نظام المرشد في مهب عاصفة الاحتجاجات

تفاقم مظاهر العنف وارتفاع في عدد القتلى والسلطات تقيّد الوصول إلى شبكة الإنترنت.
بايدن يعلن الوقوف إلى جانب "شعب إيران الشجاع"
بريطانيا للإيرانيين "يمكنكم التخلي عن طموحاتكم النووية والتوقف عن قمع الأصوات"
أعداد القتلى في إيران لا تتوقف عن الارتفاع
طهران

تتوسع رقعة الاحتجاجات في إيران لليوم السادس على التوالي في منحى تصاعدي ينذر بإصرار على مزيد من التصعيد داخليا وخارجيا مع صعوبة التكهن بمآلات الوضع الأمني المنفلت.
وأفادت حصيلة رسمية نُشرت الخميس، بأن 17 شخصا قُتلوا بينهم ثلاثة من عناصر الأمن منذ بدء التظاهرات وسط شكوك إزاء تعمد السلطات التعتيم على العدد الحقيقي للضحايا، في الوقت الذي ذكرت فيه منظمة حقوقية غير حكومية أن عدد القتلى بلغ 31 وانها حصيلة قابلة للارتفاع في ظل حملة قمع غير مسبوقة.

ودعا الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية في البلاد اليوم الخميس إلى محاكمة "الذين ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات" عن واقعة وفاة امرأة شابة في حجز للشرطة والتي أثارت احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.

وقال "طلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك في الشارع والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر والتعامل معهم بكل حسم".

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأنه من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة غدا الجمعة. وقالت افتتاحية صحيفة كيهان المتشددة "إرادة الشعب الإيراني هي: لا تتركوا المجرمين".

وأبلغت وكالات الأنباء عن مقتل شرطييْن طعنا بالسكين الأربعاء في كل من تبريز ومشهد شمال غرب البلاد، وقُتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز في الجنوب. 
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن رقعة الاحتجاجات امتدت إلى 15 مدينة كبرى، مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرقت حشودا جمعت قرابة ألف شخص.
واندلعت الاحتجاجات العنيفة الأعنف منذ 2019، عقب وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما الأسبوع الماضي، بعد أن ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا للوقوف على سبب الوفاة.
وتركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، ثم شملت العاصمة طهران وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء إيران.
وأضرم محتجون النيران في طهران ومدن إيرانية أخرى شملت مراكز للشرطة.
وعبر المحتجون على غضبهم إزاء المرشد الأعلى علي خامنئي، رافعين شعارات تنادي بموت المرشد.
وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "الموت للديكتاتور" و"نساء، حياة، حرية" و"لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة"، وفق مقاطع الفيديو التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رغم القيود المفروضة على الإنترنت.
وأفادت تقارير لمنظمة "هنجاو" الكردية الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقرا لها، أن ثلاثة متظاهرين قُتلوا على أيدي قوات الأمن الأربعاء، ليرتفع عدد القتلى بحسبها إلى 17. 

أنونيموس تستهدف أكثر من 300 كاميرا مراقبة للنظام الإيراني وتخترق مواقع إلكترونية لمؤسسات رسمية

ونفى المسؤولون ضلوع السلطات في قتل المحتجين، مشيرين إلى أنهم "ربما قتلوا برصاص مسلحين معارضين".
ويلاحظ المراقبون أن النساء يلعبن أدوارا بارزة في الاحتجاجات، عبر التلويح بأغطية رؤوسهن أو حرقها، وتقوم بعضهن بقص شعورهن في الأماكن العامة.
وأبلغ موقع "نت بلاكس" الذي يراقب اضطرابات الإنترنت حول العالم عن تعمّد النظام إلى تعطيل الوصول إلى شبكة الإنترنت في العديد من المدن، وتقييد الوصول إلى انستغرام وواتساب.
وأعلنت مجموعة أنونيموس، الناشطة في مجال القرصنة الإلكترونية الأربعاء، أنها شنت هجمات إلكترونية على مواقع حكومية إيرانية، مؤكدة في مقطع مصور أنها تدعم المحتجين على وفاة أميني.
وأكدت أنونيموس أنها تمكنت من تعطيل موقعيْ الحكومة الإيرانية ووكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية والموقع الوطني للحكومة الذكية.
وأعلنت أنها استهدفت أكثر من 300 كاميرا مراقبة للنظام الإيراني. وقالت إنها اخترقت مركز أبحاث الطب الشرعي الإيراني وحصلت على قاعدة بياناته. كما أعلنت اختراق موقع رئاسة الجمهورية الإيرانية وموقع البنك المركزي ووزارة الثقافة.
ونشرت مجموعة أنونيموس على حسابها صورا لأميني وللاحتجاجات في إيران، مؤكدة أنها "لن تسمح بإسكات المواطنين، ولا ببقاء الحكومة الإيرانية على الإنترنت".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الوقوف إلى جانب "شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات"، فيما شهدت عدة مدن عالمية مظاهرات تندد بالقمع الممارس ضد المحتجين الإيرانيين.

أمنستي تندد بالاستخدام غير القانوني للرصاص والكرات الفولاذية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين

وأكد بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد وقت قصير على كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، التضامن مع "الذين يتظاهرون دفاعا عن أبسط حقوقهم".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه طلب من رئيسي في اجتماع معه، الثلاثاء، على هامش انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة إظهار "احترام لحقوق المرأة".
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي لوكالة الصحافة الفرنسية في نيويورك، "يجب أن يتنبه القادة الإيرانيون إلى أن الناس غير راضين عن الاتجاه الذي سلكوه"، معلقا "يمكنهم التخلي عن طموحهم بالحصول على أسلحة نووية، يمكنهم التوقف عن قمع الأصوات داخل بلادهم، يمكنهم وقف أنشطتهم المزعزعة للاستقرار".
وشجبت منظمات حقوقية دولية القمع، معبرة عن قلقها إزاء تهديد السلطات الإيرانية للحريات والحقوق الفردية.
ونددت منظمة العفو الدولية "أمنستي" بـ"القمع الوحشي" و"الاستخدام غير القانوني للرصاص والكرات الفولاذية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين".
وقالت منظمة المادة 19 الحقوقية ومقرها لندن، إنها تشعر "بقلق بالغ إزاء تقارير عن الاستخدام غير القانوني للقوة من جانب الشرطة وقوات الأمن الإيرانية".
وطالب الحرس الثوري الإيراني الخميس، السلطة القضائية بمحاكمة "من ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات"، معتبرا أنه هؤلاء "يعرّضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر ويجب التعامل معهم بكل حسم".