منصة الشارقة للأفلام تطلق دورتها الأولى

المنصة تعد إحدى المبادرات التي تسعى من خلالها مؤسسة الشارقة للفنون لإثراء الصناعة السينمائية والأفلام التي تتقاطع مع الفنون المعاصرة.
الشيخة حور القاسمي: البرنامج جاء امتداداً لاهتمام الشارقة بدعم الفنانين
جلسات حوارية تقدمها المنصة بالتزامن مع عروض الأفلام

أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون أخيرا فعاليات الدورة الأولى من منصة الشارقة للأفلام والتي تستمر حتى 26 الجاري، وقد استهلّت ليلة الافتتاح برنامجها بالعرض الأول للفيلمين الفائزين بمنحة منصة الشارقة للأفلام، وهما فيلم "ليمون" للمخرج عبدالرحمن المدني الذي يناقش مصاعب الحياة الزوجية، والعقبات التي تواجهها الزوجة في سبيل الحصول على اهتمام زوجها، وفيلم "مريم" للمخرج محمد الحمادي الذي يروي قصة شابة إماراتية طموحة تسعى لمتابعة مهنة التمثيل في نيويورك رغم معارضة والديها. 
وبرنامج المنصة امتد إلى أربعة مواقع من إمارة الشارقة وهي: سينما سراب المدينة، وسينما الحمراء، ومعهد الشارقة للفنون المسرحية، وقاعة إفريقيا، فضلا عن المراكز الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون: رواق 2 بساحة المريجة، ومركز خورفكان للفنون، ومركز المدام للفنون"، حيث تعد منصة إحدى المبادرات التي تسعى من خلالها مؤسسة الشارقة للفنون لإثراء الصناعة السينمائية والأفلام التي تتقاطع مع الفنون المعاصرة في الإمارات والمنطقة، إلى جانب تفعيل الحوارات وتبادل الخبرات الاحترافية التي تستضيفها المنصة. وقد تضمنت مشاركات هذه الدورة أكثر من 140 فيلماً مما يزيد على 40 دولة، بما فيها 32 فيلماً تعرض للمرة الأولى على المستوى العالمي والإقليمي، وتشمل أفلاماً روائية، وتجريبية، ووثائقية، طويلة وقصيرة.
وذكرت الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون في سياق الإطلاق لمنصة الشارقة للأفلام أن هذا البرنامج جاء امتداداً لاهتمام مؤسسة الشارقة للفنون وبينالي الشارقة بدعم الفنانين العاملين بالأفلام منذ عام 2003، سواء عبر التكليفات أو منح الإنتاج، حيث ضمّن قيّمو بينالي الشارقة عروض أفلام وأعمال فيديو عبر دوراته المتعاقبة، وقد تعاظم حضور الفيلم في الدورات الأخيرة للبينالي وبرامج المؤسسة الموازية، حيث تم إنشاء المؤسسة لسينما سراب المدينة في الهواء الطلق 2013". 
وأضافت القاسمي: "تأتي منصة الشارقة للأفلام تعزيزاً لتنامي أهمية السينما في مشاريع المؤسسة، ولتصبح إحدى البرامج السنوية التي تعمل على دعم إنتاج الأفلام في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وتوفير منصّة مهمة لصانعي الأفلام المكرسين والناشئين، كما ينقسم البرنامج إلى ثلاثة مكونات رئيسة تتضمن عروض أفلام مقيّمة وجوائز، وجلسات حوارية وورش العمل، ومنحة إنتاج للأفلام القصيرة".

