موسكو تتهم واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في سوريا

لافرينتيف: سوريا وتركيا وإيران توافق على خارطة الطريق الروسية للتطبيع بين أنقرة ودمشق.

موسكو – قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، اليوم الخميس، إن موسكو لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تعزز وحداتها العسكرية في سوريا وذلك لتأجيج الوضع، مشيرا إلى أن دمشق وأنقرة اتفقتا على تطبيع العلاقات وفق خارطة الطريق الروسية.

وقال لافرينتييف في حديث لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية، إن "هناك معلومات... عن أن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في شمال شرق سوريا، وكذلك في التنف التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ فترة طويلة".

وأضاف "قد يكون هذا بسبب تشديد الموقف الأميركي تجاه دمشق نفسها ومحاولاتها بذل جهود لزيادة زعزعة استقرار الوضع في سوريا".

وتابع "أجهزة الاستخبارات الأميركية تواصل العمل على معالجة العناصر المتطرفة والراديكالية في سوريا في قواعدها لمزيد من الأعمال الإرهابية التخريبية مباشرة على الأراضي السورية نفسها".

وأردف "ربما يكون هذا مرتبطا بشكل مباشر بهذا وبمحاولة تأجيج الوضع وإغراقه مرة أخرى في جولة أخرى من المواجهة المسلحة".

وللولايات المتحدة عشرات القواعد والنقاط في شمال شرق سوريا، أكبرها قاعدة التنف الواقعة في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وهي تتبع للتحالف الدولي ضد الإرهاب، وتضم قوات من عدة بلدان.

ويتمركز في قاعدة التنف السورية فصيل "جيش مغاوير الثورة" إلى جانب قوات التحالف الدولي، وكان الفصيل قد غيّر اسمه إلى "جيش سوريا الحرة"، أواخر أكتوبر الماضي، وذلك بعد إقالة العميد مهند الطلاع من قيادة الفصيل، وتعيين محمد فريد القاسم خلفاً له.

ونشرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مقاتلات F-22 Raptor من قاعدة لانغلي الجوية بالولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، واصفة إياها بأنها "أفضل طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في العالم" لمواجهة تصرفات روسيا.

والأربعاء، اتهم قائد العمليات بسلاح الجو الأميركي أليكسوس غرينكويتش، القوات الروسية بتشجيع طياريها على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد مخاطر الحوادث والصراع في سوريا.

وفي إحاطة مرئية للصحافيين، قال اللواء غرينكويتش إن الطائرات الروسية تواصل تعريض القوات الأميركية للخطر من خلال انتهاك بروتوكولات خفض التصعيد في سوريا عدة مرات في اليوم.

وأضاف أنه "رغم التحذيرات السابقة فإن العدوان الروسي قد تفاقم"، مبيناً أن المقاتلات الروسية المحملة بالذخيرة تنتهك أحيانًا ثلاث أو أربع مرات المجال الجوي للقوات الأميركية في يوم واحد.

وأردف "هذا الصباح فقط شاهدنا مثالاً لانتهاك طائرات روسية، حيث دخلت مجالنا الجوي في وقت مبكر من هذا الصباح بتوقيت سوريا، وحدثت مثل هذه الانتهاكات بالأمس واليوم السابق".

وقبل أسابيع قالت وكالة تاس للأنباء إن روسيا احتجت لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على "التصرفات الاستفزازية" للقوات الأميركية في سوريا.

ونقلت تاس عن مسؤول روسي كبير قوله إن تلك الأعمال الاستفزازية وقعت في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.

ويقيم المئات من أعضاء التنظيم المسلح في معسكرات تقع في مناطق قاحلة لا تخضع لسيطرة كاملة من التحالف ولا قوات الحكومة السورية.

ووافقت روسيا التي تسير مع تركيا دوريات مشتركة في شمال سوريا على إقامة مناطق خاصة يمكن للتحالف أن ينشط فيها.

لكن الأميرال الروسي أوليج جورينوف رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا قال لوكالة تاس إنه جرى رصد القوات الأميركية مرتين في مناطق غير تلك المتفق عليها.

وقال "رصدنا تصرفات استفزازية من جانب وحدات تابعة للقوات المسلحة الأميركية في محافظة الحسكة… وقدم الجانب الروسي احتجاجا للتحالف" دون أن يذكر تفاصيل عن توقيته.

ونفذ الجيش الأميركي عدة ضربات جوية في سوريا ضد جماعات متحالفة مع إيران حملها مسؤولية هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل متعاقد أميركي في قاعدة للتحالف في شمال شرق البلاد.

والعام الماضي، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن روسيا حذّرت الجيش الأميركي، من أنها ستشن ضربات جوية ضد مقاتلين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرقي سوريا، مشيرين إلى أن هدف روسيا "إيصال رسالة مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام".

من جهة أخرى، كشف لافرينتييف، في ختام الجولة الأخيرة من المحادثات حول سوريا في أستانة، عن أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على صيغة خارطة الطريق التي أعدتها روسيا للتطبيع العاجل للعلاقات بين دمشق وأنقرة.

وقال لافرينتييف "بعد لقاء وزراء خارجية الدول الأربع، إن "جميع الأطراف وافقت بشكل عام على صيغة خارطة الطريق لدفع عملية التطبيع، وعبرت عن وجهات نظرها ومقترحاتها، والآن يجب التنسيق لتطبيق هذه الخارطة".

وأضاف أن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت، مشددا على أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن عملية التطبيع تمضي قدما... نحو الأمام. لا يجب المماطلة، والجميع متفقون على ذلك".

وكان وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري قد وجهوا على إثر لقائهم في موسكو في 10 مايو الماضي، بإعداد مشروع خارطة طريق لتطبيع العلاقات التركية السورية.

وفي 20 يونيو الجاري، انعقد في أستانة لقاء نواب وزراء خارجية، حيث تمّ النظر في هذه المسألة.

وفي وقت سابق، حدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، القضايا ذات الأولوية بالنسبة إلى خريطة الطريق، ومن بينها مهام استعادة حكومة النظام السوري السيطرة على كامل أراضي البلاد، وضمان أمان الحدود السورية التركية، واستبعاد إمكانية شن هجمات عابرة للحدود، وغيرها من الإجراءات.