مندوبون دوليون بالعراق يطالبون بالتحقيق في مقتل المتظاهرين

قوات الأمن والميليشيات المسلحة في العراق تواصل استخدام الذخيرة الحية في محافظات عراقية لا تتراجع عن مطالب رحيل الطبقة السياسية
الجماعات المسلحة في العراق تسعى لوأد الاحتجاجات السلمية
مطالب العراقيين برحيل الساسة تشمل الصدر وأتباعه
تنديد دولي باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين العراقيين
دبلوماسيون يدعون العراق لاحترام حق حرية التجمع وحق التظاهر السلمي

بغداد - طالب مندوبون من 16 دولة في العراق بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاثنين بإجراء تحقيق يعتد به في مقتل المئات منذ أكتوبر/تشرين الأول، منددين باستخدام قوات الأمن والميليشيات المسلحة للقوة المفرطة.

ويثير الوضع في العراق قلقا دوليا من زيادة وتيرة العنف تجاه المتظاهرين، فيما تتعالى أصوات الشارع العراقي بإسقاط النظام السياسي برمته وإنهاء التدخل الإيراني المتهم بتحريك ميليشياته في العراق، ما تسبب في مقتل عشرات المتظاهرين وجرح الآلاف.

وقال المندوبون في بيان مشترك "رغم تأكيدات الحكومة تواصل قوات الأمن والجماعات المسلحة استخدام الذخيرة الحية في هذه الأماكن (بغداد والناصرية والبصرة)، الأمر الذي يؤدي لسقوط عدة قتلى ومصابين مدنيين، بينما يواجه بعض المحتجين الترهيب والخطف".

ودعا المندوبون السلطات العراقية لاحترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي وناشدوا حكومة بغداد "ضمان إجراء تحقيقات يعتد بها وتطبيق المحاسبة عن مقتل أكثر من 500 وآلاف المصابين من المحتجين منذ أول أكتوبر".

وتفيد مصادر إعلامية وشهود عيان أن عمليات القتل التي اجتاحت المظاهرات المطلبية تتحمل مسؤوليتها قوات الأمن العراقية وميليشيات الحشد الشعبي المعروفة بولائها لإيران.

وقتل مسلحون اثنين من المحتجين بالرصاص في مدينة الناصرية بجنوب العراق مساء الأحد، بينما تحولت إحدى مناطق العاصمة بغداد إلى ساحة معركة الاثنين وهو ثالث أيام حملة قوات الأمن لإنهاء المظاهرات المستمرة منذ شهور ضد النخبة الحاكمة المدعومة من إيران بشكل كبير.

وقُتل خمسة محتجين على الأقل في اشتباكات في مطلع الأسبوع الجاري. وبدأت السلطات حملتها السبت لإنهاء الاحتجاجات التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول في بغداد وعدد من المدن في جنوب البلاد، حيث يطالب العراقيون بإبعاد جميع الأحزاب والسياسيين وإجراء انتخابات حرة ونزيهة واجتثاث الفساد.

وقالت مصادر في الشرطة ومصادر طبية إن "75 محتجا على الأقل أصيبوا معظمهم بالرصاص الحي في اشتباكات وقعت في الناصرية الليلة الماضية حينما حاولت قوات الأمن إبعادهم عن جسور في المدينة".

وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين على متن أربع شاحنات صغيرة هاجموا مخيم الاحتجاج الرئيسي وقتلوا اثنين ثم أشعلوا النار في خيام المتظاهرين قبل أن يلوذوا بالفرار.

وقال شهود من رويترز إن "المحتجين في الناصرية بدئوا أيضا في بناء هياكل من الطوب بعد أن أحرق المسلحون المجهولون خيامهم، وإن محتجين آخرين اقتحموا مركزا للشرطة في الناصرية الاثنين وأشعلوا النار في خمس سيارات على الأقل كانت تقف داخله قبل أن يغادروه".

 

وتعد هذه الاحتجاجات التي لا يقودها أحد تحديا لم يسبق له مثيل للنخبة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة والمدعومة من إيران بشكل كبير والتي صعدت إلى الحكم بعد أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003.

اندلعت الاثنين معارك ضارية بمنطقة خيلاني قرب ساحة التحرير وسط بغداد، حيث ألقى المحتجون الحجارة والقنابل الحارقة على قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء، كما استخدمت نبالا لدفع المحتجين إلى التراجع.

وقال أحد المحتجين ويدعى علاوي "هذه الثورة سلمية يطلقون علينا الذخيرة الحية والرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع. أُصبت في وجهي".

ونقلت مركبات التوك توك المنتشرة بين الحشود المصابين ومنهم محتجون كانوا يعانون من ضيق التنفس بفعل الغاز المسيل للدموع.

وتستمر المظاهرات في مدن أخرى في جنوب البلاد رغم محاولات قوات الأمن المتكررة لإزالة خيام المعتصمين.

وبعد هدوء في وقت سابق من الشهر الجاري استؤنفت المظاهرات في بغداد ومدن في الجنوب وسيطر المحتجون على ثلاثة جسور رئيسية في العاصمة، كما يواصلون الاعتصام وإغلاق طرق في عدد من مدن الجنوب.

وردت الحكومة باستخدام العنف والإعلان عن بعض الإصلاحات. وأدان المجتمع الدولي العنف، لكنه لم يتدخل لوقفه.

وبدأت عمليات قوات الأمن لإزالة خيام الاعتصامات بعد أن أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر السبت إنهاء مشاركة أنصار له في الاحتجاجات.

وأيد الصدر منذ اندلاع المظاهرات مطالب المحتجين الخاصة بإبعاد السياسيين الفاسدين وتوفير الخدمات والوظائف، لكنه لم يدع جميع أتباعه للاشتراك في الاحتجاجات.

وقال محتج يدعى حسين "الكل خرج للاحتجاج على الحكومة نطالب باستقالة ورحيل الساسة لا نريد مقتدى أو أيا منهم".