موسم جني التمور ينتشل عراقيات من الفقر

أمهات معيلات فقيرات في العراق يفرزن التمور كل عام قبل تعبئتها في صناديق استعدادا لتصديرها لدول مثل الصين.
تراجع حصة العراق من الإنتاج العالمي للتمور بسبب الحروب وتغير المناخ والإهمال

بغداد - تعمل مجموعة من الأمهات المعيلات الفقيرات في العراق في فرز أطنان من التمر كل عام قبل تعبئتها في صناديق استعدادا لتصديرها لدول مثل الصين.
فمنذ عام 2004 يوظف مصنع صغير لتعبئة التمور في العراق نحو 100 امرأة خلال موسم التمر ويتيح لهن فرص عمل لنحو سبعة أشهر.
ومعظم هؤلاء النسوة اللائي يعملن في المصنع أمهات معيلات يتولين رعاية أطفالهن بمفردهن ودون مصدر آخر للدخل.
وقال حسين السلطان، صاحب شركة تمور السلطان "عملنا بصورة عامة يبدي بجني المحصول، بداية شهر العاشر بالسلامة وتصدير كميات كبيرة من التمور إلى الدول الخارجية بكافة الأصناف، الأكياس والتصدير الكرتوني مثل ما قاعد تشوفون بالمعمل. نستخدم أيدي عاملة كبيرة لفصل التمور الجيدة، لمساعدة، وكذلك مساعدة، العوائل المتعففة في معملنا والحمد الله موفرين لهم نقل تجيبهم وترجعهم لبيوتهم الأيدي العاملة".
وتقول العجوز أم عادل التي تعمل في مصنع تمور السلطان قرب مدينة كربلاء في العراق خلال موسم جني البلح "متوفر يعني كل شي، هم البيت وهم العمل، وأكثريتهن ما عندهن أحد بالبيت يرحن منا يشتغلن، يشتغلن بليل يركبن ويسون ويخلنه بالثلاجة (يجهزن الطعام ليلا ويتركنه لأطفالهن بالثلاجة)، يرحن منا ويحمنه وينطنه لجهال (أطفال) وأكثريتهن عدهن جهال، يعني هاي العاملات أكثرهن عندهن عوائل وجُهال (أطفال) شلون ما عندهن يرحن منا يخبزن وكل شي، يشتغلن، يشتغلن شغلين، شغل هنا وشغل هناك يعني لعوائلهم مو يخلنهم يموتون من الجوع".
وقالت أُم ماجي، عاملة أُخرى بمصنع تمور السلطان "ما عندنا خلف الله على ابن الحلال هذا موكلنا خبزة من ماعونه. العصر آخذهن أسوك بيهم شاهد الله والرسول والدين جاه بيه وعايزين ولا عندنا وحالتنا ضعيفة وأبونا الرجال هم عاجز، الرجال رجله مكسورة بالحرب مال صدام حسين".
ويوضح صاحب مصنع تمور السلطان أن المشروع لا يحقق ربحا في بعض الأحيان لكنه يستمر في العمل من أجل العاملات الفقيرات.
وقال حسين السلطان "والحمد لله إحنا نبدي مشروعنا، مرات يعني نحسب العمل وكلفة العمل وكلفة التصدير ما تحقق مطالب الأرباح، بس إحنا نستمر بالعمل من أجل الأيدي العاملة ودعم الأيدي العاملة الموجودة بالمعمل".
وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في تقرير نُشر في يوليو/تموز 2020 إن هناك نحو 4.5 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر بسبب جائحة كوفيد-19 والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبت عليها.
وكان العراق ينتج نحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من التمر لكن الحروب وتغير المناخ والإهمال على مدى عقود تسببت في تراجع حصته من الإنتاج العالمي للتمور إلى نحو خمسة في المئة فقط.