ناديا ماريا الشيخ تقدم 'قراءة في نصوص الأقدمين'

الباحثة تستند في كتابها 'عَباسيون وبيزنطيون... رجال ونساء كيف حَكموا وكيف حُكموا وكيف عاشوا بين الحدّين؟' على أمهات النصوص الإسلاميَّة والبيزنطيَّة القديمة العائدة لتلك الحقبة التاريخيَّة.

بيروت - صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب بعنوان "عَبّاسيون وبيزنطيّون... رجال ونساء: كيف حَكموا وكيف حُكموا وكيف عاشوا بين الحدّين؟ 'قراءة في نصوص الأقدمين'"، للمؤلفة والباحثة ناديا ماريا الشيخ وترجمه للعربيّة وقدّم له الأستاذ نجيب جورج عوض.

ويشكّل هذا الكتاب الذي جاء في 366 صفحة أنثولوجيا مترجمة لمجموعة مُختارة من دراسات العصر العباسيِّ المُبكر والتاريخِ البيزنطيِّ المُعاصر للإسلام، تقدّم تطبيقاً تاريخولوجيّاً وهرمنيوتيكيّاً مباشراً للإسلام بصفته سيرورة تاريخية سوسيولوجية تفرض ضرورة التعاطي مع تاريخه وإرثه علمياً، بصفته إكمالاً واستمراراً تاريخياً وحضارياً لحضارات العهد العتيق المتأخر، وبصفته حضارة عاشت في تفاعلٍ وتواصلٍ متعدّد الأوجه ومتنّوع الأبعاد مع العالم البيزنطيّ، تكشف لنا أن قصة هذا التلاقي بين الطرفين لم تكن محصورة بفصول الحرب والعداوة والتنافس الوجودي والرغبة بالقضاء على الآخر والحلول مكانه. وتفعل المؤلفة هذا من خلال استحضار أدلّةٍ لا حصر لها من أمهات النصوص الإسلاميَّة والبيزنطيَّة القديمة العائدة لتلك الحقبة التاريخيَّة، مستعينةً بالتوازي بين نصوص التراث العربيَّة والإسلاميَّة واليونانيَّة بنصوص ودراسات خيرة علماء الدراسات التاريخيَّة والفيلولوجيَّة والأدبيَّة والجندريَّة والتثاقفيَّة والسوسيولوجيَّة وتاريخ الفنون الموجودة في حقول البحث الأكاديميّ المعاصرة.

وتأتي أهمية هذه الدراسات للنصوص القديمة والمعاصرة في هذه الأنثولوجيا المُترجمة كونها محاولة علمية رصينة تكشف للقرّاء بأنّ العلاقة بين الخلافة العباسيَّة والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة كانت أعقد بكثيرٍ وأكثر تشعبّاً وتنوُّعاً وعُمقاً من تصوراتها في المخيال الشعبيّ العربيّ، وأن مقاربة شبكة العلاقات تلك من زاوية منهجيةٍ مقارنةٍ (comparative) وتَطالعيَّةٍ (crosspollinational) تُساعدنا على إعادة فهم تاريخ الخلافة الإسلاميَّة العربيَّة المُبكرة (العباسيَّة والأُمويَّة على حد سواء) كجزءٍ لا يتجزأ، وكفصلٍ حاسمٍ ومحوريٍّ، في سيرورةِ وصيرورةِ التاريخِ العتيق المتأخر في منطقة الشرق الأوسط.

يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام: القسم الأول "دراسات في تاريخ البلاط" ويضم العناوين: 1- أن تكون أميراً في بلاط الخلافة العباسيِّة في القرن الرابع للهجرة/ العاشر للميلاد، 2- عن تنظيم مراسم الاحتفال الرسميَّة للخلافة العباسيَّة، 3- البلاطان العباسيّ والبيزنطيّ.

أما القسم الثاني، فهو "دراساتٌ في تاريخ النِّساء" ويضم العناوين: 1- تاريخ النساء: دراسةٌ في نصوص المُحسن بن علي التنوخيّ، 2- في البحث عن الشريك المثاليّ، 3- جندرة "الموت" في كتاب العقد الفريد، 4- العنف ضد النساء في العصر الإسلاميّ المُبكر،

والقسم الثالث "دراساتٌ في التاريخ البيزنطيّ" ويضم العناوين: 1- دخول قسطنطين الكبير في المسيحيَّة: قراءة للمصادر العربيَّة – الإسلاميَّة، 2- القادة البيزنطيُّون في النصوص العربيَّة – الإسلاميَّة، 3- ابن خلدون: مؤرخٌ مُتأخّر لتاريخ بيزنطة.

وناديا ماريا الشيخ باحثة في مجالي دراسات العصر العباسيِّ المبكر والتاريخ البيزنطيِّ المعُاصر للإسلام، تُركّز في أبحاثها على مواضيع تتعلّق بالسياقات الاجتماعيَّة والسيَّاسيَّة والثقافيَّة وشؤون المرأة والجندريَّة في الخلافة الإسلاميَّة والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة.

وقد سبق أن نشرت كتابين بالإنكليزيّة، الأوّل هو Byzantium Viewed by the Arabs  "بيزَنطة في نظر العرب" والذي صدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد عام 2004. أما الكتاب الثاني، فهو Women, Islam and Abbasid Identity والذي صدر عن دار نشر جامعة هارفارد في عام 2015، بالإضافة إلى أبحاث تمّ نشرها في دوريات وأنثولوجيات صدرت باللغة الإنكليزية في الأعوام الماضية.