موسكو تتهم سلاح الجو الأميركي بالاحتكاك بمقاتلاتها في سماء سوريا

مخاوف من تحول الساحة السورية إلى ساحة صراع مسلح بين القوتين العظمتين بعد تصاعد التوتر بينهما على خلفية اجتياح موسكو للأراضي الأوكرانية وجهود واشنطن لعزل الروس دوليا وفرض عقوبات مشددة عليهم.
التصعيد بين روسيا واميركا سيؤثر على الهدوء النسبي في سوريا

دمشق - اتهمت القوات الروسية في سوريا الأربعاء الطيارين الأميركيين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" للبروتوكولات المراد بها تجنب الصدام بين القوتين العظميين من خلال تفعيل المقاتلات الأميركية لأسلحتها ضد طائراتها فوق سوريا وفق ما أكدته وكالة الإعلام الروسية وسط مخاوف من تحول الساحة السورية إلى ساحة صراع مسلح بين الجانبين بعد تصاعد التوتر بينهما على خلفية اجتياح موسكو للأراضي الأوكرانية وجهود واشنطن لعزلها دوليا وفرض عقوبات مشددة عليها.
ونقلت الوكالة عن الأميرال أوليغ غورينوف، رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا قوله إن الطيارين الأميركيين نشطوا أنظمة أسلحتهم أثناء اقترابهم من الطائرات الروسية فوق شرق البلاد في تصعيد وصف بانه خطير ويتزامن مع توتر غير مسبوق في العلاقات على خلفية الحرب الاوكرانية.
وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015، وقلبت الدفة لصالح الرئيس بشار الأسد. ومنذ ذلك الحين، وسعت موسكو منشآتها العسكرية في البلاد بقاعدة جوية دائمة ولديها أيضا قاعدة بحرية.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ونفذت ضربات جوية في سوريا هذا العام وهي تدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق شمال البلاد ويمثل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
وفي مارس/آذار، قال غورينوف إنه احتج على "أعمال استفزازية" قامت بها القوات الأميركية في سوريا. واتفقت روسيا والولايات المتحدة على مناطق خاصة يمكن للتحالف العمل فيها، لكنه قال إنه تم رصد قوات أميركية خارج هذه المناطق.
وتمارس واشنطن ضغوطا كبيرة لإخراج القوات الروسية من سوريا في اطار جهودها لعزل موسكو دوليا على خلفية اجتياح اوكرانيا وشملت هذه الضغوط سلاح الجو الروسي.
والشهر الماضي رفضت مصر طلبا أميركيا بغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين، موضحة أن واشنطن وجهت كذلك دعوات للعراق وتركيا والأردن للحد من تحليق الطائرات الروسية إلى الوجهة السورية.
وذكرت الصحيفة أن مقاتلات روسيا أُجبرت على التحليق 2000 ميل إضافي وما يصل إلى 5 ساعات أخرى للوصول إلى قواعد إستراتيجية في سوريا بعدما أغلقت دول أخرى مجالها الجوي أمامها العام الماضي.
والثلاثاء الماضي اتهم جهاز الاستخبارات الروسي الولايات المتحدة بأنها تعد لعمليات تخريبية وإرهابية في أماكن عامة مزدحمة ومؤسسات حكومية في دمشق وذلك بالعمل على تحريك الجماعات المسلحة الموالية لها والتنسيق مع بعض العناصر التكفيرية.
وأشارت مواقع روسية إلى أن المجموعات المسلحة المناوئة للنظام السوري كثفت في الأشهر القليلة الماضية عملياتها ضد القوات النظامية السورية وقصفت كذلك مؤسسات حكومية في أكثر من مناسبة.