نذر مواجهة إيرانية أميركية في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

دبلوماسيون يستبعدون ان يتخذ مجلس محافظي الوكالة اي اجراء ملموس لمحاسبة ايران على انتهاك الاتفاق النووي.
أوروبا لم ترد عقد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
طهران تحرض الاوروبيين لمواجهة الموقف الاميركي الرافض لاختراق الاتفاق النووي

فيينا - ستستغل الولايات المتحدة اجتماعا طارئا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأربعاء لزيادة الضغط على إيران بسبب انتهاكات للاتفاق النووي، لكن دبلوماسيين لا يتوقعون إجراء ملموسا بينما يدرس أطراف الاتفاق خطوتهم المقبلة.

وخرقت إيران خلال الأسبوعين الماضيين حدين أساسيين بالاتفاق الذي كان يهدف ككل إلى تمديد الوقت الذي يمكن أن تحتاجه إيران للحصول على ما يكفي من مواد انشطارية لإنتاج سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام بدلا من نحو شهرين أو ثلاثة.

وقال الرئيس حسن روحاني الأربعاء إن الإجراءات الإيرانية تأتي في إطار الاتفاق، رافضا تحذيرا من الأطراف الأوروبية لطهران لكي تواصل الامتثال الكامل للاتفاق.

وتقول طهران إنها ترد على العقوبات الاقتصادية التي عاودت واشنطن فرضها عليها منذ انسحبت من الاتفاق قبل عام. وبينما تقول الولايات المتحدة إنها منفتحة على إجراء محادثات بشأن اتفاق أوسع نطاقا، تقول إيران إنها يجب أن تتمكن أولا من بيع نفس القدر من النفط الذي باعته قبل انسحاب الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر إن دعوة الولايات المتحدة لاجتماع الأربعاء أمر يدعو للسخرية نظرا لأنها انسحبت من الاتفاق النووي و"تعاقب كل من يلتزم به".

وتقول طهران إنها ستواصل خرق حدود الاتفاق واحدا تلو الآخر حتى تحصل على المكاسب الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق.

وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "الانسحاب من الاتفاق كان خطأ فادحا من الأميركيين... تسبب في هذه المشاكل كلها".

وأضاف "حصل (أطراف الاتفاق) الأوروبيون على ما يكفي من الوقت لإنقاذ الاتفاق".

وتعكف واشنطن في الوقت نفسه على عزل إيران لإجبارها على التفاوض على الاتفاق النووي وبرنامجها الصاروخي وسلوكها في المنطقة.

وقالت الولايات المتحدة في بيان تفسر فيه قرارها الدعوة لاجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "على المجتمع الدولي محاسبة النظام الإيراني".

حماية من العقوبات

قال دبلوماسيين من العديد من دول المجلس إن جدلا ناريا سيدور على الأرجح بين المبعوثين الإيراني والأميركي خلال الاجتماع المغلق، لكنهم لا يتوقعون أن يتخذ المجلس أي إجراء ملموس.

وقال مصدر مخابرات غربي "تشير آخر الخطوات إلى أن قيادة طهران اتخذت قرارا بالانتقال لموقف الهجوم لكسب أرض في مواجهة المجتمع الدولي والتوصل إلى حل للتخلص من قيودها".

تشير آخر الخطوات إلى أن قيادة طهران اتخذت قرارا بالانتقال لموقف الهجوم لكسب أرض في مواجهة المجتمع الدولي والتوصل إلى حل للتخلص من قيودها

وقال دبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء في اجتماع مغلق الأربعاء أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أي بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق.

وبينما تنتهك إيران بنود الاتفاق الذي تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذه، فإن الوكالة ليست طرفا في الاتفاق ولم تنتهك طهران اتفاق الضمانات الملزمة به تجاه الوكالة.

وقال دبلوماسي أوروبي "لم نُرد هذا الاجتماع"، لكنه أضاف بتهكم "إنها فرصة ليعبر الجميع عن أنفسهم".

وتطالب إيران الأطراف الأوروبية في الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بحماية اقتصادها من العقوبات الأميركية. وأنشأت هذه الدول آلية للتجارة ستتمكن من التعامل مع الكميات الصغيرة، لكنها تقول إنها لا تملك الكثير لتفعله لتضمن مبيعات النفط المهمة التي تسعى إيران إليها.

الرئيس الايراني حسن روحاني
ايران تطالب الاوروبيين بحماية اقتصادها من العقوبات الاميركية

وفي طهران، طالب علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأوروبيين "بالدفاع عن هويتهم واستقلالهم في وجه الأحادية الأميركية".

وأضاف شمخاني "أخذت أمريكا سيادة أوروبا رهينة".

وكان شمخاني يتحدث بعد اجتماع مع إيمانويل بون، كبير مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدبلوماسيين، خلال زيارة لطهران لإجراء محادثات للمساعدة في تخفيف الأزمة.

وأكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأول من يوليو/تموز تجاوز مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الحد المسموح به في الاتفاق النووي، وهو 202.8 كيلوغرام، وقالت طهران الاثنين إنها خصبت يورانيوم بأكثر من الحد الأقصى للنقاء المنصوص عليه في الاتفاق، وهو 3.67 في المئة. وما زال ذلك أقل بكثير من نسبة 20 في المئة التي وصلت إليها في تخصيب اليورانيوم قبل الاتفاق كما يقل بدرجة كبيرة عن النسبة المطلوبة لصنع أسلحة وهي 90 في المئة.

وبعدما حذرت الأطراف الأوروبية إيران من خرق الاتفاق، عبرت الثلاثاء عن "قلقها العميق" لكنها أحجمت عن تفعيل عملية قد تؤدي إلى إعادة فرض العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق. وقالوا بدلا من ذلك إن على جميع أطراف الاتفاق الاجتماع بشكل عاجل.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك لقناة الجزيرة الفضائية إن بلاده في هذه الأثناء تسعى إلى اتفاق مع طهران يحظى بموافقة الكونجرس ليحل محل الاتفاق النووي. وترفض إيران إجراء محادثات بشأن اتفاق جديد.