ميليشيات تعرض تسجيلا لباحثة إسرائيلية روسية اختطفت في العراق

التسجيل لا يمكن فصله عن الصراع القائم بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وتداعياته الإقليمية.
تسوركوف تتحدث عن علاقتها بالموساد ودورها في خلق خلاف شيعي شيعي
العراق يبذل جهودا كبيرة للعمل على عدم اتساع دائرة الصراع في غزة
الميليشيات تستثمر داخليا وخارجيا في احتجاز الباحثة تسوركوف

بغداد - نشرت قناة تلفزيونية عراقية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قريبة من فصائل عراقية الاثنين مقطعا مصورا قيل إنه للأكاديمية الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف التي اختطفت في العراق في مارس/آذار حيث يعتقد ان التسجيل مرتبط بالحرب في غزة وتداعياته الإقليمية.
والمقطع سيكون أول صور لتسوركوف تنشر منذ اختطافها قبل أكثر من سبعة أشهر في حال صح التسجيل.
وظهرت الباحثة المحتجزة في الفيديو جالسة في غرفة وكانت تتحدث إلى الكاميرا باللغة العبرية. وأشارت تعليقاتها إلى الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين التي اندلعت الشهر الماضي.

وقالت انها تتبع الموساد والسي اي ايه وانها عملت على ربط علاقات بين اسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية وأنها نظمت تظاهرات ومحاولة خلق صراع شيعي شيعي.

وأعلن هشام الركابي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي اليوم الثلاثاء أن الأجهزة الأمنية تتابع ملف خطف الباحثة إلاسرائيلية - الروسية إليزابيث، مضيفا "نأمل قريبا أن تكون هناك علامات أو أدلة تقود الاجهزة المختصة للوصول اليها".

وفي أول رد فعل لعائلتها قالت شقيقتها إيما تسوركوف في تغريدة على منصة "إكس" "إنها أخبار رائعة أن أراها على قيد الحياة"، مضيفة "من الواضح أنها تحدثت تحت الإكراه، لكننا نلاحظ أنها تبدو في أفضل وضع يمكن تخيله نظرا لما تمر به". وتابعت "يبدو أن الفيديو حديث. يعد إصدار هذا الفيديو خطوة مهمة في الجهود المبذولة لإعادتها إلينا".

ويعتقد أن تسوركوف تعرضت لضغوط من اجل الادلاء بهذه المعطيات فيما يسعى خاطفوها لاتهام المتظاهرين المطالبين بالحرية والرافضين للفساد في العراق بانهم ضحية لمؤامرات مخابراتية وهي رواية كثيرا ما ترددها ايران وحلفاؤها.
وفي يوليو/تموز قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المختطفة محتجزة لدى كتائب حزب الله الشيعية العراقية المدعومة من إيران وإن العراق مسؤول عن سلامتها.
وقالت جامعة برينستون إن المحتجزة كانت مسجلة في الجامعة وقت اختطافها وذهبت إلى العراق "لإجراء بحث يتعلق بموضوع أطروحتها المعتمدة للدكتوراه". فيما قال العراق في يوليو/تموز إنه فتح تحقيقا في حادث اختطافها.
وفي سبتمبر/أيلول قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إن الحكومة لم تحدد الجهة المسؤولة عن خطفها مضيفا في المقابلة "الحادث يضر بسمعة استقرار العراق وقدرة أجهزتنا الأمنية".
ولا يمكن فصل عملية الاحتجاز عن التطورات في قطاع غزة وما يتبعها من تشديد الجماعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني للهجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق والتي قوبلت برد عنيف من قبل سلاح الجو الأميركي الذي شن غارات على المواقع الإيرانية قرب الحدود مع العراق.
وتحتجز حركة حماس نحو 240 إسرائيليا من المدنيين والجنود في قطاع غزة فيما تؤكد إسرائيل انها ازمة على إطلاق سراحهم.

وتوعد الرئيس الأميركي جو بايدن إضافة لوزارة الدفاع الأميركية بالرد بكل قوة على عمليات القصف التي تشنها الميليشيات وسط تحذيرات موجهة لإيران من مغبة توسيع النزاع في منطقة الشرق الأوسط.
وامام التطورات الميدانية المتسارعة في العراق أكد السوداني الاثنين أن العراق يبذل جهودا كبيرة للعمل على عدم اتساع دائرة الصراع في غزة والالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين المتواجدين في القواعد العراقية.
وقال السوداني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته لبحث تطورات الأحداث بقطاع غزة "إن ما يحدث في غزّة هي جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وخرق واضح لكل الاتفاقيات والقوانين التي بدأت بفقدان قيمتها أمام الأرقام المفجعة للضحايا وهم في غالبيتهم من المدنيين العزل ونصفهم من الأطفال بالإضافة إلى ما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني من عمليات تهجير قسري" بحسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف "أن المجتمع الدولي والقوى العظمى باتت اليوم أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لإيقاف الحرب وفتح ممرات إنسانية من أجل إيصال الماء والغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين".