ميقاتي يرفض التدخل في التحقيقات المتعلقة بانفجار بيروت

مجلس القضاء الأعلى سيجتمع مع قاضي مرفأ بيروت طارق البيطار للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق في قضية انفجار المرفأ.
متحدث باسم أهالي ضحايا انفجار بيروت ينسحب من مهامه ومخاوف من تعرضه لضغوط
جبران باسيل يطالب بمواصلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

بيروت - نقل بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم السبت عنه قوله إن الحكومة حريصة على عدم التدخل في أي ملف يخص القضاء.
يأتي البيان في أعقاب اجتماع مع بين ميقاتي ووزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بعد مقتل سبعة أشخاص في أعمال عنف ببيروت يوم الخميس.
وقال ميقاتي "على السلطة القضائية أن تتخذ بنفسها ما تراه مناسبا من إجراءات".
من جانب اخر قال تلفزيون (إل.بي. سي) اللبناني اليوم السبت على تويتر إن مجلس القضاء الأعلى سيجتمع يوم الثلاثاء مع قاضي مرفأ بيروت طارق البيطار للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق في قضية انفجار المرفأ.
ولم يحرز التحقيق في قضية انفجار المرفأ الذي وقع يوم 4 أغسطس آب عام 2020، وهو أحد أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ، سوى تقدما ضئيلا في ظل حملة تشهير ضد القاضي البيطار ومقاومة من فصائل لبنانية.

وقال جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، أكبر كتلة مسيحية في لبنان، اليوم السبت إن التحقيق في انفحار مرفا بيروت يجب ألا يتوقف.
واضاف باسيل في خطاب "التيّار الوطني الحرّ مع استكمال التحقيق العدلي، وكشف الحقيقة ومحاكمة المرتكبين".
وتعرض باسيل، وهو صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، لعقوبات أميركية العام الماضي بسبب مزاعم فساد ولصلاته بحزب الله. ونفى باسيل تلك المزاعم.
وقال باسيل اليوم "نحن ضد أي تسييس أو استنسابية بالملف. واضح إنّو في استنسابية بمسار التحقيق وفي كتير أسئلة مشروعة عن الأداء، ولكن مش واضح بعد انّو في تسييس من جانب القاضي".
وفي إشارة إلى حجم الضغوط الممارسة في ملف انفجار مرفأ بيروت أكد متحدث باسم أهالي ضحايا انفجار المرفأ ابراهيم حطيط السبت انسحابه من لجنة الأهالي بعد ساعات على نشره مقطع فيديو دعا فيه إلى القاضي طارق بيطار، تخوّف كثيرون من أنه قد يكون سجله تحت الضغط.
وفي فيديو تم تداوله على نطاق واسع مساء الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا حطيط القاضي بيطار الذي يتعرض منذ أسابيع لضغوط سياسية متزايدة ولحملة انتقادات حادة من حزب الله الذي يطلب تنحيته. وكان حطيط من أبرز الرافضين لاستقالة بيطار وقد أكد مرارا أمام وسائل الإعلام ثقته به.
وادعى بيطار على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وأصدر مذكرة توقيف غيابية في حق وزير المالية السابق والنائب الحالي علي حسن خليل المنتمي الى حركة أمل، حليفة حزب الله. كما طلب استجواب وملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين في القضية.
وندد حطيط في بيان تلاه في الفيديو بـ"تسييس واستنسابية فاضحة"، مطالبا بيطار بـ"التنحي لإفساح المجال أمام محقق عدلي آخر يكون أمينا على دمائنا".
وانتشر الفيديو غداة أعمال عنف دامية وقعت في بيروت تخللتها مشاهد خوف وإطلاق نار ذكّرت بسنوات الحرب الأهلية.

ولم يعرف بعد من هي الأطراف أو الأشخاص الذين شاركوا في إطلاق النار، لكن افاد شهود وتقارير أمنية عن تواجد قناصة، وعن استخدام أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية في إحدى المناطق التي كانت تشكل خط تماس خلال الحرب الأهلية (1975-1990).
وقتل سبعة أشخاص في أعمال العنف، هم ثلاثة عناصر من حزب الله توفي أحدهم الجمعة متأثراً بإصابته، وثلاثة عناصر من حركة أمل، بالإضافة إلى امرأة أصيبت بطلق ناري في رأسها أثناء تواجدها في منزلها. وأصيب كذلك 32 شخصاً آخرين بجروح.
ونفى حطيط الذي قتل شقيقه في انفجار بيروت، أن يكون تعرض "لأي ضغوطات أو ترهيب"، مؤكدا أنه سجل الفيديو "بصفتي الشخصية".
وقال إن "الضغط الوحيد الذي أحسست به هو الأحداث الدامية التي وقعت يوم الخميس والخوف من الانجرار إلى حرب أهلية" مضيفا "لذا أعلن انسحابي من لجنة أهالي الضحايا كناطق باسمهم".
وأكدت "جمعيّة أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت" ومجموعة لجان ذوي الشهداء والضحايا والجرحى في بيان أن "هذا الموقف... لا يمثلنا أبدا"، رافضة "أي تدخلات في عمل القضاء".
وأضاف البيان "وضعنا ثقتَنا بالمحقّق العدليّ القاضي طارق البيطار وَمِن ضمنِنا السيّد ابراهيم حطيط لَّذي كانَ خِطابُه عَلى الدوام يصب بِهذا الاتجاه. إِنما يبدو أَن ظروفًا مستجِدّة أدّت بِهِ إِلى إصدار بيانِه الأخير المستغرَب".
وأكد أهالي الضحايا مرة جديدة على "الثقة التي أوليناها للقاضي البيطار لتولي التحقيق بالقضية"، مشددين على "ضرورة امتثال كافّة المطلوبين إِلى العدالة أَمام التحقيق".
وقال وليام نون، شقيق أحد رجال الإطفاء الذين قضوا في الانفجار، "لا شكّ أن ابراهيم تعرض لضغوط حتى يسجل مثل هذا الفيديو".
وأفاد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض حطيط لـ"تهديدات" من أمل وحزب الله.
ويتهم حزب الله بيطار بـ"الاستنسابية والتسييس". وكان دعا مع حليفته حركة أمل الى تظاهرة قرب قصر العدل حاشدة الخميس لطلب تنحي بيطار. وشارك في التظاهر الآلاف، وكانوا في غالبيتهم العظمى من الرجال والشبان الذين ارتدى عدد كبير منهم قمصانا سوداء وهتفوا ضد بيطار، الى أن بدأ إطلاق النار.