منظمة برجاف تعالج قضايا ملحة لأكراد سوريا

المنظمة المدنية تفتح ملفات الحوكمة والمشاركة السياسية والمجتمعية في الحكم المحلي شمال شرق سوريا، في خطوة نادرة تأتي في أوج الحرب المتسببة في أسوأ أزمة للسوريين.

كوباني (سوريا) - عقدت منظمة برجاف في مدينة كوباني التابعة لمحافظة حلب شمال شرق سوريا السبت، ورشة عمل استمرت ليومين تناولت موضوع الحوكمة وعملية المشاركة المجتمعية والسياسية في الحكم المحلي، في نشاط مدني هام ونادر يأتي في البلد الغارق منذ سنوات في حرب دامية وأزمة سياسية عميقة.

للمرة الأولى تناقش قضايا ذات مدلولات كبيرة مثل الحوكمة ومشاركة كل الأحزاب في الحكم المحلي في الوقت الذي تأن فيه سوريا من الويلات.

وحضر الفاعلون والفاعلات من قادة المجتمع المدني بالمدينة ومن بيئات سياسية وايديولوجية مختلفة، وناقشوا مسائل الحوكمة والإدارة الرشيدة والمشاركة السياسية في الإدارة. 

ومنظمة برجاف هي منظمة مدنية غير حكومية تعمل وتنشط في شمال شرق سوريا منذ العام 2013 على الرغم من الحرب المستمرة منذ خوالي عشر سنوات، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين من السوريين.

وقال وليد مستكي وهو مدير المشروع، "نهدف من خلال هذه الورشات للانخراط المجتمعي في العملية الإدارية وتفعيل الشأن العام، لأن الوقت قد حان ليقوم كل شخص بمسؤولياته"، مضيفا "لا يمكن أن يبقى الوضع هكذا".

وطرحت في الورشة أفكارا تهم مستقبل الناس وتحاكي قضاياهم في خضم التحديات التي تواجهها المدن السورية في ظل ما تعيشه من اضطرابات أمنية.

وتناولت الورشة ملف الإدارة الرشيدة معتبرة إياها استحقاقا للمرحلة الكُرديّة القادمة، مشيرة إلى أن هذه الإدارة ستكون قوية بعملية المشاركة السياسية هذه والت من شأنها أن تساهم في تطوير العمل الحزبي.

وشددت الحوارات بالورشة على أن عملية إصلاح المؤسسات ستكون حاضرة أثناء تقديم الخدمات للناس، مؤكدة أن الإدارة ستصبح رشيدة إذا حققت شرطي الشفافية والمساءلة.

كما أعلنت المنظمة العمل على تطوير الإدارة حتى تكون معبرة عن كل الفئات والمكونات القومية والسياسيّة والمدنية.

وفي السياق قالت ساوك عمي (وهو اسم مستعار)، "طُرحت أفكار مهمة وما ناقشناه هو استحقاق مرحلة ما بعد دحر داعش"، مضيفة "علينا نقل البلد إلى القرن الحادي والعشرين، فالتاريخ لا يرحم". 

ومرت مناطق شمال وشرق سوريا بمعاناة كبيرة وتهديدات أمنية حقيقية، وآخرها كان الغزو التركي الذي فاقم الأوضاع وعمق أزمة النازحين، ما وضع الإدارة الذاتية المحليّة أمام تحديات صعبة.

بدورها قالت إدارية في منظمة برجاف، "نقيم هذه النشاطات لأن رغبة الأهالي تتجه نحو الإصلاح"، مضيفة "لا يمكن أن تقوم بعملية الإصلاح إن لم يكن لديك وعي سياسي". وتابعت "لذلك نركز على مفاهيم مثل الحوكمة ومسألة الانخراط المجتمعي في العملية السياسية المحليّة".

وتوجد في هذه المنطقة مكونات مجتمعية وسياسية من مشارب مختلفة، تضم جزء منخرطا في العمليّة الإدارية وجزء آخر ينتظر الإصلاح وتفعيل مشهد الشأن العام.

وتجدر الاشارة أنّ هذه الورشة هي حلقة من حلقات تفاعلية في المنطقة الشمالية، وحسب إداري في برجاف فإنهم أخذوا على عاتقهم الاستمرار في النشاطات، وسيقام في كل أسبوع نشاط يحاكي هموم الناس.