نائل العدوان يختزل العمر بربع ساعة في "كأنه الموت"

أحداث العمل الجديد للروائي الأردني تركز على فيزيائية الوقت ونسبيته كمحاولة لكشف شعور الانسان قبل الموت.
ثالث رواية للعدوان بعد "مذكرات من تحت بيت الدرج" و"غواية لا تود الحديث عنها"

عمان - عن دار فضاءات للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة، صدرت مؤخرا رواية "كأنه الموت" للقاص والروائي الأردني نائل العدوان.
 تتطرق الرواية إلى ثنائية الوقت والموت عبر مزاوجة درامية بينهما أدت إلى اختلاط الزمن في هذه الرواية بين المشهد الواقعي لاحتضار البطل وبين الارتداد عبر الذاكرة إلى حياته التي عاشها. 
وقد اعتمد العدوان على تقنية سردية كثفت اللحظة ووسعتها من جهة أخرى، إذ تنقسم الرواية الى خمس عشرة دقيقة تفصل البطل عن نهاية عوالمه المكنونة، البطل عادل الذي عاش حياة غير عادية وغرائبية باعتباره كان سارقا وموسيقياً وكاتباً في آن واحد، وبين العشق واللذة والموسيقى والأدب تتمازج حياته مع بارق المرض لتفضي به الى ارتكاب جريمة قتل وليزج به في السجن. 
رواية "كأنه الموت" تركز على فيزيائية الوقت ونسبيته التي اختزلت في البناء السردي بذاته، وقد جاءت الاحداث كمحاولة لكشف الشعور الذي يحس به الانسان ما قبل الموت، ومع انقضاء رمال الساعة الى الدقيقة صفر تنتهي الرواية باعثة أملا جديدا للبطل بأن الحياة أجمل وبأن هناك متسعاً في العمر. 

نائل العدوان يختزل العمر بربع ساعة في "كأنه الموت"
تقنية سردية مكثفة

من أجواء الرواية:
في مرحلة الخفة تعرف أنك ستموت، يحز قلبك سيف الوقت الحاد الذي يفصل روحك عن تلابيب جسدك، مرحلة نزع لالتصاق دام عقودا عديدة، تنتشر بسببه رائحة تشبه رائحة احتراق اسلاك في جهاز كهربائي، هي هكذا تماما، رائحة مزعجة لا تعرف مصدرها، لكنها تعشعش في دهاليز حاسة الشم لديك، تلك تماما هي رائحة الموت.
هل أنا ميت؟
لا أعلم، لكن إحساسي برؤية الأشياء بدأ يتضاءل شيئا فشيئا، خدر لذيذ يشتد بجسدي، أطرافي غدت خفيفة وروحي تتحرر، الضوء يخفت أيضا لتصبح الغرفة ظلاما دامسا، يشتد الخدر أكثر وأغيب.
نائل العدوان قاص وروائي وفنان تشكيلي له في الرواية: "مذكرات من تحت بيت الدرج"، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، 2014، "غواية لا تود الحديث عنها"، دار فضاءات للنشر والتوزيع، 2016. 
وله أيضا: "دور المؤسسة العسكرية الأردنية في التنمية الاقتصادية للفترة (1975-1996)" دار الكرمل عمّان 2000 و"المرفأ" (مجموعة قصصية) عن دار فضاءات، 2013 و"نكاية بالشعراء" ( شعر) عن فضاءات للنشر في عمّان، 2015.