نجاة قائد قوات الناتو في أفغانستان من محاولة اغتيال

مخاوف من وقوع اعتداءات دموية تشنها حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية تخيم على أفغانستان عشية الانتخابات التشريعية بعد أن توعدا التنظيمان بشنّ المزيد من الهجمات.

طالبان أثبتت أنها تستطيع توجيه ضربات في المكان الذي تختاره
مقتل قائد شرطة قندهار في ضربة قاصمة لجهود التصدي لطالبان
هجوم طالبان الدموي شكّل رسالة تحذير للناخبين الأفغان
مقتل قائد شرطة قندهار سيؤثر في معنويات القوات الأفغانية

قندهار (أفغانستان)/ سنغافورة - نجا قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي سكوت ميلر من محاول اغتيال في هجوم شنته حركة طالبان يوم الخميس على مبنى محصنا كان يستضيف اجتماعا يشارك فيه ضباط أفغان إضافة ميلر، لكن حلف الناتو استبعد أن يكون قائد قواته هو المستهدف، فيما قتل قائد شرطة قندهار الجنرال عفيف عبدالرازق في ضربة قاصمة وجهتها الحركة المتشددة في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاجراء الانتخابات يوم السبت.

وقتل شخصان آخران على الأقل في الهجوم الذي شكّل رسالة من الحركة المتشددة للناخبين والتي سبق أن دعت إلى مقاطعة الانتخابات وتوعدت الناخبين.

واعتبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة أن قتل قائد شرطة قندهار الجنرال عفيف عبدالرازق الخميس في الهجوم الذي تبنته حركة طالبان، لن يؤثر على الوضع الأمني في الولاية الواقعة جنوب أفغانستان.

وقال ماتيس متحدثا لصحافيين في سنغافورة على هامش قمة حول الأمن "رأيت الضباط المحيطين به، رأيت التقدم الذي حققته قوات الأمن الأفغانية".

وأضاف أن "أفغانستان خسرت وطنيا، لكن لا أعتقد أن ذلك سيترك أثرا على المدى البعيد في المنطقة".

وهاجم أحد عناصر طالبان الخميس مبنى محصنا كان يستضيف اجتماعا يشارك فيه ضباط أفغان إضافة إلى الجنرال الأميركي سكوت ميلر، لبحث الأمن قبل الانتخابات التشريعية الأفغانية السبت.

ورأى ماتيس أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة ما إذا كان هذا الهجوم سينعكس على نسبة المشاركة في انتخابات 20 أكتوبر/تشرين الأول.

وخلّف إطلاق نار تبنته حركة طالبان واستهدف اجتماعا في ولاية قندهار الأفغانية كان يحضره قائد قوة الأطلسي في هذا البلد الخميس، ثلاثة قتلى ضمنهم قائد شرطة الولاية إضافة إلى 13 جريحا.

وجاء في بيان لمتحدث باسم قوة الحلف الأطلسي أن الجنرال الأميركي سكوت ميلر الذي كان يشارك في اجتماع أمني في الولاية قبل الانتخابات التشريعية السبت في أفغانستان، نجا من الهجوم.

وقالت طالبان كما نقل عنها مركز سايت لرصد المواقع الجهادية إن "أبرز أهداف الهجوم كانا الجنرال ميلر ومدير الأمن في قندهار (جنوب) الجنرال العنيف عبدالرازق".

لكن متحدثا باسم البنتاغون هو اللفتنانت كولونيل كون فوكنر أوضح أن "الجنرال ميلر لم يكن مستهدفا وأن من كان مستهدفا هما الجنرال عبدالرازق أو الحاكم" زلماي ويسا.

وأكد قائد الجيش الأفغاني الجنرال شريف يفتالي في مؤتمر صحافي في كابول أن "الهدف كان الجنرال عبدالرازق".

وفي كلمة متلفزة، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني مقتل "الجنرال عبدالرازق والمسؤول الإقليمي" في الاستخبارات الأفغانية، مضيفا أن "وحدات من الكوماندوس انتشرت بهدف السيطرة على الوضع".

وتحدثت وزارة الداخلية عن إصابة قائد الشرطة في جنوب أفغانستان عبدالنبي الهام وحاكم ولاية قندهار زلماي ويسا.

وقال الجنرال شريف يفتالي أن "مطلق النار كان أحد الحراس الشخصيين للحاكم. لقد قتل"، موضحا أنه أطلق النار إثر الاجتماع فيما كان الضباط يغادرون المقر، لكن طالبان أكدت في بيانها أن مطلق النار هو "متسلل".

وبحسب مركز دعم وسائل الإعلام في أفغانستان فإن صحافيا قتل أيضا وأصيب ستة حراس وعنصران في الاستخبارات الأفغانية، إضافة إلى أميركيين اثنين هما جندي ومدني فضلا عن موظف في شركة أمن خاصة لم تحدد جنسيتها.

ويعتبر الجنرال عبدالرازق أحد أركان النظام في مواجهة المتمردين في ولاية قندهار وسبق أن نجا من عدة محاولات اغتيال.

وسيطر طويلا على الولاية بقبضة من حديد واتهم بأنه مارس التعذيب السري، لكنه نفى ذلك مرارا.

الجنرال عفيف عبدالرازق كان القائد الأكثر كفاءة في مواجهة طالبان
الجنرال عفيف عبدالرازق كان القائد الأكثر كفاءة في مواجهة طالبان

وقال جون وولش من المعهد الأميركي للسلام إن عبدالرازق كان "القائد الأكثر كفاءة في أفغانستان"، مضيفا أنه "كان يعتبر السبب الرئيسي للصعوبات التي واجهتها طالبان في قندهار خلال الأعوام الأخيرة".

وبذلك، فإن مقتله مع المسؤول الإقليمي للاستخبارات يشكل ضربة قوية لقوات الأمن في منطقة رئيسية يتحرك فيها المتمردون.

وقال الجنرال المتقاعد والمحلل العسكري عتيق الله ارمخيل إن عبدالرازق "كان قوة لإرساء الاستقرار ليس فقط في قندهار بل في المنطقة برمتها. لقد بنى علاقات مع القبائل المحلية ونجح في صد طالبان وإرساء استقرار نسبي في قندهار معقل طالبان".

وأضاف أن "موته سيؤثر إلى حد بعيد في معنويات القوات الأفغانية وخصوصا في الجنوب".

وقال مايكل كوغلمان الباحث في مركز ويلسون الأميركي إن "هذا الهجوم يشكل ضربة قاسية لجهود التصدي للمتمردين"، مضيفا أن "طالبان أثبتت أنها تستطيع توجيه ضربات في المكان الذي تختاره".

وتابع "ما يبدو أنه استهداف لضابط أميركي رفيع هو سابقة تثير القلق. لا أحد في مأمن مهما كانت قوته ودرجة تأمينه".

وجاء الهجوم بعد لقاء الأسبوع الماضي في قطر جمع وفدا من طالبان والموفد الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد.

وثمة خشية من وقوع المزيد من الاعتداءات السبت، يوم إجراء الانتخابات التشريعية، وخصوصا أن طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية توعدا بشن هجمات.

والأربعاء، قتل جنرال سابق في الجيش الأفغاني ترشح للانتخابات التشريعية في ولاية هلمند (جنوب) في اعتداء تبنته طالبان.