نقمة أكبر على تركيا تطبع مشاعر الأرمن في ذكرى المذابح

الذكرى الـ106 تمر بعد أشهر على خسارة أرمينيا "المذلة" أراضي في ناغورني قره باغ اثر أسابيع من القتال مع أذربيجان المدعومة من تركيا.
30 دولة والاتحاد الأوروبي تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن على يد العثمانيين
قرار متوقع من بايدن لوصف الأحداث على أنها إبادة جماعية

يريفان - تدفّق آلاف الأرمن السبت إلى نصب تذكاري على تلة في العاصمة يريفان في الذكرى السادسة بعد المئة للمجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
واعترف الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رسميا بالمجازر التي طالت 1,5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية على أنها "إبادة جماعية"، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التأزّم في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي.
وطوال عقود مارست الجالية الأرمنية ضغوطا للحصول على اعتراف دولي بأن ما تعرض له 1,5 مليون أرمني "إبادة جماعية".
واعتبرت نحو ثلاثين دولة والاتحاد الأوروبي ما حدث "إبادة جماعية" في حين ترفض تركيا هذا الاتهام بشكل قاطع.
كما طالبت يريفان تركيا بتعويضات مالية وبإعادة حقوق الملكية لأحفاد الذين قتلوا في المجازر في 1915-1918.

كراهية الأرمن جوهر القومية التركية

وإن كانت تركيا وريثة الإمبراطورية بعد تفككها عام 1920، تقر بوقوع مذابح، إلا أنها ترفض توصيفها بالإبادة.
وازدادت مشاعر الغضب من تركيا في صفوف الأرمن الذين حملوا الشموع والأزهار السبت وشاركوا في المسيرة السنوية لإحياء ذكرى ضحايا المجزرة.
لا تزال أرمينيا تحت وقع الصدمة جراء هزيمتها العام الماضي في حربها مع أذربيجان حول جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه والتي دعمت أنقرة فيها حليفتها باكو.
ووصف رئيس الوزراء نيكول باشينيان الحرب التي اندلعت في أيلول/سبتمبر وانتهت بعد ستة أسابيع بفضل وساطة روسية أدت إلى وقف لإطلاق النار بأنه "عدوان أذربيجاني-تركي سعى إلى محو آثار الأرمن" في قره باغ.
واعلن في بيان أن "سياسة تركيا التوسعية الخارجية والتطلعات للاستيلاء على أراضي أرمينيا خير دليل على إعادة إحياء أيديولوجية الإبادة الجماعية التي تنتهجها". وأضاف "كراهية الأرمن جوهر القومية التركية ويمكننا أن نرى اليوم أكثر مظاهرها المثيرة للاشمئزاز في أذربيجان".
وإمداد تركيا الجيش الأذربيجاني بالأسلحة أتاح له تحقيق نصر حاسم في الحرب.
وبموجب اتفاق هدنة -اعتبر في أرمينيا بأنه إذلال وطني- تنازلت يريفان لباكو عن أراض واسعة كانت تحت سيطرتها منذ عقود.
وصرح المتقاعد سونيك بيتروسيان (72 عاما) لوكالة فرانس برس "الجراح القديمة تنزف مجددا" مشيرا إلى الحرب التي أودت بحياة ستة آلاف شخص.
وأضاف وهو يضع اكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للإبادة الأرمنية "على الأرمن أن يتحدوا لتخرج بلادنا قوية من هذه الصعاب".
ومساء الجمعة ضمت مسيرة 10 آلاف شخص حملوا المشاعل وساروا في وسط يريفان في الذكرى السنوية للمجزرة شارك فيها ناشطون من حزب داشناكتسوتيون القومي وأحرقوا الأعلام التركية والأذربيجانية.