منافس نتنياهو داخل الليكود يتحرك للإطاحة به

الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل تطلب من المحكمة العليا أن تأمر نتنياهو بترك منصبه بعد اتهامه في قضايا فساد.

القدس - تقدم جدعون ساعار النائب عن حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد بطلب لرئاسة الحزب لإجراء انتخابات تمهيدية قبل الحادي عشر من 11 كانون أول/ديسمبر المقبل، وذلك أملا في الإطاحة بنتنياهو.

وهذه هي أول محاولة رسمية داخل الحزب المنتمي إلى تيار يمين الوسط للإطاحة بزعيمه منذ إعلان المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت الخميس الماضي، توجيه اتهامات لرئيس الوزراء تتضمن الحصول على رشاوى والاحتيال وخيانة الأمانة.

وتنتهي في 11 من الشهر القادم مهلة منحها الرئيس رؤفين ريفلين لنواب الكنيست لتشكيل حكومة، وإلا فإنه سيتعين التوجه لانتخابات نيابية ستكون الثالثة في إسرائيل خلال عام واحد.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن ساعار القول إن اقتراحه سيقود إلى "تشكيل حكومة ضمن الكنيست الحالي وينهي الأزمة السياسية المستمرة منذ عام تقريبا، وسيمنع الانجرار لانتخابات نحن في غنى عنها".

وأوضح ساعار أمس السبت أن نتنياهو لن يتمكن من الفوز في انتخابات ثالثة ودعا حزب ليكود لإجراء اقتراع على زعيم جديد للحزب، مضيفا أن نتنياهو قد أخفق مرتين في انتخابات نيسان وأيلول 2019 في تشكيل حكومة على الرغم من التفويض الكامل الذي منحه حزب الليكود.

وأبدى ساعار تقديره لفترة ولاية نتنياهو القياسية وأشار إلى أنه برئ حتى تثبت إدانته لكنه انتقد محاولاته تصوير مقاضاته في اتهامات جنائية على أنها "محاولة انقلاب" تشمل الشرطة والادعاء والإعلام.

وقال "ليس من الخطأ فقط قول ذلك، بل ينم عن تصرف غير مسؤول".

وسبق وأن صرح ساعار الذي شغل منصب وزير التعليم والداخلية، الشهر الماضي أنه سيتحدى نتنياهو للسيطرة على الحزب باللحظة التي يعين فيها الحزب الانتخابات التمهيدية حول القيادة، لكنه أشار إلى أنه سيدعم منافسه المحتمل حتى ذلك الحين.

وهو خليفة محتمل لنتنياهو منذ سنوات ولديه اتباع مخلصين داخل الحزب.

اقتراح النائب عن حزب الليكود قوبل بانتقادات من أعضاء الحزب الموالين لنتنياهو 

وقوبل اقتراح ساعار على الفور بانتقادات من أعضاء الحزب الموالين لنتنياهو الذين اتهموه بعدم الولاء.

وقال المتحدث باسم حزب الليكود "من المحزن أنه في الوقت الذي يحافظ فيه بنيامين نتنياهو على أمن إسرائيل على كل الجبهات ويعمل على ضمان استمرار ليكود في الحكم، أن يظهر جدعون ساعر كعادته انعدام الولاء وأقصى درجات التآمر".

ولم يذكر نتنياهو في كلمته في افتتاح جلسة مجلس الوزراء اليوم الأزمة السياسية أو مشاكله القانونية وتحدث عن قضايا الأمن.

من جهته اقترح النائب عن حزب الليكود نير بركات إجراء انتخابات داخل الحزب على منصب قائم بأعمال رئيسه فقط "لتفادي حدوث انقلاب داخل الحزب من جهة، ومن جهة أخرى للاستعداد ليوم ما بعد نتنياهو".

وأصبحت "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" اليوم أول جهة تقدم دعوى للمحكمة العليا من أجل إجبار نتنياهو على الاستقالة في ظل اتهامات الفساد.

وقالت إن توجيه اتهامات جنائية لرئيس وزراء لا يزال في منصبه لأول مرة في إسرائيل يعتبر "تجاوزا لخط أحمر وصفعة قوية لثقة للرأي العام في مؤسسات الحكم".

ولا يلزم القانون الإسرائيلي نتنياهو بالاستقالة من منصبه بسبب توجيه لائحة اتهام ضده، وإنما يجبره فقط على الاستقالة إذا ما تمت إدانته في النهاية.

ولم يتضح على الفور متى ستصدر المحكمة قرارها بخصوص الالتماس.

وكان نتنياهو الذي أمضى في الحكم أربع ولايات، أكد الخميس عزمه على البقاء في منصبه، ووصف توجيه لائحة اتهام له بأنه أمر يرقى إلى مستوى "محاولة الانقلاب". ونفى الاتهامات بالرشا والاحتيال وخيانة الأمانة.

وجاء توجيه الاتهامات لرئيس الوزراء المنتهة ولايته، وسط حالة من الفوضى السياسية غير المسبوقة في إسرائيل بعد انتخابات جرت في أبريل/نيسان ثم في سبتمبر/أيلول ولم يفز فيها نتنياهو أو منافسه الرئيسي بيني غانتس، الذي يمثل تيار الوسط، بأغلبية تؤهله للحكم.