موسكو ودمشق ترتبان لحسم عسكري في شمال وشرق سوريا

زيارة وزير الدفاع الروسي للعاصمة السورية تأتي بعد يوم من اجتماع رؤساء هيئة أركان جيوش العراق وإيران وسوريا ومع احكام قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على آخر جيب لداعش في الباغوز.

الأسد يشيد بدور روسيا في تمكين نظامه من الصمود طيلة سنوات الحرب
ادلب ومناطق سيطرة الأكراد ضمن مباحثات الأسد وشويغو
منطقتان فقط لاتزالان خارج سيطرة النظام السوري في شمال وشرق سوريا
شويغو والأسد يبحثان سبل استعادة السيطرة على ادلب ومناطق سيطرة الأكراد

دمشق - بحث الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق "الأوضاع في منطقتي إدلب وشرق الفرات"، حيث تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

ولم تتبق سوى منطقتين خارج سيطرة النظام السوري وهما ادلب التي يسيطر عليها الجهاديون شمال غرب سوريا، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ثلث البلاد.

وقالت الوكالة إنهما اتفقا على "ضرورة مواصلة العمل المشترك لوضع الحلول المناسبة لاستعادة الأمن والأمان في المنطقتين".

ويبدو أن زيارة شويغو لدمشق في هذا التوقيت بالذات تأتي لرسم خارطة طريق التحرك لاستعادة السيطرة على ما تبقى من مناطق خارج سيطرة الدولة السورية.

وادلب في شمال سوريا والمناطق في شرق البلاد لاتزال خارج سيطرة النظام السوري ويبدو أن دمشق وموسكو تخططان لبدء مرحلة عسكرية جديدة تستهدف القضاء على الجماعات الإسلامية المتشددة في المنطقة التي تشرف تركيا على مراقبتها وفق اتفاق وقعته مع موسكو في سوتشي في سبتمبر/ايلول 2018 وجنبت ادلب هجوما لوحت الحكومة السورية مرارا بشنّه.

ويأتي اللقاء غداة اجتماع قادة هيئة الأركان في سوريا والعراق وإيران في دمشق لمناقشة التنسيق بين قوات تلك الدول الحليفة للنظام السوري.

كما يتزامن توقيت الزيارة فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، إحكام قبضتها على منطقة الباغوز القريبة من نهر الفرات في شرق سوريا وهي آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية.

كما يأتي اللقاء بين الأسد وشويغو الذي نقل رسالة خاصة من الرئيس الروسي إلى نظيره السوري، فيما تُحكم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الطوق على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في الباغوز القريبة من نهر الفرات من شرق سوريا.

وتتنافس موسكو وواشنطن على النفوذ في المنطقة، لكن روسيا ألقت بثقلها عسكريا وسياسيا في دعم الأسد ونجحت في انتزاع دور مهم في الشرق الأوسط من خلال انخراطها العسكري في الحرب السورية.

وأصبحت روسيا رقما صعبا في معادلات الصراع في المنطقة في مواجهة نفوذ أميركي تراجع منذ تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الحكم في الولايات المتحدة.

وكان وزير الدفاع السوري قد أعلن يوم الاثنين أن دمشق عازمة على استعادة السيطرة على كل شبر من الأراضي السورية بالمصالحات الوطنية أو بالقوة، مشيرا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري.

وأشاد الأسد اليوم الثلاثاء خلال لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدور موسكو، مؤكدا أهمية التنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب، في إشارة لدعم موسكو لنظامه والذي بفضله صمد خلال سنوات الحرب الأهلية التي تفجرت بعد مظاهرات سلمية خرجت في مارس/اذار 2011 منادية بسقوط النظام.

وخلال اللقاء قال الأسد إن "العمل السوري الروسي المشترك والتنسيق عالي المستوى في كافة المجالات وعلى رأسها عسكريا وسياسيا كان من العوامل الحاسمة في صمود سورية بوجه الإرهاب والإنجازات التي تحققت ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى" بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

وفي بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية في موسكو، قال شويغو "بالدعم الروسي تحقق نجاح كبير في القتال ضد الإرهاب والشيء المهم هو أننا تمكنا من إنقاذ الدولة السورية وخلق الظروف لعودة الحياة السلمية".

وانتقد في المقابل الدول الغربية لمحاولتها "التقليل من أي تغيرات إيجابية في سوريا وخلق عراقيل جديدة لإنهاء الأزمة".

ولعبت روسيا دورا رئيسيا في النزاع السوري منذ بدأت تدخلها العسكري في 2015. وبعد ثماني سنوات من الحرب، قتل أكثر من 370 ألف شخص وتشرد الملايين وأصبحت القوات السورية تسيطر على نحو ثلثي البلاد.