من يدير حفلة الفوضى


المثيرون للاشمئزاز في المكاتب نتاج عقلي للبوهيمية، مع أنهم يرتدون أفضل الملابس ويضعون أرقى العطور أحيانا!
العمل عن بعد فرصة للحديث عن الزملاء المثيرين للاشمئزاز بعد أن استرحنا من وجودهم في المكاتب

العمل عن بعد فرصة للحديث عن الزملاء المثيرين للاشمئزاز! إنهم موجودون في كل مكان، بعد أن استرحنا من وجودهم معنا.

الأمر متعلق أيضا بغالبية النساء عندما ينظرن إلى الأزواج في المنزل على أنهم يديرون حفلة الفوضى المستمرة لأنهم يدركون أن هناك عقلا تنظيميا يأتي بعدهم.

أما المثيرون للاشمئزاز في المكاتب، فإنهم نتاج عقلي للبوهيمية، مع أنهم يرتدون أفضل الملابس ويضعون أرقى العطور أحيانا!

لقد أنقذتنا فرصة العمل عن بعد لتجنب عدوى كورنا، تقبل عن مضض مثل هؤلاء الزملاء، في حقيقة الأمر هم أصدقاء ومقربون ألينا في العلاقات الاجتماعية، لكن ماذا نفعل مع أماكن العمل الحديثة المليئة بالموظفين المطالبين بـ”إحضار أنفسهم بالكامل إلى العمل” والبقاء “حقيقيين وعلى طبيعتهم” عند وصولهم إلى هناك.

الكاتبة إيزابيل بيرويك في صحيفة فايننشيال تايمز ترى المشكلة في أن بعض الموظفين أصبحوا على طبيعتهم أكثر من اللازم. تجدهم مرتاحين ومسترخين للغاية، في الواقع، يجلبون أجزاء من أنفسهم إلى العمل لا يريد أي شخص آخر أن يراها، أو يسمعها، أو حتى يشم رائحتها.

هؤلاء الأشخاص موجودون في كل المكاتب، ولسوء الحظ نسبة كبيرة من بينهم من النساء، فقد كانت زميلة لنا في غاية الجمال والثراء وتعتني بملابسها وتكاد تعيد رش نفسها بالعطر خمس مرات، إلا أن وصف مكتبها بـ”القذر” مفردة غير جديرة بالوفاء وتصل متأخرة تماما، فسيان بالنسبة لها ترك الأوراق الممزقة على المكتب أو رميها على الأرض مع أن سلة المهملات أقرب إليها من أي موضع آخر!

هؤلاء موجودون بمجرد رؤية منسوجات نتنة على مكاتبهم أو أحذية قديمة تحتها، يظهرون أنفسهم بأنهم مهووسون بعلب حفظ الطعام البلاستيكية مع عادات تناول طعام تجذب القوارض، حسب التقاط بيرويك مما يحيط بها في أرقى المكاتب البريطانية.

مع أن الأمر محيّر وغير مقبول، لكنه أكثر راحة لنا نحن المهتمين بالشكل والتنظيم، وقد استرحنا منه في المكاتب، وتلك فائدة جانبية وفرها لنا كورونا وسط أضراره التي أصابتنا بالذعر. ويمكن أن نتعاطف مع زوجات أولئك الأشخاص، لأننا يمكن أن نتصور ماذا يحصل في منازلهم وهم يعيشون الحظر البيتي.

لماذا يلوث الناس أماكن عملهم، حقيقة إن الأمور المنفرة تحدث في جميع أماكن العمل، لها علاقة بالحدود، وفقا لتوماس روليته، كبير المحاضرين في نظرية التنظيم في جامعة كامبريدج. يقول لصحيفة فايننشيال تايمز “يمكن أن يصاب الناس بحيرة شديدة في ما يتعلق بالحدود بين العمل والحياة الشخصية، وهذه الحدود تصبح أكثر تداخلا من خلال ممارستين: العمل من المنزل والعيش في العمل”. تلك النظرية التي تحققت اليوم بفضل أو بضرر كورونا.