مهرجان أبوظبي ينطلق أوروبيا 

المهرجان يجلب العالم إلى أبوظبي ويحمل أبوظبي وفنون العرب إلى العالم.
المهرجان ينطلق برائعة بوتشيني "لا بوهيم" في كوميشي أوبر برلين
مجموعة أبوظبي أسهمت المجموعة في تعريف الجمهور الألماني والأوروبي بالمنجز الثقافي والفني الإماراتي

استهل مهرجان أبوظبي "برنامج أعمال التكليف الحصري العالمية أخيرا بعرض "لا بوهيم"، رائعة بوتشيني بإخراج جديد ومعاصر لباري كوسكي أحد أهم مخرجي الأوبرا في العصر الحالي، وهو إنتاج مشترك لكوميشي أوبر بالعاصمة الألمانية برلين بالتعاون مع مهرجان أبوظبي. 
وقد حضر العرض علي عبد الله الأحمد سفير دولة الإمارات لدى ألمانيا، وهدى إبراهيم الخميس - كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي.
ويجسّد برنامج أعمال التكليف الحصري العالمية جهود الدبلوماسية الثقافية التي يبذلها مهرجان أبوظبي، فمثلما يجلب المهرجان العالم إلى أبوظبي، فإنه يحمل أبوظبي وفنون العرب إلى العالم. 
وفي دورته السادسة عشرة لعام 2019، يعزز مهرجان أبوظبي هذه الجهود عبر الإنتاج المشترك وإتاحة الفرصة أمام جمهور جديد لحضور أعمال جديدة، وذلك عبر شبكته الدولية الواسعة من الشراكات الاستراتيجية، ومن خلال تعاونه مع شركاء ثقافيين استراتيجيين وغيرهم من المؤسسات الثقافية العالمية الرائدة. واستكمالاً للنجاحات الدولية التي حققها البرنامج على مدى الأعوام الماضية، سيشهد العام الجاري إقامة عروض وحفلات ضمن جولات عالمية ستجوب كلا من ألمانيا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وفرنسا وسلطنة عُمان. 

