاملة.ويرفض اللبنانيون حكومة قائمة على نظام المحاصصة الحزبية والطائفية، مطالبين بحكومة تكنوقراط.
والخميس نال دياب في الاستشارات النيابية الملزمة بقصر الرئاسة، تأييد 69 نائبًا فيما حاز نواف سلام 13 صوتًا، وحليمة قعقور صوتًا واحدًا. وامتنع نواب عن تسمية أي مرشح.
ويدعم دياب حزب الله وحلفائه من حركة أمل وهو الأمر الذي أثار قلق المستثمرين، حيث يرى أغلبهم أن تسمية حكومة مدعومة من حزب الله سيعثر مساعي الحصول على مساعدات دولية تطمح إليها لبنان للنفاذ من الأزمة الاقتصادية الخانقة، على اعتبار أن حزب الله يقع ضمن اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية.
وأعلنت الكتل البرلمانية لحزب الحريري وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط السبت، اعتزامها عدم المشاركة في الحكومة المقبلة برئاسة دياب.
وشهدت منطقة النبطية الجنوبية اعتصامات حاشدة طالب المتظاهرون فيها بـ"إكمال الثورة للوصول إلى الأهداف المرجوة".
ونفى الحريري الاثنين تصريحات لوزير بحكومته يتبع لتنظيم "حزب الله" حول موافقته على تسمية دياب لتشكيل الحكومة المقبلة.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه قال الحريري، إنه "لم يكن هناك ما يمنعه أو يمنع كتلة تيار المستقبل التي يتزعمها من تسمية رئيس الحكومة المقبلة أو الموافقة على المشاركة بالحكومة".
وذكر البيان أن المعلومات المنسوبة إلى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قامطي، "غير صحيحة على الإطلاق وفي الواقع فإن الحريري كان قد أبلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة إنه لن يقترح أسماء ولن يعلق على أسماء يقترحها غيره".
وأدلى الوزير قامطي (يتبع لحزب الله) الإثنين بتصريحات لصحيفة محلية لبنانية قال فيها، إن "تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري وبعد نيل دعمه وتعهده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة"، وهو ما نفاه الحريري.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول احتجاجات شعبية غير مسبوقة، بدأت على وقع أزمة اقتصادية ومالية مستمرة بمطالب معيشية، ومن ثم إلى المطالبة برحيل النخبة السياسية الحاكمة دون استثناء.

من جهته اختتم وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الأحد، زيارته الأولى للعاصمة اللبنانية بيروت منذ انطلاق الاحتجاجات، وغادر بيروت دون أن يلتقي المكلف بتشكيل الحكومة حسان دياب.
وترك هيل 3 رسائل أساسية في ظل تمسك المحتجين العابرين للطوائف بمطالبهم ورفض كل محولات السلطة لإجهاض "ثورتهم" بتكليف وزير سابق تابع للنظام بتشكيل الحكومة.
وحث قبل المغادرة الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية في لبنان على مواصلة ضمان حقوق وسلامة المحتجين.
زيارته إلى بيروت الأحد بعد يوم واحد من تكليف دياب بتشكيل الحكومة.
وقالت مصادر مقربة من وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إن "زيارة هيل كانت إيجابيّة جدًا رغم انه لم يلتق رئيس الوزراء المكلف حسان دياب".
وأضافت المصادر طلبت عدم نشر أسمائها، أن هيل لم يتوقف عند اسم رئيس الحكومة ولا أسماء الوزراء، بل تمنّى أن تكون الحكومة فاعلة وتحقق الإصلاحات المطلوبة وتكافح الفساد وتلبي تطلعات الشعب اللبناني.
بدوره قال النائب ادغار معلوف عضو تكتل لبنان القوي بزعامة رئيس الجمهورية ميشل عون، إن "هيل لم يُبد أي اهتمام باسم الشخصية التي تتولى تأليف الحكومة، وإنما الهمّ الأبرز هو الشكل الذي ستتخذه الحكومة الجديدة".
الولايات المتحدة ستدعم لبنان حسب الحكومة المقبلة
وبشأن إن كان لقاء هيل وباسيل تطرق إلى المساعدات الماليّة للبنان، أجاب بأن "الولايات المتحدة ستدعم لبنان حسب الحكومة المقبلة".
ورأى نوفل ضو منسّق التجمّع من أجل السيادة المعارض لحزب الله والمشروع الإيراني بالمنطقة، أن "زيارة هيل لم تحمل رسائل إلى الفرقاء في الداخل اللبناني".
واضاف "إنما الرسالة الواضحة إلى لبنان ككلّ هي أن الأميركي لا يتدخل في التفاصيل بالداخل اللبناني، وإنما اهتمام هيل صبّ في تموضع لبنان الجيو سياسي في المنطقة والعالم".
وتابع: "الأميركي يود أن يكون لبنان حرًا في المفهوم السياسي وجزءًا من العولمة في المفهوم الاقتصادي".
واستدرك "ببقاء لبنان بتموضعه الحالي كجزء من المنظومة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة الإيرانيّة لا يمكنه اقتصاديًا إلا أن يكون جزءًا من هذه المنظومة، وعليه أن يتحمل تبعات هذه المشكلة وهذه هي الرسالة الأساسية التي حملها هيل إلى المسؤولين اللبنانيين".
ورأى ضو أن "أميركا لا تهتم باسم الشخص الذي يتولى الحكم، إنما الموقف الذي سيتخذه بالشكل النهائي وخيارات الدولة اللبنانية، لاسيما وأن لواشنطن في لبنان شركاء هم جميع مؤسسات الدولة وتحديدًا الجيش الذي يراهنون عليه بشكل أساسي والمصرف المركزي، خاصة وأن دوره بارز في الملف المالي والنقدي".
وأشار أن عدم لقاء هيل مع دياب "يأتي ضمن خانة أن واشنطن على موقفها، فهي تتعاطى مع المؤسسات الرسمية وحتى الساعة دياب لا دور رسميًا له بالمفهوم الدستوري".
ووفق منير الربيع كاتب ومحلل سياسي، فإن "هيل حمل رسالة واضحة مفادها أنهم لن يتركوا لبنان أبدًا من دون التدخل بتطورات تشكيل الحكومة، فالأهم هو تأمين استقرار أمني وسياسي".
وأضاف منير أن "حزب الله ردد أن هيل سيأتي لدعم الاحتجاجات لفرض أجندات جديدة، لكنّ الزيارة كانت محط ارتياح لدى رئيس الجمهورية ولدى وزير الخارجية جبران باسيل".