نوال السعداوي وتمزيق الهوية

السجل النضالي لنوال السعداوي يُغني عن الدفاع عنها ويخرس أي صوت ودون أي عناء أو جهد من أن ينال من مكانتها وتاريخها واعتبارها الشخصي وأفكارها التحررية.
نوال السعداوي لم تدعُ بشكل صريح إلى تأسيس دولة علمانية في مصر
جسارة نوال السعداوي كامرأة في مجتمع وفي ظل نظام قومي ــ ديني استبدادي قلّ نظيرها

كُتب الكثير عن رحيل المناضلة الجسورة والثورية نوال السعداوي، وهناك المئات من الأصوات إن لم نقل الآلاف دوت لتدافع بضراوة ضد تخرصات الإسلاميين بمختلف مشاربهم، إذ يتصدرهم أساتذة وأسياد الدواعش في العالم وهم الإخوان المسلمون الذين أفردوا ساعات من فضائياتهم الممولة من دولة قطر وتفرش أراضي إسطنبول لتبث منها، مثل فضائية (الشرق) و(مكملين) وغيرها، إلى جانب تجنيد شبكات التواصل الاجتماعي وإطلاق عشرات الفيديوهات لنشر شماتتهم وبهجتهم برحيل من كانت شوكة مستعصية في أفواههم. 
إن السجل النضالي لنوال السعداوي يُغني عن الدفاع عنها ويخرس أي صوت ودون أي عناء أو جهد من أن ينال من مكانتها وتاريخها واعتبارها الشخصي وأفكارها التحررية. إلا أننا في هذا المقال لا نذهب إلى ما ذهبت إليه تلك الأصوات من مقالات وخواطر وأشعار وكلمات وتعليقات بصواب بالدفاع عن نوال السعداوي، بل سنسلط الضوء على أكثر الموضوعات التي أقضتْ مضاجع الإسلاميين في أفكار وكتابات وتصورات السعداوي.
قبل كل شيء لا بد من أن نذكر؛ أن زوبعة الفرح والسرور التي أشعلتها الجماعات الإسلامية بمناسبة رحيل نوال السعداوي هي جزء من إعادة إنتاج وجودها السياسي وبعث أفكارها وتجديد هويتها أمام المجتمع، وهذه الزوبعة هي الوجه الآخر لسياستها عندما تقوم بتفجيرات إرهابية في باريس وبروكسل وإسطنبول والقاهرة وبغداد أو الهجوم بالسكاكين على المارة الأبرياء في شوارع إحدى المدن الأوروبية، مع الاختلاف بالآليات أو طريقة التعبير، أي بمعنى آخر إن ما ذهبت إليه الجماعات الإسلامية من الاحتفال برحيل السعداوي وشماتتهم ليس منبعُها أخلاقيا أو كما يصورها عدد من مخالفيهم بأنهم عديمو الأخلاق، ببساطة من يقتل الأبرياء ويسبي النساء ويفتخر بوحشيته، وعندما يذبح الأسرى أمام الكاميرات ليبثها مصوروهم على وسائل الإعلام المختلفة دون أي حياء، فلا ينتظر منه أن يكون معياره أخلاقيا بالمعنى الإنساني. أي إذا وضعنا المعيار الأخلاقي هو نفسه المعيار الإنساني بالنسبة للحكم على الأحداث والمواقف والأشياء، فإننا بهذا قد ظلَّلنا المجتمع تجاه هذه الجماعات.