أعمال التكليف الحصري العالمية

وقدم باري كوسكي رائعة جياكومو بوتشيني "لا بوهيم"، في الحفل بقيادة "جوردن دي سوزا"، وعضو الفرقة نادية مشنتف في دور "ميمي" الضعيفة والتينور الأرميني الشاب ليباريت آفيتيزيان بدور الشاعر المميز "رودولفو تاكل"، وهو العمل الذي يُعتبر مفتاح الحياة الراهنة في باريس في القرن التاسع عشر، حيث يجسد الحياة بين الفن والحب بلا مقابل والعزلة في مواجهة الموت، في إحدى أكثر قصص الحب تشويقاً في تاريخ الموسيقى المسرحية. 
وأشاد علي عبدالله الأحمد سفير دولة الإمارات لدى ألمانيا بالتعاون في مجال الثقافة والفنون من خلال أعمال التكليف الحصري المشتركة بين مهرجان أبوظبي وشركائه من كبريات المؤسسات الثقافية العالمية، حيث يأتي عمل "لا بوهيم" بالإخراج الجديد ثمرةً لهذا التعاون، إبرازاً لرؤية أبوظبي الثقافية وتعزيزاً للحضور الإماراتي. وقال "إنّ استضافة مدينة برلين العرض الأوبرالي العالمي، في إحدى أعرق دور الأوبرا في ألمانيا، كوميشي أوبر، بإنتاج مشترك مع مهرجان أبوظبي، تجسّد الدور الذي تلعبه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في بناء جسور التواصل وتعزيز حوار الثقافات".
وتابع "أسهمت المجموعة في تعريف الجمهور الألماني والأوروبي بالمنجز الثقافي والفني الإماراتي، من خلال تنظيمها معرض الفن التشكيلي (إمارات الرؤى) ضمن أسبوع الفن في برلين العام الماضي، بمشاركة أكثر من ثلاثين فنانا تشكيليا إماراتيا".
وأكدت هدى إبراهيم الخميس - كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي أن تنظيم العرض العالمي الأول لرائعة بوتشيني "لا بوهيم" بإخراج جديد لباري كوسكي أحد أهم مخرجي الأوبرا المعاصرين، يأتي بالتعاون بين مهرجان أبوظبي و"كوميشي أوبر - برلين" إحدى أعرق دور الأوبرا في العالم في إطار إسهام المجموعة والمهرجان في إثراء رؤية أبوظبي، وتعزيز الحضور الإماراتي عالمياً عبر أعمال مشتركة تحتفي بقيم التبادل الحضاري والتواصل الإبداعي".
وأضافت "إخراج وإعادة تقديم الكلاسيكيات العالمية بصيغة معاصرة تحفظ روحيتها الاستثنائية وإبداعها الأصيل هي جوهر الإلهام الذي نحرص على احتضانه في إطار الجمع بين الحداثة وروح الأصالة التي تحافظ على الموروث، وتعزز دور الإمارات في حفظ التراث الإنساني".
ورأت الخميس أن الشراكة بين "كوميشي أوبر – برلين ومهرجان أبوظبي عبر الإنتاج الجديد لعرض "لا بوهيم" هي الشراكة الأولى بين دار الأوبرا العريقة والعالم العربي في عمل مشترك يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي على الخارطة الثقافية عالمياً، كما يحقق رؤيتنا في تبادل الخبرات التي تحفّز استثمارنا في الشباب والمبدعين استشرافاً لمستقبل الثقافة والفنون.
ومن جهته قال إرنست  فيشر، السفير الألماني لدى الإمارات: يسعدنا أن نرى مهرجان أبوظبي وهو يتعاون مع كوميشي أوبر برلين، لإنتاج رائعة بوتشيني "لا بوهيم"، وهذا دليل واضح على صداقتنا وأبعادها الأخرى التي تضيف إلى علاقتنا السياسية والاقتصادية، من خلال التجارب المشتركة في مجال الفن والموسيقى والمسرح. وتعبير صريح عما يجمعنا كبشر ويعزز صداقتنا وشراكتنا في المستقبل.
ولفتت سوزان موسر، المدير التنفيذي لأوبرا كوميشي في برلين إلى أنها فخورة بهذا التعاون، وقالت: لقد جذب هذا العمل المتميز الانتباه الدولي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وكنا محظوظين للغاية بالتعاون مع مختلف المؤسسات المرموقة من أوروبا وجميع أنحاء العالم، من أستراليا عبر آسيا وصولاً إلى كاليفورنيا. وإنه لمن دواعي سعادتنا أنّ مهرجان أبوظبي بشخص مؤسسه ومديره الفني هدى إبراهيم الخميس - كانو ، لديه هذا الاهتمام فيما نقدّمه هنا في برلين. نحن ممتنون للغاية لهذا التعاون في إنتاجنا الجديد لرائعة بوتشيني "لا بوهيم"، والذي يعزز قدرتنا على توسيع شبكتنا الدولية والمضي قدماً في نشر رؤيتنا للمسرح الموسيقي.
ويجمع مهرجان أبوظبي فنانين عرباً من حول العالم في قاعة "بيير بوليز"، التي تعد موطن الموسيقى العربية في أوروبا، والتي شهدت العرض المنفرد الأول لعازف البيانو الأردني من أصل فلسطيني الشاب، كريم سعيد، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وذلك عبر برنامج "فنانون عرب من حول العالم" التابع لمهرجان أبوظبي، حيث قدم كريم سعيد برنامجاً رائعاً شمل أربعة عصور من تاريخ الموسيقى. وهذا العام، ويقدم البرنامج مساء الأربعاء 13 مارس/آذار المقبل عازف العود التونسي، أنور إبراهام، الذي سيجمع بين التقاليد العربية والروح الابتكارية لموسيقى الجاز عند أداء المقامات الزرقاء، وسينضم إليه ثلاثة من الأساتذة في مجالاتهم وهم: عازف الإيقاع دايف هولاند، عازف الدرامز ناشيت وايتس، وعازف البيانو دجانغو بايتس. ويعقب ذلك حفل آخر يقام الأربعاء 29 مايو/آيار يقدم من خلاله المؤلف الموسيقي السوري كنان العظمة آخر أعماله، حيث تنضم إليه الفنانة ديما أورشو في عمل بعنوان "برلين: موسيقى للأيام القادمة" وهي رحلة للموسيقى والشعر تستكشف مواضيع مثل المنزل والإيمان والصداقة. وضع العظمة قصائد سورية معاصرة في فضاءات صوتية لموسيقى الحجرة تدمج بين التقاليد العربية والغربية.

