منشآت النفط الليبية تعود للعمل بعد انتهاء أزمة البنك المركزي

خسائر إغلاقات النفط في ليبيا تصل إلى حوالي 850 ألف برميل يوميا، ما يعادل حوالي 59.4 مليون دولار.

طرابلس – أعلنت سلطات شرق ليبيا الخميس إعادة فتح الحقول والمنشآت النفطية في عموم البلاد، عقب إغلاق استمر أكثر من شهر على خلفية الأزمة التي شهدها البنك المركزي الليبي في طرابلس، والتي انتهت بتعيين إدارة جديدة للبنك المركزي.

وقالت الحكومة الليبية الموازية التي يرأسها أسامة حماد في بيان الخميس، "نعلن رفع القوة القاهرة عن جميع الحقول والموانئ والمنشآت النفطية، واستئناف عمليات الإنتاج والتصدير بشكل طبيعي".

وأشارت حكومة حماد التي تتخذ مقرا في بنغازي (شرق) إلى أن قرار إعادة فتح المنشآت النفطية يأتي في إطار الجهود التي تكللت بالنجاح والاتفاق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على "تعيين محافظ للمصرف المركزي ونائب له".

وصوت مجلس النواب في شرق البلاد الاثنين، على تعيين ناجي عيسى كمحافظ جديد للبنك المركزي ومرعي البرعصي نائبا له، بعد أكثر من شهر على أزمة رئاسة البنك وما ترتب عليها من إغلاق للمنشآت النفطية وخسائر مالية ضخمة.

إعلان "القوة القاهرة" يشكل تعليقاً "مؤقتاً" للعمل، ويسمح بحماية يوفرها القانون للمؤسسة بمواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية، بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.

وقد منح مجلس النواب في جلسته الاستثنائية أغلبية الأصوات لصالح تولي ناجي عيسى منصب المحافظ الجديد للبنك المركزي، قابلها منح أكثر من 100 نائب في المجلس الأعلى للدولة تزكيتهم لصالح المحافظ الجديد.

ووصل المحافظ الجديد للبنك المركزي ونائبه إلى العاصمة طرابلس، وفور وصوله توجه إلى مقر البنك في طرابلس، وأنهى عملية التسليم والاستلام من المحافظ المؤقت عبد الفتاح عفار.

كما عقد المحافظ الجديد اجتماعا مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الذي رحب بالتوافق السياسي الذي توج بتعيين محافظ جديد.

وقبل ذلك، وقع ممثلون عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا الخميس الماضي اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضي بتعيين محافظ جديد للبنك المركزي، بعد محادثات استمرت نحو شهر.

وتفاقمت أزمة البنك المركزي الليبي في آب/أغسطس عندما حاول عشرات الأشخاص، بعضهم مسلح، طرد محافظ المصرف السابق الصديق الكبير من مبنى البنك.

وفي 18 آب/أغسطس، أعلن البنك تعليق كل عملياته عقب اختطاف مدير تكنولوجيا المعلومات الذي أفرج عنه بعد فترة وجيزة. ليقوم محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بتسمية عبد الفتاح غفار، محافظا مؤقتا للبنك خلفا للكبير، وهو القرار الذي قوبل برفض شديد من قبل مجلسا النواب والدولة، كونهما حصرا صاحبا الاختصاص التشريعي في تعيين محافظ البنك المركزي .

وعقب صدور قرار سلطات شرق ليبيا إعادة فتح المنشآت النفطية، أصدر المؤسسة الوطنية للنفط (الجهاز الحكومي المسؤول عن إدارة عمليات إنتاج وتصدير النفط في ليبيا) رفع القوة القاهرة.

وأوضحت مؤسسة النفط ومقرها طرابلس في بيان، أنها قامت "برفع حالة القوة القاهرة عن المنشآت النفطية، ابتداء من اليوم الخميس".

كما نشرت الصفحة الرسمية للمؤسسة، صور اجتماع مدراء الإنتاج والعمليات بجميع شركات النفط، لمتابعة الاستعدادات لعودة إنتاج النفط والغاز.

وإعلان "القوة القاهرة" يشكل تعليقاً "مؤقتاً" للعمل، ويسمح بحماية يوفرها القانون للمؤسسة بمواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية، بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.

ونتيجة لسيطرة "مجموعة خارجة عن القانون" قريبة من الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها في طرابلس (غرب) سيطرت بالقوة على البنك المركزي، قامت حكومة أسامة حماد في شرق ليبيا في نهاية آب/أغسطس الماضي، بإغلاق الحقول والموانئ النفطية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وتمثل تلك المواقع قرابة 90 بالمئة من جميع الحقول والموانئ النفطية في ليبيا، بينما ويشرف المركزي الليبي على إدارة إيرادات النفط وموازنة الدولة وتوزيعها بين المناطق.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في 28 أغسطس/آب إن إنتاج النفط انخفض بأكثر من النصف عن مستوياته المعتادة بسبب الإغلاقات.

وأظهرت بيانات من شركة تحليلات النفط كبلر أن متوسط صادرات البلاد من الخام بلغ نحو 460 ألف برميل يومياً في سبتمبر/أيلول انخفاضاً من أكثر من مليون برميل يومياً في أغسطس/آب وفقاً لبيانات الشحن.

وكان رئيس النقابة العامة الليبية للنفط سالم الرميح أفاد بوقت سابق بأن خسائر إغلاقات النفط في ليبيا تصل إلى حوالي 850 ألف برميل يوميا، ما يعادل 416 مليون دينار (حوالي 59.4 مليون دولار).

وتعاني ليبيا انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤون البلاد حكومتان: الأولى في طرابلس معترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.