Arab thought
من مؤلفات السعداوي

ولذلك فإن الجماعات الإسلامية تعتبر الموت حقًّا بنفس القدر يعد كونه قصاصا عادلا على كل من يخالفها. وليس مهما أن السعداوي أو غيرها ماتوا أو رحلوا عن الحياة بسبب خلل فسيولوجي في جسم الإنسان، وخاصة أننا نعرف أن من يصل إلى عمر السعداوي وهي بالتسعين عاما، فلا بد من حكم الطبيعة أن يصدر وسيكون ساريا على البشر كما هو على الحيوانات والكائنات الحية وبغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية! ففسلجة الجسم البشري بعد سن الأربعين تتسارع عملية الهدم فيها بوتيرة أعلى، بينما تتباطأ عملية النمو إلى حد التوقف بشكل نهائي. إلا أن منهجية الإسلاميين لا تبالي لهذه الآلية أو الميكانزيم وحتى الأطباء البشريون منهم، طالما أنها تعمل مع أحد مخالفيهم ومنتقديهم، ويتناسون أنهم هم أيضاً، في طريق الزوال. فقبل ثلاثة عقود من رحيل السعداوي وضعت هذه الجماعات التي تترنح من شدة السعادة اسم السعداوي في قائمتها للتصفيات الجسدية. إلا أنهم لم يفلحوا في تلك المرحلة بينما رحلت عن الحياة اليوم، فلا بأس من الاحتفال برحيلها، بعبارة أخرى أن عقيدة الموت أو الاستحواذ على حياة الآخرين تعد جزءا من منهجية الجماعات الإسلامية، لأنها تريد ببساطة الاستفراد بحياة الدنيا دون أية منغصات، فالرقص على معزوفة الموت جزء لا يتجزأ من منهجيتهم وعقيدتهم. 
السعداوي والنظام القومي في مصر
نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، هي أن السعداوي لم تكن فقط خصما جسورا للتيارات الإسلامية وتقاليدها المنتمية لمرحلة ما قبل الإنسانية وأعرافها الوحشية، بل كان ينظر إلى أفكارها وتصوراتها ومنهجها التحرري في قضية المرأة كونها معادية للنظام القومي الحاكم سواء كان ناصريا أو ساداتيا أو مباركا أو سيسيا. ومن يتابع سيرتها النضالية يجد أن عداء القوى الإسلامية لسعداوي لا يختلف عن عداء القوميين لها إلا من حيث درجة الشدة. فمن وضع السعداوي في السجن هو نظام السادات، وفي عهد مبارك، كانت هناك مطالبات لإسقاط الجنسية المصرية عنها ورفع دعوى الحسبة عليها لتفريقها عن زوجها. 
وما بين مبارك والسادات هو نفس النظام العسكري الذي مثله عبدالناصر وختمه عبدالفتاح السيسي. وإن من تجرّأ على حبس السعداوي ورفع دعوى الحسبة عليها لتفريقها عن زوجها، هو نفس القانون الذي فرق حامد نصر أبوزيد عن زوجته، أو من وجه تهمة ازدراء الأديان إلى السعداوي، وكل هذه المعطيات تدلل دون لبس أو الغرق في أية أوهام، بأن القوميين والإسلاميين وجهان لعفونة واحدة تجاه قضية المرأة، ولكن شماتة القوميين في رحيل السعداوي هي الأقل مقارنة بالإسلاميين، لأنه فرصة لتشديد الهجمة الدعائية والسياسية من قبل القوميين ضد الإسلاميين في خضم صراعهم المفتوح على السلطة.
صحيح أن نوال السعداوي لم تدعُ بشكل صريح إلى تأسيس دولة علمانية في مصر، واستبدلت مقولة العلماني بالمدني حيث طالبت بمجتمع مدني ودعت إلى فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، وهذا ما لم يسر النظام القومي في مصر، فالمعروف عن هذا النظام بأنه عبَّدَ الطريق لتقوية الأفكار الإسلامية ومؤسساتها الدينية مثل الأزهر، وهو الذي فرض الدراسة الإجبارية للدين أو التربية الاسلامية في المناهج الدراسية بالإضافة إلى بناء الجوامع والمساجد لتصل إلى عشرة آلاف مبنى في زمن نظام عبدالناصر ــ وقد فعل نظام صدام حسين أيام الحملة الإيمانية في عام ١٩٩٦ الفعل ذاته ــ  وحوّل الأزهر إلى غول في المجتمع المصري عبر تمويله ودعمه المادي والمعنوي، ومثلما هو معروف للقاصي والداني عن مناهج الأزهر، تنظر فكريا وسياسيا واجتماعيا لدونية المرأة وتحقيرها، إلى جانب التنظير للإرهاب، وكلنا نتذكر كيف أن الأزهر رفض إدانة داعش بعد السيطرة على الموصل في يونيو/حزيران من عام ٢٠١٤ بذريعة أنهم من نفس الفصيلة، وأنهم كانوا على صواب في قرارهم. ويذكر في الوقت الذي كان فيه السفير الأميركي في القاهرة يجند شباب مصر ويرسلهم إلى محرقة الحرب لنصرة الإسلام وإلحاق الهزيمة بالكفار والملحدين عند دخول الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في نهاية العقد السابع من القرن المنصرم، كان الأزهر يسطّر تنظيراته الفكرية والدينية لتعبئة الشباب (المسلم) وإعدادهم لدائرة تجنيد السفير الأميركي، وكانت المؤسسة السياسية الحاكمة في حينها تتمركز في الخندق الأميركي الذي شرع بمنح مالية تقدر بـ ٢ مليار دولار سنويا للطبقة الحاكمة في مصر أسوة بإسرائيل، بُعيد اتفاقية كامب ديفيد. 

