مهرجان كان يفتتن بأسطورة كرة القدم مارادونا

وثائقي يعرض في المهرجان العالمي يتناول حياة النجم العالمي الحافلة بالنجاح ويركز على نقاط الظل في حياته مثل ثبوت تعاطيه الكوكايين.

المواطن غير السوي ورب العائلة في فيلم 'مارادونا باي كوستوريتسا'
العمر ينهش مارادونا إلا أنه لا ينال من موهبته في فيلم 'يوث'
بطل مأسوي معاصر في مسرحية 'مارادونا هو أنا'
مسلسل عن حياة النجم الأرجنتيني بتوقيع أمازون

باريس – يتوقع أن يجذب وجود دييغو مارادونا في مهرجان كان هذه السنة الحشود إذ إنه موضع فيلم وثائقي يعرض خارج إطار المسابقة الرسمية في دليل جديد على افتتان الفنانين بأسطورة كرة القدم الأرجنتيني.
وسيكون لمهرجان كان هذه السنة نصيبه من النجوم من أمثال براد بيت وليوناردو دي كابريو وبينيلوبي كروث وآلان دولون. وينتظر مجيء كوكبة من نجوم الروك من أمثال إلتون جون وبونو وإيغي بوب.
لكن أيا منهم لا يضاهي مارادونا شهرة بعدما أصبح نجما عالميا في 1986 بفوزه في كأس العالم لكرة القدم مع منتخب الأرجنتين بفضل قدمه اليسرى… وهدف "يد الله" الشهير. ويعتبر مارادونا من أبطال العصر الحديث الذي ارتقى بكرة القدم إلى مستوى الفن، وهو حبس أنفاس ملايين المعجبين عبر العالم بفضل موهبته الخارقة فضلا عن الغش وافلاته من الموت أكثر من مرة.

مرادونا
انفرد بهدف 'يد الله' الشهير

وركز المخرج آصف كاباديا في فيلمه على دييغو الإنسان أكثر منه مارادونا النجم. وهو ينوي بذلك اختتام ثلاثية باشرها مع "سينا" حول بطل سباقات الفورمولا واحد البرازيلي أيرتون سينا الذي توفي عن 34 عاما خلال سباق، واتبعها بـ"إيمي" الذي يستعيد حياة المغنية البريطانية إيمي واينهاوس التي توفيت عن 27 عاما (حاز أوسكار في 2016).
وقال المخرج البريطاني لصحيفة "ذي غارديان"، "هذه المرة أردت أن أهتم بشخص لا يزال حيا ووجوده يبقى قويا. ثلاثيتي تتناول مواهب مبكرة شهيرة وأوضاعهم وما يمثلونه بالنسبة للشعب. في حالة مارادونا هناك أيضا شعوره بأنه على طريقته يواجه النظام القائم".
وأضاف المخرج "مارادونا شخص مميز. وهذا لا يقتصر على الرياضي وعلى إنجازاته فقط بل يشمل أيضا نقاط الظل في حياته مثل تعاطيه المخدرات".
ويركز آصف كاباديا على سنوات مارادونا في نابولي ولمحة عن ثبوت تعاطيه الكوكايين العام 1991 ما ساهم في انحطاطه. وبين هذين الحدثين إنجازات كبيرة مثل الفوز بكأس العالم لكرة القدم في 1986 وألقاب البطولات مع نابولي ما جعله يرتقي إلى مصاف الآلهة في هذه المنطقة الفقيرة التي وجدت نفسها فيه بسبب أصوله المتواضعة، وانحدارات أيضا مثل ادمان الكوكايين والضغوط والروابط المحتملة مع المافيا.
وسبق للمخرج أمير كوستوريتسا أن اهتم العام 2008 بشخصية مارادونا من خلال فيلم "مارادونا باي كوستوريتسا" الذي أراد أن يظهر "لاعب كرة القدم المحترف والمواطن غير السوي ورب العائلة" 
واهتم باولو سورينتينو أيضا بالنجم الأرجنتيني من خلال فيلمه "يوث" حول الشيخوخة مصورا شبيها له يعاني من الوزن الزائد ويتنفس بمساعدة قناع أكسجين لكنه قادر على المراوغة بكرة مضرب بمهارة. وهو يؤكد بذلك أن العمر ينهش دييغو مارادونا إلا أنه لا ينال من موهبته.

مسرحية "مارادونا هو أنا" التي تعرض في مسرح بيلفيل في باريس والمستوحاة بتصرف من كتاب الأرجنتينية اليسيا دويوفني أورتيز توصلت إلى مسلمة أن مارادونا "بطل مأسوي معاصر". ويقول المخرج إتيان دورو "مارادونا هو أشبه بشخصية نصف إله ونصف إنسان يحاول الهروب من مصيره لكن في غالب الأحيان نحو الأسوأ".
وصور للتو مسلسل تلفزيوني من إنتاج "أمازون برايم فيديو". وهو يتناول حياة النجم الأرجنتيني وقد وافق عليه مارادونا.
ولا يزال مارادونا يثير ضجة أينما حل.
ففي مونديال 2018 أتى مارادونا لتشجيع منتخب بلاده في روسيا وقد لفت الأنظار عندما أغمي عليه وعندما راح يقوم بحركات بذيئة بأصابعه في المدرجات. وقبل فترة أهدى فوز فريق "دورادوس" في سينالوا الذي يدربه في المكسيك إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وصعوده سلالم مهرجان كان لن يكون الأول فقد سبق أن صعدها مع أمير كوستوريتسا. ويترقب المتابعون مؤتمرا صحافيا محتملا للنجم الأرجنتيني…لأن مع مارادونا لا بد أن يحصل شيء.