شراكة أولى
جوهر الإلهام

وبمناسبة احتفاله بالذكرى المئوية الثانية لتأسيسه، يعيد تياترو رويال إحياء واحدة من أكثر أعمال الإنتاج رمزية وضخامة في التاريخ الحديث "عايدة" رائعة جوسيبي فيردي. العرض الذي يعود مرة أخرى إلى تياترو رويال عبر إنتاج مشترك لتياترو رويال وليريك أوبرا شيكاغو ومهرجان أبوظبي، بنسخة منقحة ومحدثة يقدمها المايسترو نيكولا لويزوتو الذي سيقود جوقة وأوركسترا التياترو مع مجموعة من أفضل الأصوات في يومنا هذا كفيوليتا أورمانا، إيكاترينا سيمينتشوك، دانييلا بارسيلونا، غريغوري كوندي، فابيو سارتوري، ألفريد كيم، ليودميلا موناستيرسكا، وآنا بيروزي، وغيرهم.
وضمن فعاليات الموسيقى الكلاسيكية في المهرجان، ينتقل مهرجان أبوظبي إلى إسبانيا حيث سيكون طلبة الموسيقى الكلاسيكية على موعد مع المايسترو بيتر إيوتفوس الذي سيزور مدرسة الملكة صوفيا للموسيقى خلال الفترة من 17 ــ 23 يونيو/حزيران المقبل، وذلك في إطار التعاون المشترك بين مهرجان أبوظبي ومدرسة الملكة صوفيا للموسيقى الذي بدأ في عام 2015، والذي يستكمل اليوم من خلال دعم المهرجان لزيارة المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا الهنغاري بيتر إيوتفوس للمدرسة، حيث سيتسنى للطلاب التعرف عن قرب على أعماله المرموقة، كما يحيي إيوتفوس حفل نهاية العام ويقدم مع أوركسترا المدرسة مقطوعات له ولموزار وبيتهوفن وسترافينسكي في تياترو ريال، وينتظر أن تحضر الحفل جلالة الملكة صوفيا، ملكة إسبانيا.
وإلى لندن، حيث مهرجان شُباك 2019، أكبر مهرجان في لندن للثقافة العربية المعاصرة، وأكثرها تفاعلاً مجتمعياً من خلال برامجه الطموحة كمعارض الفنون التشكيلية والسينما والموسيقى والمسرح والرقص والأدب وغيرها، حيث يستضيف المهرجان في دورته لعام 2019 فرقة طنجة البهلوانية، "حلقة: سيرك طنجة المسرحي"، وهو فنّ السيرك المسرحي المولود من تقاليد المحاربة، ويجمع بين صناعة الأشكال الهرمية من المؤدين إضافة إلى عروض العجلات والقفز. كما سيضم المهرجان عرضاً للمؤلف والملحن أمير الصفار، الذي يمزج بين الجاز والموسيقى العربية، في أحد تجليات التبادل الثقافي من خلال الموسيقى. وسيقود الصفار فرقة موسيقية لتؤدي "لومينيسينسيا"، يوم 6 يوليو/تموز، ليعيد الفلامينكو إلى جذور المقامات العربية من خلال الألحان الرشيقة، جامعاً الشرق والغرب في عالم معاصر، وأسلوب فني جميل. 
كما يدعم مهرجان أبوظبي جولة الفنان الفلسطيني عمر كمال والتي تبدأ في عام 2019 لغاية عام 2021، ويقدم خلالها آخر أعماله الغنائية من أحدث ألبوم له والذي يصدره في 7 مارس/آذار المقبل. وسيتم إطلاق الألبوم الجديد من منصة الملحنين في مهرجان أبوظبي، وتشمل الجولة كلاً من الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وسلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة.