نداء عالمي لتعزيز حماية التراث الطبيعي للبشرية

الحرائق التي اجتاحت أكبر غابة مدارية في العالم، تدفع جهود المجتمع الدولي من أجل الحفاظ على تراث عالمي له دور حيوي في التوازن المناخي.

باريس - بعد الحرائق الكبيرة التي تعرضت لها غابات الأمازون، واتساع المساحات التي أتت عليها النيران، بحيث فاقت ما التهمته العام الماضي بنسبة 82 بالمئة، طالبت منظمة اليونسكو بتعزيز الأدوات الدولية، مثل اتفاقية حماية التراث العالمي.
قالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، الجمعة، إن "الأدوات موجودة، من قبيل اتفاقية التراث العالمي وشبكة مناطق المحيط الحيوي، وهي تتيح التوفيق بين احترام السيادة والإدارة التعاونية للمشاعات"، في وقت تزداد فيه النداءات لإنشاء "فسحات حيوية" تخضع لإدارة مشتركة.
وصرّحت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) "لا بدّ من تعزيز هذه الأدوات ودفع مزيد من الدول إلى المصادقة عليها، فضلا عن زيادة المساحات المحمية وتشديد سبل التتبّع والتنفيذ… فهكذا، نجد حلولا على المدى الطويل".
وتطلق ستة بلدان في أميركا الجنوبية نداء إلى المجتمع الدولي الجمعة للحفاظ على الأمازون وحمايتها. فالحرائق وإزالة الأشجار تجتاح أكبر غابة مدارية في العالم التي تؤدي دورا حيويا في التوازن المناخي.

حرائق الأمازون
النيران تخنق رئة العالم

وتشدّد اليونسكو على أنها عزّزت "إلى حد بعيد" حماية المواقع الطبيعية والتراثية "منذ 50 إلى 100 عام"، من خلال لائحة التراث العالمي وبرنامج اليونسكو للمحيط الحيوي (ام ايه بي)، بحسب غي ديبونيه الخبير في برنامج الطبيعة والسياحة المستدامة.
وتضمّ الأمازون حاليا 12 محمية للمحيط الحيوي، كما أن ستة ملايين هكتار من الغابة الأمازونية، أي 1% من مساحتها الإجمالية، مدرجة في قائمة التراث العالمي.
وأكدّت ميشتيلد روسلر مديرة مركز التراث العالمي أن "ما من موقع من هذه المواقع تضررّ حتى الساعة ونحن نبقى يقظين".
وأردفت "اليونسكو موجودة للدعم والمساعدة والتوجيه، لكن لا يمكنها أن تضطلع بمسؤوليات دولة سيادية".
وللغابات التي تعد رئة العالم دور حيوي في الحد من الاحترار المناخي فهي تمتصّ مع المحيطات ما بين 25 إلى 30 % من غازات الدفيئة الصادرة عن الأنشطة البشرية، وذلك بالرغم من ارتفاع الانبعاثات في العقود الأخيرة. ولا شكّ في أن الاضطرابات المناخية كانت لتكون أشدّ وطأة لولا مهامها هذه.
ويخفّز ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوّي عملية التمثيل الضوئي. وهو نبأ سار للمناخ من حيث المبدأ، أي أن مزيدا من الأشجار والأوراق ستمتصّ بدورها مزيدا من ثاني أكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار.