مهرجان فيلم المرأة بسلا يكرم المغربية نعيمة إلياس

الفيلم القصير 'الموارد البشرية' للمخرجة دانية عاشور يعطي شارة انطلاق الدورة السادسة عشرة.

سلا (المغرب) - انطلقت فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا المغربية، بمشاركة نحو 30 فيلما من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الذي أقيم بسينما هوليوود نساء بصمن الفن السابع في المغرب وخارجه، تمثيلا وتأليفا وإخراجا، ويتعلق الأمر بكل من الممثلة المغربية نعيمة إلياس، والمخرجة وكاتبة السيناريو المكسيكية ماريا نوفارو، والممثلة الألمانية ناستازيا كينسكي، اللواتي تم تتويجهن بدرع المهرجان تقديرا لمساهمتهن المتميزة في السينما.

وحظيت نعيمة إلياس بهذا التكريم تقديرا لمسيرتها الفنية المميزة التي راكمت خلالها رصيدا غنيا من الأعمال، توزعت بين المسرح والسينما والتلفزيون.

وشاركت الممثلة المغربية طيلة مسارها الفني الذي يمتد على مدى عقود، في أزيد من 40 عملا مسرحيا، تم عرضها خلال جولات داخل المغرب وخارجه، وفي 15 شريطا سينمائيا، وفي ما يزيد عن 30 فيلما تلفزيونيا و20 مسلسلا، علاوة على أكثر من 10 سيتكومات.

وأعربت إلياس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، عن اعتزازها بهذا التكريم من قبل منظمي المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يعد بمثابة اعتراف بمسيرتها الفنية الغنية، مشيرة إلى التطور الملموس لحضور المرأة في السينما المغربية.

وقالت إن السينما المغربية تزخر بكفاءات نسائية فنية من الرائدات والشابات اللواتي توجن بجوائز مهمة في مهرجانات دولية كبرى داخل المملكة وخارجها.

أما المخرجة والسيناريست المكسيكية ماريا نوفارو التي ولجت عالم الفن السابع منذ سبعينات القرن الماضي، فقد تمثلت باكورة أعمالها في فيلم روائي طويل حمل عنوان "لولا"، قبل أن تفوز بجائزة في مهرجان كان عن فيلمها الروائي الطويل الثاني "دانزون" (1991).

وتطرقت نوفارو وهي أيضا مديرة المعهد السينمائي المكسيكي، عبر رسالة فيديو مصورة، إلى بدايات حياتها المهنية التي قالت إنها "لم تكن سهلة بالنسبة إليها كامرأة وأم"، مشيرة إلى أنها تحاول من خلال أعمالها محاربة الصور النمطية السلبية تجاه المرأة عبر إرساء لغة سينمائية تحمل نظرة حول النساء عبر العالم.

وأشادت بتطور مكانة المرأة في السينما المكسيكية، خصوصا مع التطور الرقمي للصناعة السينمائية.

وينظم هذا المهرجان الذي افتتح بحضور ثلة من السينمائيين والنقاد والشخصيات المرموقة في الساحة الفنية، من طرف جمعية أبي رقراق بشراكة مع جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس عمالة سلا وجماعة سلا والمركز السينمائي المغربي.

وقال نور الدين اشماعو رئيس جمعية أبي رقراق في كلمة الافتتاح إن هذا المهرجان "استلهم تيماته، منذ دورته الأولى، من المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية"، مضيفا أن هذه التظاهرة تؤكد "انفتاح مدينة سلا على آفاق التحديث والأدوار الطلائعية التي تضطلع بها السينما في ترسيخ قيم التسامح وحوار الحضارات والتقارب بين الشعوب".

ولفت إلى أن هذه الدورة "تأتي في ظرف عالمي يتسم بالتنامي غير المسبوق للعنف والتدمير في كثير من المواقع، مما يدعو باستعجال إلى أن يتفاعل السينمائيون مع هذه السياقات بمقاربات إبداعية تعلي سقوف نبذ العنف والتقطيب والكراهية والتطرف والإرهاب".

