نذر مواجهة بين أنقرة ودمشق بسبب الهجوم على إدلب

أكار يطالب القوات السورية بإيقاف هجماتها في منطقة خفض التصعيد ويؤكد أن العمليات تشكل خطرا على أمن مواقع المراقبة التركية وعلى الدوريات الأمنية.
تركيا تطالب روسيا باتخاذ اجراءات حاسمة لجعل قوات النظام توقف هجماتها على جنوب إدلب
اكار يدعو القوات السورية إلى العودة للمناطق المذكورة في اتفاق دولي تم التوصل إليه في كازاخستان
منظمات إغاثية تعلق أنشطتها في مناطق التصعيد في إدلب

أنقرة - قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الجمعة عن إنه يتعين على قوات الحكومة السورية أن توقف الهجمات في شمال غرب سوريا.

وكان الجيش السوري مدعوما بقوة جوية روسية، قد شن هذا الأسبوع عمليات برية على الجناح الجنوبي لمنطقة خاضعة للمعارضة تضم إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة.

وقال الوزير التركي إن القوات السورية يجب أن تعود إلى المناطق المذكورة في اتفاق دولي تم التوصل إليه في كازاخستان للحد من القتال.

وأضاف "المشكلات الإنسانية تنمو كل يوم وتبدي ميلا متزايدا نحو التحول إلى كارثة".

المشكلات الإنسانية تنمو كل يوم وتبدي ميلا متزايدا نحو التحول إلى كارثة

ومضى قائلا إن الهجمات تشكل أيضا خطرا على أمن مواقع المراقبة التركية في شمال غرب سوريا حيث تقوم تركيا بدوريات أمنية.

وقال الوزير التركي "نتوقع من روسيا أن تتخذ إجراءات فعالة وحاسمة لجعل قوات النظام توقف هجماتها على جنوب إدلب وتعود فورا إلى الحدود الواردة في اتفاق آستانة".

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن سيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي قوله الخميس إن العملية كانت ردا على إرهابيين بالمنطقة وإن تنفيذها يجري "بالتنسيق مع شركائنا الأتراك".

وتاتي التحذيرات التركية في ظل مخاوف متصاعدة من اندلاع اشتباكات بين القوات السورية والجيش التركي الذي يقوم بدوريات في مناطق خفض التصعيد في الشمال السوري.

واطلّع مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق الجمعة على الموقف في شمال غرب سوريا. وفي وقت لاحق، ندد 11 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر ومنهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بقتل مدنيين وحذروا من كارثة إنسانية محتملة في إدلب.

وقال مندوب بلجيكا في الأمم المتحدة مارك بكستين للصحفيين نيابة عن الدول الإحدى عشرة "نشعر بانزعاج لنزوح أكثر من 150 ألف شخص واستهداف مراكز سكانية وبنية تحتية مدنية بما في ذلك مستشفيات ومدارس".

القوات السورية
القوات السورية انتزعت السيطرة على بلدة استراتيجية من المعارضة

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اكد الخميس إن قوات الحكومة السورية انتزعت السيطرة على بلدة قلعة المضيق في شمال غرب البلاد.

وكانت قلعة المضيق أقرب منطقة تسيطر عليها المعارضة من قاعدة حميميم الروسية وقصفتها في السابق بقذائف صاروخية.

وعلّقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق تشهد تصعيداً في القصف في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية السبت أن "بعض المنظمات علقت أنشطتها بعدما تدمرت مقارها أو طالتها الأضرار او باتت غير أمنة". كما اتخذت آخرى قراراً بوقف الأنشطة حفاظاً على سلامة العاملين معهم او حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.

ومنذ الثامن من أيار/مايو علق أكثر من "16 شريكاً في العمل الإنساني عملياتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع"، وفق مكتب الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى تقارير حول مقتل خمسة عمال إنسانيين نتيجة الغارات والقصف المدفعي.

و أفاد برنامج الأغذية العالمي عن "تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف"، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج أضطروا أنفسهم إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح.

ودعا برنامج الإغذية العالمي كافة أطراف النزاع إلى توفير إمكانية وصول أمنة لشركائها الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأربعاء الغارات الجوية وقصف المدارس والمستشفيات في شمال غرب سوريا "خرقاً غير مقبول للقانون الدولي".

وقالت موغيريني في بيان إنّ "التصعيد العسكري الأخير في شمال غرب سوريا المترافق مع غارات جوية وقصف مدفعي يستهدف المدارس والمستشفيات، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، هو خرق غير مقبول للقانون الدولي".

وأضافت "هناك خسارة كبيرة في الأرواح ومعاناة كبيرة ألحقت بالشعب السوري".

هناك خسارة كبيرة في الأرواح ومعاناة كبيرة ألحقت بالشعب السوري

وتابعت "يشير الاتحاد الأوروبي إلى أنّ روسيا وتركيا باعتبارهما ضامنين لاتفاق سوتشي عليهما واجب ضمان تنفيذ هذا الاتفاق".

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف فوري لأعمال العنف وحماية المدنيين الذين طالتهم الغارات بشكل متواصل منذ أسبوع.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مع فصائل جهادية على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب

وغادرت الثلاثاء عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة المحملة بنساء وأطفال جلسوا بين الفرش وأغراض وأوان منزلية تنقلها العائلات معها، جنوب إدلب متجهة نحو مناطق الشمال. واصطحب عدد من النازحين في جرارات وعربات زراعية ماشيتهم معهم.

ولم تسلم المدارس والمرافق الطبية من الغارات السورية والروسية خلال الأسبوع الأخير.

وتعدّ محافظة إدلب بالإضافة إلى مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشرق سوريا الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية. ولطالما أكدت دمشق عزمها استعادتها عن طريق "المصالحات"، وهي تسويات تبرمها مع الفصائل بعد هجمات عسكرية، أو عبر الحل العسكري.

وتمكنت قوات النظام بدعم من حلفائها لا سيما روسيا من السيطرة على مناطق عدة كانت خارج سيطرتها، آخرها الغوطة الشرقية ومحافظتي درعا والقنيطرة جنوباً. وتقدر الأراضي تحت سيطرتها حالياً بأكثر من ستين في المئة من مساحة البلاد.