وهذا يكشف عن الوحدة القائمة بين الأزهر والنظام العسكري القومي المصري، وأنهما مؤسسة واحدة للدفاع عن سلطة قهرية ضد المجتمع الذي كان ضحيتها بالدرجة الأولى المرأة، وفي ظل هذا النظام الاستبدادي والقروسطي، وقفت نوال السعداوي لتجابه هذا الكم من الترهات والخزعبلات الفكرية والاجتماعية مدعومة بمجموعة من القوانين التي سنتها الدولة القومية المصرية، ولذلك حرصت الدولة المصرية كمحاكم وقوانين في دعم رجالات الدين والدعاة الإسلاميين وفتاويهم ضد المرأة سواء كان أزهريا أو خريجا من الأزهر لينضم إلى الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية الأخرى. 
إن السخرية تكمن بأن رجالات الأزهر أو المحسوبين عليهم عندما يصدرون أية أحكام أو فتاوى معادية لذلك الكاتب أو الممثل أو المنشور أكان مقال أو رواية أو كتاب لا يوجد هناك قانون يحاسبهم، بينما نجد عشرات القوانين تحاسب كل من انتقد الأزهر أو الدين الإسلامي.
إن الاستدلالات المذكورة تثبت بشكل جازم؛ أن الصراع القائم اليوم بين النظام العسكري القومي المصري وبين الإخوان المسلمين ليس صراعا من أجل تحقيق المساواة والحرية والرفاه، بل صراع بين جناحين من داخل العائلة البرجوازية الواحدة، لبناء نظام رأسمالي يتلاءم مع التغييرات والتحولات الاقتصادية والسياسية العالمية، وإن الدين الذي وقفت نوال السعداوي ضده، لفصله عن الدولة هو الأساس الإيديولوجي لكلا الطرفين، وهذا يفسر سن قانون "ازدراء الأديان" في عهد السيسي للجم التيار التحرري الذي كان العصب الرئيسي في الثورة المصرية والحيلولة دون التفكير بصوت عال لضرب معاقل التخلف والرجعية والاستبدادية التي يستند عليها النظام القومي العسكري المصري. بينما يتفق الطرفان على تشديد ظروف عمل العامل، فنجد أن نظام السيسي أول من فرض المحاكم العسكرية على العمال في حال أي اعتراض أو احتجاج يوقف دولاب العمل ويؤثر على أرباح المؤسسة العسكرية التي تمسك بكل مفاصل المجتمع وهي الممثلة الرسمية للبرجوازية في مصر، وطبعا استعباد المرأة جنسيا واقتصاديا واجتماعيا بقدر ما أنه يخدم بقاء الدين الإسلامي والدفاع عنه كأيديولوجية لتخدير المجتمع اذا لم نقل تضليله وجزء من سياسة سحب النفوذ الاجتماعي للإسلاميين، فإنه بنفس القدر أيضاً يعتبر التمييز ضدها وإبقاء مكانتها الدونية على جميع الصعد بما يدر ربحا إلى خزينة الدولة البرجوازية، هذه الوحدة بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية هي من وقفت ضدها نوال السعداوي.
السعداوي و الهوية عند الإسلاميين
إن منهجية استعباد المرأة هي مسألة هوية بالنسبة للإسلاميين، وليس مهما من قال إن الإسلام أعطى حق المرأة ولكن هذه الجماعات “المتشددة” شوهوا الإسلام، أو أن الإسلام المحمدي لم يكن هكذا، أو أن الحجاب غريب عن الإسلام وإن محمدا (صلى الله عليه وسلم) لم يدعُ إلى حجاب النساء ولكن خصّ زوجاته، أو أن الحج تقليد وثني كما تصفه نوال السعداوي في كتاباتها، أو يذهب بعض الكتاب أن تاريخ الإسلام هو مختلق، وليس هناك دين اسمه "إسلام"، وكل القصص والروايات عن الإسلام وأبطاله من نسيج الخيال، كل هذا لا ينهي تطاولات الإرهاب الإسلامي وأدواته ومذاهبه في المجتمع وبغض النظر عن صحته من عدم صحته، فالمهم اليوم هناك صراع بين جناح متمدن وإنساني وتقدمي وتحرري وجناح آخر رجعي ووحشي ولا يمت بأية صلة إلى الإنسان والإنسانية، وقضية مساواة المرأة التامة مع الرجل تطرح نفسها بقوة في خضم هذا الصراع في المجتمعات البشرية وخاصة في المجتمعات التي وجدت الجماعات الإسلامية البيئة الخصبة لحضانتها. أي أن ميدان المواجهة اليوم مع تلك الأجنحة الرجعية الاسلامية هو ميدان السياسة، وهو الذي يحسم وجود الإسلام السياسي الفكري والاجتماعي في المجتمع، مع التأكيد على أهمية النضال الفكري ضد الأيديولوجية الإسلامية لهذه الجماعات. 