وشهد حفل الافتتاح تقديم لجان التحكيم الخاصة بمسابقة الجمهور الشبابي برئاسة الممثلة المغربية فاطمة الزهراء الجوهري، ولجنة مسابقة الفيلم الوثائقي برئاسة الباحثة في السينما والأستاذة الجامعية إنصاف وهيبة من تونس، وكذا لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل برئاسة الممثلة الألمانية ناستازيا كينسكي.

وتميز الحفل بالعرض ما قبل الأول للفيلم المغربي القصير "الموارد البشرية" للمخرجة دانية عاشور وبطولة بسمة معزوزي وأحمد الفلاح.

واعتبر منظمو الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الذي تم افتتاح فعاليته، الاثنين، أن هذه التظاهرة الفنية الكبرى "تجسد الحلم السينمائي بصيغة المؤنث "، وتعد وسيلة للترافع على القضايا النسائية.

وأكد رشيد العبدي رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة أن المهرجان حقق إشعاعا ثقافيا وفنيا للجهة داخل المغرب وخارجه، لافتا إلى أن هذا الإشعاع "يسهم في جعل الجهة فضاء للتلاقي والانفتاح على كل الثقافات".

وذكر بالأهمية التي يضطلع بها الفن في المجتمعات، باعتباره نافذة لتقديم قضايا المرأة، "يعلو من خلالها صوت النساء كصانعات للأفلام إنتاجا وإخراجا وكتابة وتمثيلا وتدبيرا ونقدا".

ويحفز تنظيم هذه التظاهرة على خلق دينامية فنية ثقافية بالمدينة وانفتاحها على ثقافات أخرى بغية ملامسة التجارب التي تحملها الأعمال الفنية للدول الأخرى، وفق رئيس الجماعة الحضرية لسلا عمر السنتيسي.

وتتنافس عشرة أفلام ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل من بينها الفيلم المغربي "مطلقات الدار البيضاء" من إخراج محمد عهد بنسودة وتأليف عبدالإله الحمدوشي وبطولة سونيا عكاشة، محمد الشوبي، زينب عبيد، نبيل عاطف، بشرى أهريش، أمين بنجلون، جميلة المصلوحي، مونية لمكيمل، عبداللطيف شوقي، يونس لهري، ونادية العلمي.

وينقل الفيلم الحاصل على الدعم من المركز السينمائي المغربي، قصص أربع نساء مطلقات ينتمين إلى أوساط اجتماعية مختلفة.

ويشكل المهرجان الذي يستمر حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فرصة للتداول في شؤون هذا الفن من قبل سينمائيات من مختلف المشارب العربية والأفريقية والدولية، وكذا تبادل الخبرات والتجارب، ومناقشة شؤون المرأة من خلال الإبداع في صناعة الأفلام.

ويأتي انعقاد هذه التظاهرة الفنية التي تستضيف السينما المكسيكية كضيف شرف، في ظروف سوسيولوجية متنوعة، لها أثر بارز على اشتغال المرأة في السينما، وعلى صورتها في الأفلام، لاسيما ما يتعلق بالعنف والتحرش وحماية الأسرة والمناصفة في الحقوق المدنية وحماية الطفولة والشباب، خاصة وأن المغرب قد وقع على اتفاقيات دولية ذات الصلة.

وقالت سفيرة جمهورية المكسيك بالمغرب مابيل كوميز أولفر إن السينما المكسيكية تعتبر "مرجعية في مجال السينما في أميركا اللاتينية والعالم"، ليس من ناحية الصناعة فحسب، بل من ناحية القضايا التي تعالجها كذلك.

واعتبرت أن الاحتفاء بالسينما المكسيكية في هذه الدورة يشكل دعوة لتعارف أكبر بين المغرب والمكسيك، وفرصة لتطوير الروابط بين البلدين، وتبادل الأفكار بين جميع المشاركين حول التحديات وقضايا المرأة، وتبادل الخبرات في المجال.

وسيتم عرض ثلاثة أفلام مكسيكية إضافة إلى تنظيم لقاء حول السينما المكسيكية المعاصرة يناقش دور المرأة فيها، كما يناقش دور السينما في دعم حقوق المرأة وتحقيق التوازن والمساواة بين الجنسين.

ويهدف المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يقام في مدينة سلا بالمغرب منذ تأسيسه في العام 2004 للترويج لسينما المرأة وإبراز دور المرأة في السينما.