أضاءت الجلسات الحوارية التي تقدمها المنصة بالتزامن مع عروض الأفلام على العديد من الموضوعات المتعلقة بصناعة الأفلام، حيث تناولت جلسة "الصورة المتحركة والتقنيات الجديدة" إمكانيات الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط ودراسة الآثار الأخلاقية لهذه التكنولوجيا بشكل عام. كما استعرضت جلسة أخرى التجربة التي خاضها المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي خلال صناعة فيلمه "الرجال فقط عند الدفن"، وقد تحدث الكعبي عن الصعوبات التي واجهها خلال فترة الإعداد للفيلم، وتطرق لاحقاً للحديث عن مشاريعه المقبلة.
كما ناقشت جلسة "آفاق الفيلم الوثائقي" التي قدمت ضمن فعاليات اليوم الثاني من البرنامج، إمكانيات توسيع صناعة الأفلام الوثائقية ونوع العلاقة بين الصور الثابتة والمتحركة وبناء السرد، بينما تناولت جلسة بعنوان "حالات النشوء" مسؤولية صانعي الأفلام في نقل الواقع وتصويره في مرحلة ما بعد الاستعمار داخل وخارج الأطر التقليدية. وتناول المشاركون في جلسة "تشابكات اثنوغرافية" مفاهيم متعلقة بممارسات صناعة الأفلام التي تستجوب الأعراف الاثنوغرافية. 
وفي سياق متصل استضاف البرنامج التعليمي المصاحب للمنصة خلال الأيام الأولى من الفعاليات عدة ورش عمل متخصصة شاركت بها مجموعات من محبي السينما والمهتمين بصناعة الأفلام. وقد تناولت الورش موضوعات تدور حول الرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية، وقواعد وتصميم اللقطات، وأساسيات كتابة السيناريو، وآليات البحث والتوثيق ضمن الأفلام الوثائقية. ويستمر البرنامج في تقديم العديد من الورش الأخرى في الأيام المقبلة والتي تسلط الضوء على تاريخ السينما وأبرز الكتاب والمخرجين، وتقنيات الإضاءة الملائمة لإنتاج الأفلام والفيديو، إضافة إلى ورشة نقدية للأفلام الوثائقية.
وتشهد المنصة التي تنظم برعاية مصرف الشارقة الإسلامي، العرض العالمي الأول لفيلم "مساحات الاستثناء" (2018)، من إخراج مات بيترسون ومالك رسامني، وهو الفيلم الذي يقارب قصة محمية للهنود الحمر إلى جانب مخيم للاجئين الفلسطينين في محاولة لفهم أهمية الأرض وظروف الحياة والمجتمع والسيادة. 
واحتفاءً بالذكرى العاشرة لرحيل المخرج المصري يوسف شاهين، تتضمن عروض منصة الشارقة للأفلام ثلاثة أفلام من إخراجه وهي "باب الحديد" و"الأرض" و"اليوم السادس"، وتُعرض بالتعاون مع معهد إفريقيا، 
يذكر أن المنصة تقدم برنامج الجلسات الحوارية المصاحب لبرنامج الأفلام، 8 جلسات تستكشف أبرز القضايا والمشاغل المتعلقة بصناعة السينما في المنطقة، والتي تشمل توزيع وتمويل الأفلام، والأبعاد القانونية لحماية حقوق الملكية الفكرية وصياغة العقود وتصاريح التصوير، كما تستعرض بعض الجلسات أحدث التكنولوجيات المستخدمة في التصوير وسبل تطوير صناعة الأفلام الوثائقية. ويشمل البرنامج جلسة حوارية مع المخرج عبدالله الكعبي يتحدث خلالها عن مسيرته الإخراجية وفيلمه الذي لاقى استحساناً كبيراً "الرجال فقط عند الدفن" (2016)، كما يعرض رؤيته حول صناعة السينما في الإمارات العربية المتحدة.
أيضا تقدم منصة الشارقة للأفلام برنامجاً تعليمياً على مدار أيام الأسبوع يضم عدداً من ورش العمل التي تتناول موضوعات تشمل صناعة الأفلام، وتاريخ السنيما، وأساسيات كتابة السيناريو، وأساليب البحث والتوثيق، والرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية. 
ومن المقرر أن تقدم لجنة التحكيم في ختام فعاليات منصة الشارقة للأفلام ثلاث جوائز رئيسة هي: جائزة أفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم تجريبي، وأفضل فيلم وثائقي. وتنقسم اللجنة إلى لجنة تحكيم الأفلام الروائية والمكونة من المخرج علي مصطفى، والمخرج والسيناريست كونغ رثيدي، والمخرج غسان سلهب، ولجنة تحكيم الأفلام التجريبية وتضم المخرجة رانيا اسطفان، وستيفن كيرنز، والمخرج كمال الجعفري، ولجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المؤلفة من الإعلامية لينا ماتا، والمخرجة جيهان الطاهري، والمخرج مانثيا دياوارا.