نظامك الغذائي قد ينادي سرطان الرئة

دراسة حديثة تجد أن تراكم الغليكوجين، الناتج عن نظام غذائي غني بالكربوهيدرات والدهون، يساهم في نمو وانتشار بعض انواع اورام الجهاز التنفسي الخبيثة.

واشنطن - ليس سرا أن الحفاظ على نظام غذائي غني بالكربوهيدرات والدهون ليس الخيار الأكثر صحة للجسم، لكن، وحتى وقت قريب، كانت زيادة الوزن، ومشكلات الكوليسترول، والسكري، وغيرها من المشكلات المرتبطة بالوزن تُعدّ أبرز النتائج السلبية للنظام الغذائي الرديء.

إلا أن أبحاثًا حديثة نفلها موقع "ديلي ميل" كشفت أن "الغليكوجين" – وهو الجزيء الذي يخزن الغلوكوز – يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لسرطان الرئة.

وهذا يعني أن نظامك الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات قد يؤدي، بشكل محتمل، إلى هذا المرض القاتل.

يُعدّ "أدينوكارسينوما الرئة" نوعًا من سرطان الرئة غير صغير الخلايا، ويشكّل 40 بالمئة من جميع أنواع سرطان الرئة لدى البشر.

وقد وجدت الدراسة، التي اعتمدت على عينات من أنسجة بشرية، أن من يعانون من هذا النوع من السرطان لديهم مستويات أعلى بكثير من الغليكوجين.

وعندما تم اختبار ذلك على الفئران، اكتشف الباحثون أن وجود كمية أكبر من الغليكوجين سهّل انتشار السرطان ونموه بوتيرة أسرع.

أما عند محاولة التخلص من الغليكوجين، فقد لاحظ الباحثون أن نمو الأورام أصبح محدودًا. وإذا ترجمنا ذلك إلى الطعام، فإن الغليكوجين يتكوّن من الكربوهيدرات.

فعندما نمارس الرياضة، يستخدم الجسم هذا الغليكوجين كمصدر للطاقة.

لكن في حال عدم استخدامه، يُخزَّن في الجسم للاستخدام لاحقًا.

يخزَّن في الجسم للاستخدام لاحقًا اذا لم يستخدم

الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالكربوهيدرات والدهون، يُنتجون فائضًا من الغليكوجين.

وقد شدّدت هذه الدراسة على أهمية الجمع بين هذين العنصرين، إذ قسّم الباحثون الفئران إلى مجموعات: واحدة بنظام غني بالكربوهيدرات، وأخرى بالدهون، وثالثة تجمع بين الاثنين، ورابعة ضابطة (مرجعية).

وقد أظهرت المجموعة التي تناولت مزيجًا من الدهون والكربوهيدرات أعلى معدلات لنمو سرطان الرئة مقارنة بالمجموعات الأخرى.

وليس هذا أول بحث يربط بين النظام الغذائي السيئ وبعض أنواع السرطان – فالعلاقة مع النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات والدهون تمّ تناولها في سياقات سابقة، خصوصًا فيما يخص سرطان البنكرياس أو الكبد.

لكن الغليكوجين بات يُعتبر سمة من سمات الخلايا السرطانية، ومع توجّه العلماء نحو دراسة علاقته بالسرطان، فإن الحاجة لا تزال قائمة لمزيد من الأبحاث.

وهذا ينطبق أيضًا على سرطان الرئة، لا سيما أن المستويات المرتفعة من الغليكوجين لم تُرصد في أنواع أخرى من سرطان الرئة باستثناء أدينوكارسينوما.

لكن ما هو مؤكد هو أن ثمّة علاقة قائمة بالفعل – ومن الضروري اعتماد خيارات غذائية صحية لتجنّب أمراض خطيرة مثل سرطان الرئة.

ومن الحكمة استهلاك اللحوم الحمراء والكحول، وهما من المساهمين في النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات، باعتدال.

فرئتاك وسائر جسمك سيشكرانك على ذلك.