موسكو وبكين تقلصان التعامل بالدولار لكسر الهيمنة المالية الأميركية

التحرك الروسي الصيني يأتي على خلفية عقوبات اقتصادية تزداد تشددا يفرضها الغرب على روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 2014 وعلى خلفية حرب تجارية أجّجها الرئيس الأميركي برسوم جمركية على واردات بلاده من الصين.
روسيا والصين تعززان تحالفهما في مواجهة الحمائية الأميركية
تقليص التعامل بالدولار يأتي في ذروة حرب تجارية وتوترات سياسية

فلاديفوستوك (روسيا) - تعتزم الصين وروسيا تعزيز التعاملات بعملتيهما المحلية بعيدا عن الدولار الأميركي في أحدث إجراء ستتخذه بين القوتين الاقتصاديتين في مواجهة الهيمنة المالية الأميركية بعد أن أسسا في 2014 البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (أيه.آي.آي. بي) ونجحتا في استقطاب أكثر من 35 دولة مساهمة.

وقامت الصين بإنشاء هذا البنك برأس مال بلغ 50 مليار دولار ويضم أكثر من 35 دولة مساهمة ليس من بينها الولايات المتحدة التي تخشى أن ينافس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي.

ويقع مقر البنك في بكين وانضمت روسيا بصفة عضو مؤسس في البنك في 14 أبريل/نيسان 2015.

وأكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين الثلاثاء أن روسيا والصين تنويان زيادة استخدام عملتيهما الوطنيتين وليس الدولار، في مبادلاتهما التجارية المتنامية لتبلغ مستوى قياسيا على خلفية التوتر بين روسيا والغرب.

وقال الرئيس الصيني أثناء منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا "إن الجانب الروسي كما الجانب الصيني أكدا اهتمامهما باستخدام عملتيهما الوطنيتين بشكل أكبر في المبادلات المشتركة".

وأضاف "هذا سيعزز الاستقرار في معالجة البنوك لعمليات الاستيراد والتصدير في أجواء من مخاطر مستمرة في الأسواق العالمية".

وتأتي هذه التصريحات على خلفية عقوبات اقتصادية تزداد تشددا يفرضها الغرب على روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 2014.

كما يأتي الاجراء الروسي الصيني في ذروة حرب الرسوم الجمركية التي دشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستهدفا الشركاء التجاريين العالميين لبلاده.

وشددت واشنطن أكثر في الأشهر الأخيرة ترسانة عقوباتها على خلفية اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها دونالد ترامب في 2016 وبتسميم جاسوس روسي سابق وابنته في انكلترا في مارس/اذار.

وتخوض الصين حربا تجارية مع الولايات المتحدة منذ فرض واشنطن حواجز جمركية على بعض المنتجات الصينية الأمر الذي ردت عليه بكين بالمثل.

وتعززت العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين روسيا والصين في السنوات الأخيرة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو والغربيين.

وقال بوتين إن حجم المبادلات بين بلاده والصين زادت بنسبة الثلث في النصف الأول من العام وذلك بالقياس السنوي لتبلغ 50 مليار دولار.

وشدد بوتين على أنه "لدينا كافة الأسباب للاعتقاد بأننا سنبلغ مستوى قياسي بمئة مليار دولار بحلول نهاية العام"، فيما قال الرئيس الصيني "صداقتنا تتعزز باستمرار".

ويشارك جنود صينيون في مناورات فوستوك-2018 العسكرية التي بدأها الجيش الروسي الثلاثاء في أقصى الشرق الروسي مستخدما وسائل لا سابق لها.