منافس لاردوغان يؤسس حزبا جديدا يزاحم العدالة والتنمية

محرم إنجه يعيد بإعلان حزبه الجديد تركيب المشهد السياسي في تركيا قبل عامين من الانتخابات الرئاسية في خطوة تهدف لتوسيع قاعدة المنافسة عبر استقطاب مزيد من المؤيدين وتعزز حظوظ أحزاب المعارضة في الإطاحة بالحزب الحاكم إذا تم تشكيل تحالف فيما بينها.

أنقرة - قدّم منافس سابق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين استقالته من حزب المعارضة الرئيسي في البلاد لإطلاق حزب جديد، معيداً بذلك تركيب المشهد السياسي قبل عامين من الانتخابات الرئاسية.

وأعلن محرم إنجه في مؤتمر صحافي "سنخلق تركيا حرّة لا تخاف الكلام" موجهاً انتقادات لاذعة للحزب السياسي الذي يغادره حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي"، سنحرّر البلاد من هذا الحكم ومن هذه المعارضة التي لا تستطيع تقديم حلول".

وتشير هذه الخطوة إلى أن المشهد السياسي التركي يشهد تغيرات عدة على مستوى اتساع قاعدة منافسي إردوغان ومعارضيه، وقد تتحالف المعارضة لخوض الانتخابات الرئيسية ومنافسة الرئيس التركي في ظل تآكل شعبيته وتراجع مناصريه إضافة إلى تقلص قاعدته الجماهيرية وتلاشي أنصار حزبه لاسيما بعد انشقاقات عدة لقيادات بارزة من حزب العدالة والتنمية والذين كانوا في يوم ما من أبرز حلفائه وهم من مؤسسي الحزب أمثال رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو والمسؤول السابق عن تنسيق الشؤون الاقتصادية في الحكومة علي باباجان.

ورغم إن خطوة إنجه كسياسي بارز له قاعدة شعبية كبيرة في تركيا ضمن الحزب المعارض، قد تضعف حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي، لأن قسطا كبيرا من مناصريه سيصوتون له، لكن انشقاقه لا يعني بالضرورة إضعافا لأكبر حزب معارض بقدر ما هو اشتغال على توسيع قاعدة المعارضة عبر استقطاب مزيد من المؤيدين، ثم العمل قبيل الانتخابات الرئاسية التركية المقررة عام 2023 على تشكيل تحالف أقوى للإطاحة بإردوغان.

وحصل إنجه كمرشح عن حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2018 على 30.64 بالمئة من الأصوات وخسر أمام إردوغان الذي حصل على 52.59 بالمئة من الأصوات.

نجح إنجه المخضرم في السياسة والخطيب المفوه الذي يحظى بكاريزما تُقارن أحياناً بكاريزما الرئيس التركي، في جمع حشود أثناء تجمعات انتخابية عام 2018.

إلا أن الكثير من الناخبين شعروا بالاستياء لأنه أقرّ بهزيمته ليلة الانتخابات عبر رسالة أرسلها إلى صحافي بدلاً من إلقاء خطاب أمام مناصريه.

وفي الأشهر الأخيرة كثّف إنجه الذي كان يمثل الجناح القومي من حزب الشعب الجمهوري، هجماته ضد الحزب، معتبراً أنه لا يُدار بشكل ديمقراطي.

واتّهمه أيضاً الاثنين "بعدم فهم" السياسية الخارجية لأنقرة المتعلقة بشرق المتوسط وليبيا وأذربيجان حيث تتهم دول غربية عدة تركيا بالقيام بتحركات عدائية.

وأعلن إنجه أيضاً أن ثلاثة نواب استقالوا في أواخر يناير/كانون الثاني من حزب الشعب الجمهوري، انضموا إلى حزبه الجديد الذي سيُكشف عن اسمه في الأسابيع المقبلة.

وأظهرت استطلاعات رأي عدة خلال العام الماضي تراجع شعبية إردوغان وتآكل قاعدة حزبه، وهو ما قد يعزز حظوظ المعارضة في قلب الطاولة على حزب العدالة والتنمية إذا تحالفت خاصة وأن حزبي أحمد داود أوغلو وعلي باباجان سيمتصان معظم أصوات حزب الرئيس التركي الذي عاش خلال العام الماضي على وقع استقالات مدوية لأكبر أعضائه وشهد عزوفا كبيرا لمناصريه.

وخلال العام الماضي أعلن كل من أحمد داود أوغلو وعلي باباجان تأسيس حزبين جديدين بهدف تصحيح المسار السياسي وتشكيل جبهة منافسة للرئيس التركي وحزبه الحاكم ولإنقاذ تركيا من سلطة إردوغان ووضع حد لسياسات أساءت لتركيا سياسيا واقتصاديا.

وتتلاشى شعبية الرئيس التركي نتيجة السياسات الخاطئة التي تجاوزت أولويات تركيا وقدراتها، إلى الخوض في مسائل خارجية وتدخلات عسكرية مجانية في أكثر من جبهة قتال أنهكت مفاصل الدولة، فضلا عن ممارسات القمع المستهدفة للمعارضين والأقليات الكردية وهو ما خلق حتما حالة من الاستياء في صفوف الأتراك بسبب سياسات إردوغان التي أدت إلى انكماش الاقتصاد وانهيار الليرة وارتفاع التضخم وتفاقم نسب البطالة، عقب تراجع المستثمرين.

وتشير التقلبات السياسية والأزمات الاقتصادية المتناثرة التي تعيشها تركيا في السنوات القليلة الماضية تحت إدارة إردوغان، إلى تراجع شعبيته بين الأتراك وارتفاع موجه الانتقادات الموجهة إليه بسبب سياساته الفاشلة في إدارة البلاد.