Arab thought
امرأة مسكت بالمعول لتهديم كل التابوهات 

إن الحفاظ على دونية المرأة جزء من الهوية الأيديولوجية والسياسية للقوى الإسلامية بمختلف تصنيفاتها سواء كانت سنية أو شيعية، متشددة أو معتدلة، متطرفة أو مهادنة، من هنا علينا البحث في ثنايا أفكار نوال السعداوي التي اختلفت عن كل الذين هدرت دماؤهم من الكتّاب والأقلام وحتى الممثلين أو صدرت عليهم أحكام قاسية من قبل، سواء كجماعات إرهابية أو مؤسسات مثل الأزهر أو الدولة المصرية بدءا من علي عبدالرازق وطه حسين ونجيب محفوظ وحامد نصر أبوزيد وفرج فودة والسيد القمني ووحيد حامد وعادل إمام والعشرات غيرهم. إن ما ميز السعداوي عن بقية الكتّاب والأقلام المعروفة، أنها ذهبت أبعد من مسالة حرية الرأي والفكر والعقيدة والحرية السياسية وتجديد الإسلام، ولذلك نجد شدة غضب المؤسسة الدينية والسياسية.
إن السعداوي وضعت علامة استفهام عظيمة على إنسانية المجتمع برمته، قضية طرحتْ فيها سؤالا واضحا وكبيرا عن مصادر أحقية المجتمع الذكوري والأسس التي تستند إليها؟ وضعت كل الفلسفة والفقه والتاريخ والفكر الإسلامي الذي يبرر استعباد المرأة واستلاب إنسانيتها، في محل شك سلبي، وقلبت كل المعادلات الذكورية في المجتمع على رأسها. إن السر يكمن في تلك الهجمة على  السعداوي، هي أنها حاولت تمزيق هوية الإسلاميين، هوية الاستعباد الجنسي للمرأة، وقد نجحت في مساعيها تلك. وأنها لم تقف عند هذا الحد، بل راحت تتحدث بصوت عال وجريء بأن للمرأة الحق بالمتعة الجنسية كما هو للرجل، وراحت تكشف بشكل علمي في كتبها (الرجل والجنس، المرأة والجنس، الأنثى هي الأصل، الوجه العاري للمرأة العربية) التي كانت مقدمة لهيجان القوى القومية والإسلامية والمحافظة ضد نوال السعداوي، بأن بقدر ما الرجل بحاجة إلى الجنس بنفس القدر المرأة بحاجة إلى الجنس. وليس هذا فحسب بل ذهبت لتهدم بالمعاول الفكرية والعلمية والاجتماعية الجدار التاريخي المُسلم به للحقوق الاحتكارية للرجل والمجتمع الذكوري، وراحت تعرض تلك الحقانية المزيفة التي انتزعها المجتمع الطبقي إلى هتك واسع. تلك الحقوق متمثلة في قوامة الرجل على المرأة وتعدد الزوجات وغشاء البكارة والختان. فإذا كان للرجل الحق بالمتعة الجنسية المطلقة بتعدد الزوجات، فالسعداوي أثبتت وفي كتبها العلمية أن حاجة المرأة الجنسية متساوية مع الرجل إذا لم نقل هي الأعلى منه، وإن جسد المرأة فسيولوجيا لا يختلف عن جسد الرجل، وباستدراج منطقي إذا قبل الرجل بتعدد الزوجات فيجب على المجتمع بقبول تعدد الأزواج. إلا أن السعداوي لم تقل ذلك لكن حرضت المجتمع وهزت كل أركانه ووضعت الهوية الإسلامية الذكورية والقائمة على الاستعباد الجنسي للمرأة في مهب الريح.
وإذا ما دققنا في موضوعة المرأة والجنس عند كل الجماعات الإسلامية بمختلف مذاهبها، فإن إباحة المرأة جنسيا، مسألة محورية في عقائدهم، ولذلك تفرعت منها اجتهادات وتنظيرات لتبرير أشكال من الإباحية الجنسية لصالح الرجل، لصالح المجتمع الذكوري وتحت أسماء مختلفة  وهي تعدد الزوجات، الزواج العرفي، زواج المسيار، زواج المتعة. 
إن جسارة نوال السعداوي كامرأة في مجتمع وفي ظل نظام قومي ــ ديني  استبدادي قلّ نظيرها. فهي أول امرأة مسكت بالمعول لتهديم كل التابوهات التي تحط من قيمة المرأة، وهي من مهدت الطريق كي تتحول قضية المرأة في مصر ومنطقتنا إلى قضية عالمية، وتكون مصدر إلهام لنضال الملايين من النساء يدا بيد مع الرجال التحرريين في المنطقة من أجل المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل، إنها من أمسكت أول معول لتحفز اليوم الملايين من الأحرار لتحمل المعاول  كي تهدم كل الأفكار والتصورات والأحكام القروسطية وتعيد بحَمَلَتها إلى كهوف عصور ما قبل التاريخ.