نذر انقلاب عسكري آخر في بوركينا فاسو

أحدث اضطراب في واغادوغو يحمل علامات الانقلابات العسكرية الأخرى التي اجتاحت غرب ووسط أفريقيا خلال العامين الماضيين لتطيح بتقدم ديمقراطي استمر عقودا.
مكان رئيس المجلس العسكري الحاكم غير معروف
سكان بوركينا فاسو يستفيقون على إطلاق نار وانفجار في العاصمة
أميركا تنصح رعاياها في بوركينا فاسو بتقليل تحركاتهم

واغادوغو - نزل جنود إلى شوارع عاصمة بوركينا فاسو اليوم الجمعة وأغلقوا مداخل المباني الإدارية بعد أن دوى إطلاق النار وسُمع صوت انفجار بالقرب من قصر الرئاسة مما أثار مخاوف من انقلاب ثان في البلاد في ثمانية أشهر.

وفي البدء سُمع صوت الأعيرة النارية حوالي الفجر في المعسكر الرئيسي للجيش في واغادوغو وفي بعض المناطق السكنية. وتوقف بث التلفزيون الرسمي.

وقال شاهد يقيم بالقرب من مقر الرئاسة "سمعت دوي انفجارات حوالى الساعة 04:30 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) والطرق حول منزلي مغلقة بآليات عسكرية". وما زال مصدر إطلاق النار هذا مجهولا صباح الجمعة.

وذكر صحافيون أن عسكريين كانوا يغلقون عددا كبيرا من محاور الطرق في الصباح. ويتمركز هؤلاء الجنود على مفترقات الطرق الرئيسية في المدينة ولا سيما في حي واغا 2000 حيث يقع مقر الرئاسة وثكنة المجلس العسكري الحاكم، وكذلك أمام مقر التلفزيون الوطني، كما ذكر أحدهم.

وقطع بث التلفزيون الوطني صباح الجمعة لتحل شاشة سوداء محل البرامج مع رسالة تقول "لا إشارة فيديو".

وتقود بوركينا فاسو مجموعة عسكرية وصلت إلى السلطة إثر انقلاب في يناير/كانون الثاني الماضي. وكان هذا الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري، بدأ بانتفاضات في عدد من ثكنات البلاد.

وكان الرجل القوي في المجموعة العسكرية الحاكمة اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، قد وعد بجعل الأمن أولوية في هذا البلد الذي يواجه هجمات جهادية منذ سنوات.

وبحلول الظهيرة كانت المدينة التي تعج في مثل ذلك الوقت بالدراجات النارية والسيارات هادئة. وكانت المركبات العسكرية منتشرة في الشوارع الخالية. كما ظلت المدارس والبنوك والشركات مغلقة.

وحثت السفارة الأميركية الرعايا الأميركيين على الحد من حركتهم. وليس من الواضح بعد ما إذا كان إطلاق النار والانفجار جزءا من محاولة انقلاب، لكن مصادر أمنية تقول إن هناك إحباطا في القوات المسلحة لعدم وجود تقدم في محاربة إسلاميين متشددين.

ويحمل أحدث اضطراب في البلاد علامات الانقلابات العسكرية الأخرى التي اجتاحت غرب ووسط أفريقيا خلال العامين الماضيين لتطيح بتقدم ديمقراطي استمر عقودا.

ومن بين أسباب الانقلابات عنف ارتكبته جماعات إسلامية متشددة استولت على أجزاء كبيرة من شمال بوركينا فاسو وأجزاء من مالي والنيجر المجاورتين.

ورحب مدنيون بالمجالس العسكرية الحاكمة يحدوهم أمل ضعيف في أنها ستكون أكثر نجاحا في احتواء المتمردين من سابقيهم المنتخبين ديمقراطيا.

وقال إيريك همفري سميث المحلل الكبير للشؤون الأفريقية في فيريسك مابلكروفت "إذا حقق النجاح سيكون سادس استيلاء غير دستوري على السلطة في منطقة الساحل في العامين الماضيين"، مضيفا "إذا لم ينجح سيكون إضافة لعينة لوضع الديمقراطية في المنطقة".

ومكان رئيس المجلس العسكري الحاكم داميبا غير معروف اليوم الجمعة. ومن المتوقع أن تعقد حكومته مؤتمرا صحفيا بعد الظهر لاطلاع وسائل الإعلام على الوضع الأمني.

وكان استيلاؤه على السلطة في يناير/كانون الثاني قد قوبل بترحاب كبير من المدنيين الذين فاض بهم الكيل من عجز حكومة الرئيس السابق روش كابوري عن كبح جماح المتشددين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. وقتل المتشددون آلاف الأشخاص في السنوات الماضية.

وتعهد داميبا الذي غالبا ما شوهد في الأماكن العامة مرتديا الزي العسكري ونظارات الطيارين الشمسية باستعادة الأمن، لكن الهجمات في الدولة الفقيرة بشدة في غرب أفريقيا اشتدت وصار الجيش في حالة فوضى. وزادت خيبة أمل الناس العاديين الذين منحوه تأييدهم في يناير/كانون الثاني، بحسب المصادر الأمنية.

وقتل مهاجمون مجهولون أحد عشر جنديا خلال هجوم هذا الأسبوع على قافلة مؤلفة من 150 مركبة كانت تنقل إمدادات إلى بلدة في شمال بوركينا فاسو. ولا يزال 50 مدنيا في عداد المفقودين.

وفر الملايين من منازلهم خوفا من المزيد من الهجمات التي يشنها مسلحون كثيرا ما يستخدمون الدراجات النارية في مهاجمة المجتمعات الريفية.

وزادت الاحتجاجات على الجيش في المدن في أنحاء بوركينا فاسو هذا الأسبوع وكان أحدها في بلدة كايا في شمال البلاد يوم السبت حيث طالب المشاركون في الاحتجاج الحكومة ببذل المزيد من الجهد لتحسين الوضع الأمني.