موسكو ترفض اتهامات أممية بارتكاب جرائم حرب في سوريا

روسيا تعتبر أن تقرير الأمم المتحدة حول جرائم حرب في سوريا لم يأخذ في الحسبان هجمات الجماعات المتشددة، متهمة لجنة التحقيق الأممية بعدم الحياد.
موسكو تشكك في صدقية تقرير أممي اتهمها بارتكاب جرائم حرب في سوريا
فرنسا تتهم موسكو ودمشق بارتكاب جرائم حرب في ادلب

موسكو - رفض الكرملين اليوم الثلاثاء اتهامات من الأمم المتحدة لروسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا العام الماضي قائلا إن محققي الأمم المتحدة ليسوا في وضع يسمح لهم بمعرفة ما يحدث على الأرض هناك، فيما يأتي هذا الردّ بينما اتهمت فرنسا أيضا موسكو ودمشق بارتكاب جرائم حرب على ما يبدو في هجومهما في شمال غرب سوريا.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "نرفض بشدة هذه الاتهامات. من الواضح أن لجنة واحدة لا يمكن أن يكون لديها معلومات يُعّول عليها بشأن ما يحدث على الأرض".

وخلص التقرير الذي أصدرته أمس الاثنين لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن روسيا، الحليف الرئيسي للحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة، نفذت ضربات جوية استهدفت سوقا شعبية ومخيما للنازحين مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في يوليو/تموز وأغسطس/آب.

وورد في التقرير أنه "في الحادثتين لم يوجه سلاح الجو الروسي الهجمات مباشرة لهدف عسكري محدد وهو ما يرقى إلى جريمة حرب تتمثل في شن هجمات عشوائية على مناطق مدنية".

وقال بيسكوف إن التقرير لم يأخذ في الحسبان هجمات الجماعات المتشددة وهو ما يعني أن أحكام اللجنة منحازة على الأقل، مضيفا "لا نتفق مع هذه التصريحات على الإطلاق".

وحمّل تقرير الأمم المتحدة روسيا مسؤولية توجيه ضربة جوية في مدينة معرة النعمان يوم 22 يوليو/تموز تسببت في مقتل 43 شخصا على الأقل من المدنيين.

وقال إن مبنيين سكنيين و25 محلا تعرضت لأضرار بعد أن غادرت طائرتان روسيتان على الأقل قاعدة حميميم وحلقتا في سماء المنطقة.

وقال هاني مجلي عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا "لدينا ما يدعو للاعتقاد بأن الطائرتين كانتا روسيتين بقيادة طيارين روسيين".

وغطى تقرير أمس الاثنين الفترة بين يوليو/تموز 2019 ويناير/كانون الثاني 2020.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2019 نزح نحو مليون شخص من منطقة إدلب في شمال غرب سوريا نتيجة تصاعد الأعمال القتالية، فيما تقول الأمم المتحدة إنها قد تكون أسوأ أزمة إنسانية منذ تفجر الصراع في سوريا قبل تسع سنوات.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن تصريحات تركيا ودول غربية أخرى بخصوص تدفق اللاجئين وحدوث أزمة إنسانية في المنطقة لا أساس لها.

وتقرير الأمم المتحدة حول ارتكاب دمشق وموسكو جرائم حرب في سوريا يأتي فيما تتعرض محافظة ادلب آخر معقل للمعارضة السورية المدعومة من تركيا لأعنف هجوم حققت خلاله قوات الجيش السوري بإسناد روسي إيراني تقدم كبيرا، وسط نذر حرب بين القوات السورية والتركية.

واتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الثلاثاء الحكومة السورية وروسيا بارتكاب جرائم حرب على ما يبدو في هجومهما في شمال غرب سوريا. وقال إن باريس ستوثق ذلك.

وأضاف لأعضاء البرلمان "الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية أصبح ممكنا نتيجة الدعم الجوي الروسي ويشهد انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان".

وتابع "لهذا السبب أقول نحن ننظر اليوم إلى هذه الانتهاكات على أنها ربما يمكن اعتبارها جرائم حرب وسنقوم بتوثيقها".