مهمة فرنسية في لبنان بأجندة إسرائيلية

وفد فرنسي في بيروت يترأسه مدير المخابرات يطرح جملة من المقترحات من بينها إبعاد فرقة "الرضوان" التابعة لحزب الله عن الحدود الجنوبية، مع القبول بوجود قوات أخرى ذات مهمة دفاعية في جنوب لبنان.
مقتل أوّل جندي لبناني في قصف إسرائيلي

بيروت - أرسلت باريس وفدا إلى بيروت يترأسه برنار إيمييه مدير المخابرات الفرنسية بهدف مزيد الضغط على قادة لبنان لتعديل القرار 1701 وإنشاء منطقة عسكرية عازلة في جنوب لبنان، تنفيذا لمخطط الدولة العبرية الذي يحظي بتأييد عديد الدول الغربية ويهدف إلى إنهاء وجود حزب الله بالمنطقة.

وتأتي زيارة إيمييه إلى لبنان بعد أيام قليلة من الزيارة التي أداها المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الذي التقى عددا من المسؤولين وأبلغهم بضرورة إنشاء منطقة عازلة في جنوب البلاد، داعيا إلى الضغط على حزب الله للالتزام بتطبيق القرار 1701 وليس فقط ضبط القواعد التي كانت تحكم الجبهة الجنوبية قبل اندلاع الاشتباكات بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل في غمرة الحرب التي تشنها الدولة العبرية على غزة.

وأفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نقلا عن مصادرها، بأن مدير المخابرات الفرنسية حلّ بلبنان محمّلا برسالة، مشيرة إلى أن إسرائيل تعوّل على باريس لتكثيف ضغوطها على بيروت بهدف إنهاء وجود فرقة "الرضوان" التابعة لحزب الله على الحدود، لافتة إلى أن لودريان لوّح خلال زيارة الأخيرة إلى بيروت بتطبيق القرار 1701 بالقوة عبر تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه وإنشاء المنطقة العازلة بعمق 30 كيلومترا.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن "الفرنسيين لم يكشفوا عن خطة مفصّلة تتعلّق بنوع أو حجم انتشار حزب الله جنوب الليطاني"، بينما طرحوا جملة من المقترحات من بينها فصل فرقة "الرضوان" عن أي قوات أخرى تابعة لـ"المقاومة" وإبعادها عن الحدود الجنوبية، بالإضافة إلى القبول بوجود قوات أخرى ذات مهمة دفاعية في جنوب لبنان.

وأثارت الزيارة التي أداها لودريان إلى بيروت الأسبوع الماضي جدلا، فيما ذهبت أوساط لبنانية إلى حد القول إنه حلّ بالبلاد محمّلا بأجندة إسرائيلية، بينما فشلت كافة مساعيه لإحداث أي اختراق في جدار أزمة الشغور الرئاسي.

وميدانيا تعرضت عدة مناطق من جنوب لبنان اليوم الثلاثاء لغارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي، مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع، دون تسجيل إصابات في الأرواح.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أن "الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على محيط بلدة عيتا الشعب وأطلق قنابل حارقة على أحراش بلدتي علما الشعب ومروَحين"، مشيرة إلى أن "عدة مناطق في قضاء صور، على غرار وادي شيحين وأطراف بلدة الجبين، تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي مركّز".
بدوره أعلن حزب الله في بيان استهدافه موقعا عسكريا وتجمعا لجنود إسرائيليين في مزارع شبعا وشمال إسرائيل، لافتا إلى تحقيق إصابات مباشرة.

وأعلن الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء مقتل أحد جنوده وجرح 3 آخرين في قصف إسرائيلي لموقعهم على الحدود جنوبي لبنان.
وهذا أول قتيل في صفوف القوات المسلحة اللبنانية منذ اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل.

وقال في بيان إن أحد مراكزه العسكرية في منطقة النبي عويضة – العديسة "تعرض لقصف من قبل العدو الإسرائيلي"، مضيفا أن "القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين نقلوا إلى أحد المستشفيات للمعالجة".
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود، بينما تجاوزت حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الجماعة اللبنانية 100 قتيل وهو رقم مرتفع بالنظر إلى محدودية العمليات.