نصرالله نفذ هجومه كما هو مخطط له.. لا خسائر لإسرائيل

نصرالله يقول أن الهدف الأساسي للهجوم هو قاعدة للاستخبارات العسكرية في ضواحي تل أبيب.

بيروت – قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الأحد إن جماعته ستقيم تأثير هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية في وقت سابق من اليوم قبل تحديد ما إذا كانت ستنفذ المزيد من الهجمات ثأرا لقتل فؤاد شكر أحد أبرز قيادييه العسكريين، فيما

وقال نصر الله في كلمة بثها التلفزيون أن حزب الله تمكن من تنفيذ هجومه كما هو مخطط له، وهو ما يتناقض مع تصريحات للجيش الإسرائيلي بأن نفذ ضربات استباقية أوقفت هجوما أوسع.

وتشير تصريحات نصرالله إلى عدم رغبته في التصعيد إذ جاءت الهجمات على إسرائيل في إطار الحفاظ على صورته خصوصا لدى أتباعه، وهو ما أكدته أوساط دبلوماسية يوم الأحد، بأن إسرائيل وحزب الله تبادلا رسائل بعد هجمات الفجر.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين دبلوماسيين؛ أن الطرفين تبادلا عقب هجوم اليوم رسائل بأن لا أحد منهما يريد التصعيد.

وقال نصر الله، بعد نحو 12 ساعة من أقوى تبادل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع الأعمال القتالية بالتوازي مع الحرب في غزة، إن الجماعة أحجمت عن استهداف المدنيين أو البنية التحتية العامة، بما في ذلك مطار بن غوريون في تل أبيب.

وقال "وضعنا ضوابط للرد منها أن لا يكون الرد مدنيا، علما بأن لدينا الحق بضرب المدنيين، ولا بنى تحتية، بل أن يكون الهدف عسكريا". قائلا أن "الهدف الأساسي" للهجوم الذي شنه الحزب فجرا على إسرائيل كان "قاعدة جليلوت للاستخبارات العسكرية" قرب مدينة تل أبيب.

وكانت إسرائيل أعلنت أنها اعترضت كل الصواريخ والمسيرات التي أطلقت نحو "هدف استراتيجي" في وسط إسرائيل، وقالت إنها نفذت ضربات استباقية "أحبطت جزءا كبيرا" من هجوم حزب الله الذي أعلن قصف 11 ثكنة وموقعا اسرائيليا.

وقال نصرالله في كلمة بثتها قناة المنار التابعة للحزب إن قاعدة جليلوت كانت "هدفا أساسيا للعملية في العمق"، مشيراً إلى أنها "تبعد 110 كلم تقريبا عن حدود لبنان" و"تدير الكثير من عمليات الاغتيال التي تجري في المنطقة".

وأفاد عن أن "الهدف المساند" للهجوم كان قاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمرا الواقعة على بعد سبعين كيلومترا من الحدود، مشيرا إلى أن عددا من المسيرات طالت هذين الهدفين، "لكن العدو يتكتم".

وتعد قاعدة جليلوت مقر المخابرات العسكرية. ونفى متحدث عسكري إسرائيلي لفرانس برس أن تكون القاعدة قد أصيبت.

وفي بيانات متلاحقة صباح الأحد، أعلن حزب الله شنّ "هجوم كبير"، في إطار ردّه على مقتل قائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر بغارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/يوليو.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إحباط "جزء كبير" من هجوم حزب الله. بينما أودت الضربات الإسرائيلية التي طالت العديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان بثلاثة مقاتلين، نعى حزب الله اثنين منهم بينما نعت حليفته أمل المقاتل الثالث.

وقال نصرالله إن "غارات العدو حصلت قبل نصف ساعة من بدء العملية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "جميع منصات الصواريخ عملت من دون استثناء ولم تصب أي منصة قبل بدء الهجوم"، وأن "كل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات ولم يتعرض أي مربض لأي أذى قبل العمل ولا بعده".

ووصف تصريحات مسؤولين اسرائيليين عن أن ضرباتهم الاستباقية عطلت إطلاق آلاف الصواريخ والمسيرات بـ"إدعاءات كاذبة"، مشدداً على ان "أيا من الصواريخ الاستراتيجية والبالستية والدقيقة لم يصب بأذى".

وقال نصرالله إن هجوم حزبه الذي "انتهى" الأحد، تألف من مرحلتين، جرى في الأولى إطلاق "340 صاروخ كاتيوشا استهدفت 11 موقعا وثكنة عسكرية" في شمال اسرائيل وهضبة الجولان المحتلة.

وتمّ في المرحلة الثانية "عبور عشرات المسيّرات بأحجام مختلفة تجاه أهداف عسكرية في العمق" الإسرائيلي، في إشارة إلى القاعدتين، هدفي الهجوم الرئيسيين.

وأعلن نصرالله انه جرى خلال الهجوم إطلاق مسيّرات من منطقة البقاع (شرق) للمرة الأولى، معقله في شرق لبنان، عبرت الحدود باتجاه اسرائيل.

ووصف الهجمات الإسرائيلية بـ"عدوان وليس عملا استباقيا"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لم يترك أي أثر على الاطلاق على عمليتنا العسكرية اليوم ولا على صواريخها أو على مسيّراتها".

وفي ما إذا كان الرد على مقتل شكر قد انتهى، قال نصرالله إن الحزب سيعكف على جمع معلومات عن نتيجة هجماته "مع تكتم العدو عما جرى في هاتين القاعدتين خصوصا جليلوت".

وأضاف "إذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصودـ فسنعتبر أن عملية الرد على اغتيال" شكر "قد تمت"، موضحاً في الوقت ذاته أنه "إذا كان الرد أوليا وبحاجة لاستكمال، فهذا يأتي وقته في وقت متأخر ولاحق".

وأثار التصعيد الأخير قلقا دوليا، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العام يشعر "بقلق عميق" إزاء التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية ويدعو الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية على الفور.

وأضاف دوجاريك في بيان "هذه الإجراءات تعرض الشعبين اللبناني والإسرائيلي للخطر، فضلا عن تهديد الأمن والاستقرار الإقليميين".