نصرالله: عيننا وصواريخنا على حقل كاريش
بيروت - هدد الأمين العام لحزب الله اليوم السبت بمنع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه قبل أن يحصل لبنان على حقوقه، فيما تأتي هذه التهديدات بعد يوم واحد من إعلان وزارة الطاقة الإسرائيلية عن استعدادات لربط الحقل محل النزاع بمنظومة الغاز، موضحة بعد طلب من الجيش الإسرائيلي أن الأمر لا يتعلق باستخراج الغاز بل باختبار للأنظمة.
وقال نصر الله في كلمة بمناسبة إحياء أربعينيّة الحسين في بعلبك "نحن أمام فرصة تاريخية والغاز هو فرصتنا الوحيدة للخروج من الأزمة وفي هذا السياق المسؤولون الصهاينة قالوا إن الاستخراج سيكون في ايلول ثم قالوا إنهم أجّلوا الموضوع والمهم لنا أن لا يحصل الاستخراج من حقل كاريش المتنازع عليه قبل أن يأخذ لبنان حقوقه".
وتابع "عيننا وصواريخنا على كاريش والإسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جدية موقف المقاومة وهذه ليست حربا نفسية".
وقال الأمين العام لحزب الله كذلك "في اليومين الماضيين بعثنا برسالة قوية جدا بعيدة عن الإعلام للعدو الإسرائيلي وأكدنا أنه في حال حصل استخراج النفط فإن المشكل قد وقع".
وأعرب عن أمله في أن يتمكن الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من تشكيل الحكومة قائلا "لدينا آمال كبيرة في هذا المجال والمسؤولية تطلّب من الجميع التنازل من أجل مصلحة البلد" ، معلنا تأييده الدعوات للاتفاق على اسم واحد في مسألة رئاسة الجمهورية .
وكشف نصر الله أن وفدا من لبنان سيتوجه إلي إيران خلال أيام لبحث ملف الوقود، مشيرا إلى أن طهران أبدت منذ البداية استعدادها لتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني.
وتجاوز حزب الله مرارا دور الدولة في هذا الشأن وجلب في السابق وقودا من إيران بينما أكدت تقارير أيضا أن الجماعة الشيعية عززت نفوذها من خلال التحكم في مسالك التوزيع في لبنان وهي التي حصلت على إمدادات أغذية سرا من إيران.
واستغل حزب الله الأزمة الطاحنة لتعزيز موقعه واستقطاب المزيد من الموالين من خلال مصادرة دور الدولة التي تبدو عاجزة عن حل لتدهور الوضع المعيشي لمواطنيها.
وندّد نصرالله السبت بالتعديل الذي تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، لناحية منحها حرية الحركة للاضطلاع بمهامها من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني.
ومدّد مجلس الأمن في 31 أغسطس/اب تفويض قوات اليونيفيل لمدة سنة. وأكد أنها لا تحتاج إلى "إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل".
ورأى نصرالله في قرار مجلس الأمن "اعتداء وتجاوزا على السيادة اللبنانية"، مضيفا "هذا فخّ ينصبه الاسرائيليون منذ سنوات طويلة للبنان"، واصفا القرار بأنه "مشبوه" و"يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة في منطقة جنوب الليطاني".
واليونيفيل موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو عشرة آلاف جندي ينتشرون في المنطقة الحدودية مع إسرائيل للفصل بين الطرفين بعد نزاعات عدة.
ومع نهاية حرب 2006 التي خاضتها إسرائيل وحزب الله وبعد غياب استمر أربعين عاما، انتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني تنفيذا لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع نظرياً انتشار أي قوة عسكرية أخرى في المنطقة المذكورة.
وإثر الانتقادات اللبنانية حول قرار مجلس الأمن، أكدت قوات اليونيفيل في بيان في 12 سبتمبر/أيلول، أنها تعمل "بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بشكل يومي وهذا لم يتغير".
وتابعت "لطالما كان لليونيفيل تفويض للقيام بدوريات في منطقة عملياتها، مع أو بدون القوات المسلحة اللبنانية. ومع ذلك، تستمر أنشطتنا العملياتية، بما في ذلك الدوريات، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، حتى عندما لا يرافقوننا".
ووصف نصرالله السبت البيان بأنه "جيد". وقال "ندعوهم إلى الالتزام بهذا الموقف" منبها في الوقت ذاته إلى أنهم "إذا أرادوا أن يتصرفوا بعيدا عن الدولة وعن الجيش اللبناني المعني بالحركة في جنوب الليطاني، فإنهم يدفعون الأمور إلى مكان ليس لمصلحتهم".
وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله في المنطقة الحدودية التي تعد معقلا رئيسيا للحزب، لكنها نادرا ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.