نحو تريليوني دولار مشبوهة تتغاضى عنها البنوك الكبرى

تحقيق استقصائي واسع النطاق يكشف عن التدفق الهائل من الأموال التي تمثل ارباح حروب العصابات والمخدرات والثروات المنهوبة من البلدان الفقيرة.
أكثر من مئة مؤسسة اعلامية من 88 دولة شاركت في التحقيق
الحكومات تعلم بمحتوى "ملفات فنسن" لكنها تخفيها عن انظار العامة

واشنطن - كشف تحقيق صحافي استقصائي دولي نُشر الأحد أن كميات هائلة من الأموال غير الشرعية تدفقت لسنوات عبر أكبر المؤسسات البنكية في العالم، شاجبا الثغرات الكبيرة في قوانين القطاع المصرفي التي يستغلها المجرمون بسهولة.
وقال التحقيق الذي أجراه موقع بازفيد نيوز والاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (آي سي آي جاي) بمشاركة 108 مؤسسات اعلامية من 88 دولة إن "أرباح حروب عصابات المخدرات الدامية والثروات المنهوبة من الدول النامية والمدخرات التي كدّ أصحابها لجمعها ثم تم السطو عليها بطريقة بونزي الاحتيالية، جميع هذه الأموال سُمح لها بالتدفق من والى هذه المؤسسات البنكية، على الرغم من تحذيرات موظفي هذه البنوك".
ويستند التحقيق الى آلاف الوثائق المسربة لـ"تقارير الأنشطة المشبوهة" التي تم تقديمها الى وكالة مكافحة الجرائم المالية (فنسن) في وزارة الخزانة الأميركية.

مدخرات كدّ أصحابها لجمعها وتم السطو عليها بطريقة بونزي الاحتيالية

وكتب "بازفيد" في مقدمة التحقيق "هذه الوثائق التي جمعتها البنوك وتم تشاركها مع الحكومات لكنها أبقيت بعيدا عن أنظار العامة، تكشف الفجوات في اجراءات الحماية لدى البنوك وسهولة استغلالها من قبل المجرمين".
وتتحدث الوثائق التي سميت "ملفات فنسن" عن تحويلات بنحو تريليوني دولار من الأموال المشبوهة جرى التداول بها بين عامي 1999 و2017.
ويشير التحقيق بشكل خاص الى خمسة بنوك كبرى هي "جاي بي مورغان تشايس" و"اتش اس بي سي" وستاندرد تشارترد" و"دويتشه بنك" و"بنك نيويورك مالون" متهمة بمواصلة نقل أصول مجرمين مفترضين، حتى بعد مقاضاتها أو إدانتها بسوء السلوك المالي.
وذكر موقع "بازفيد نيوز" أن "الشبكات التي تمر عبرها الأموال القذرة حول العالم أصبحت شريانا حيويا للاقتصاد العالمي".
ورد "دويتشه بنك" في بيان أن ما كشف عنه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين "معروف جيدا" من قبل مسؤوليه عن الأمور التنظيمية.
وأضاف أنه "خصص موارد كبيرة لتعزيز وسائل المراقبة لدينا"، الى جانب التركيز على "الوفاء بمسؤولياتنا والتزاماتنا".
وشدد التحقيق على افتقار السلطات الأميركية للصلاحيات اللازمة لضبط تحويلات الأموال القذرة.
وقالت وكالة مكافحة الجرائم المالية الأميركية "فنسن" في بيان صدر قبل نشر التحقيق، إن "الكشف بدون ترخيص عن تقارير الأنشطة المشبوهة يعد جريمة يمكن أن تمس بالأمن القومي للولايات المتحدة".