نصرالله ينكر التبعية للقرار الايراني ويؤكدها في آن

زعيم حزب الله مقدما صورة مرتبكة وغير واقعية عن الحزب الذي أسسته ايران وتموله: طهران تقرر طبيعة الرد على مقتل سليماني ونحن نقرر. نحن مستقلون.

بيروت – حاول زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الاحد إظهار الحزب على انه مستقل عن القرار الايراني فيما يخص الرد على مقتل القائد العسكري قاسم سليماني، لكنه قدّم صورة مرتبكة وغير واقعية عن طبيعة العلاقة بين الحزب والجمهورية الاسلامية.
وتسود حالة من التوتر بين ايران والولايات المتحدة ومخاوف من شن هجمات انتقامية ضد المصالح الاميركية والاسرائيلية بواسطة الميليشيات التابعة لايران، على غرار حزب الله.
وتدعم ايران وتمول وتسلح الحزب الذي اسسته في ثمانينيات القرن الماضي. وسبق ان اقر نصرالله بأن الحزب ممول بالكامل من الجمهورية الاسلامية.
وقال نصر الله في كلمة بثتها قنوات لبنانية إن "محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة الكبيرة. وأميركا افترضت أنها باغتيال الحاج قاسم ستضعف إيران ومحور المقاومة لكننا نعرف كيف نحول التهديد إلى فرصة".
وفي 3 يناير/كانون الثاني 2020 قُتل كل من سليماني الذي كان قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبومهدي المهندس في غارة جوية أميركية استهدفت سيارة كانا يستقلانها قرب مطار بغداد.
واضاف نصر الله ان "البعض يفترض أن إيران ستعتمد على أصدقائها بالرد. لكن إيران إذا أرادت أن ترد فهي سترد عسكريا وأمنيا".

نصرالله: ايران ليست ضعيفة وهي قادرة على الرد
نصرالله: ايران ليست ضعيفة وهي قادرة على الرد

واعتبر ان "إيران ليست ضعيفة بل قوية وهي تقرر كيف ترد ومتى ترد. وأصدقاء إيران هم من يقررون إذا أرادوا الرد على جريمة الاغتيال".
وقال ايضا ان "هناك قلقا كبيرا اليوم في المنطقة والخليج وكذلك في إسرائيل التي أعلنت رفع الجهوزية" بسبب الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.
من جهة أخرى، اتهم نصر الله وسائل إعلام لبنانية بتحريف تصريح لقائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده حول دعم لبنان بالقدرات الصاروخية لمواجهة إسرائيل.
وقال نصر الله "قامت وسائل إعلام لبنانية بتحريف كلام المسؤول الإيراني حاجي زاده" و"هناك من يمتهن التزوير والتحريف"، دون مزيد من التفاصيل.
واضاف "صحيح نحن في لبنان جبهة أمامية وغزة أيضا جبهة أمامية. حاجي زاده لم يقل إننا جبهة أمامية لإيران بل جبهة أمامية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
لكن حاجي زاده صرح في مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزب الله السبت بأن "كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة".
وغداة هذا التصريح قال الرئيس اللبناني ميشال عون عبر تويتر الأحد إنه "لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره".
وعون وحزبه التيار الوطني الحر هم من أبرز حلفاء حزب الله. وفي ما يبدو أنه تعليق على تغريدة عون قال نصر الله إن "المقاومة في لبنان هي من أكثر المقاومات في التاريخ استقلالا".
والى جانب الازمة الاقتصادية الخانقة، يعاني لبنان أزمة سياسية تتمثل في الفراغ الحكومي منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي، الذي دفع حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب للاستقالة.
وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد اعتذار سلفه مصطفى أديب بسبب تعثر مهمة تأليفها، لاسباب تتعلق بشروط حزب الله وحلفائه وتمسكهم بوزارات رئيسية.