نيجيرفان بارزاني زعيم صنع حضورا قويا للعراق وكردستان على الساحة الدولية

رئيس اقليم كردستان يلتقي العديد من المسؤولين الاقليميين والدوليين في مؤتمر ميونخ للأمن لبحث ملفات اقليمية هامة خاصة الملف السوري وتعزيز الأمن.
برزاني يدعو الشرع لتعزيز الاستقرار في بلاده من خلال تشريك جميع المكونات السورية
برزاني يعزز العلاقات مع الاتحاد الاوروبي والناتو
رئيس اقليم كردستان يشير لدور الاقليم المحوري في مكافحة الارهاب وتنظيم داعش

برلين - تمثل مشاركة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في النسخة الـ61 من مؤتمر ميونيخ للأمن فرصة حقيقية للعراق والاقليم لصنع حضور قوي في مؤتمر يشارك فيه كذلك العديد من قادة العالم لرسم السياسات المستقبلية في العديد من المجالات منها الأمن والاقتصاد والإعلام.
وتبرز هذه المشاركة أهمية دور أربيل كلاعب إقليمي هام لتحقيق الاستقرار في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة في منطقة الشرق الأوسط فيما يعتقد أن اللقاءات الهامة التي قام بها بارزاني فرصة حقيقية لتعزيز الدبلوماسية لإقليم كردستان وللعراق ككل من خلال تعزيز العلاقات مع العديد من الدول وكذلك المنظمات الفاعلة.
وقام رئيس إقليم كردستان وفق ما نقلته العديد من وسائل الاعلام بمن فيهم موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي بالعديد من اللقاءات الهامة على هامش المؤتمر على غرار مسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا وسوريا، إضافة إلى ممثلين عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والأردن والبحرين.

وكشفت هذه اللقاءات عن الأهمية البالغة للإقليم في تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة مع التغييرات الجذرية الحاصلة في الشرق الأوسط.
وبالتوازي مع حضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مكنت مشاركة نيجيرفان بارزاني في فرض حضور أقوى للعراق وإقليم كوردستان على الساحة الدولية خاصة مع التحولات الدراماتيكية في المنطقة إثر الحربين في قطاع غزة ولبنان وكذلك سقوط النظام السوري السابق وتولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.
واختار برزاني المشاركة بفعالية في مؤتمر ميونيخ لعدة أسباب وجيهة حيث اعتبر المؤتمر منصة لفهم التوجهات الجديدة في السياسة الأميركية، خاصةً في ظل الحرب الأوكرانية والتحولات في علاقات واشنطن مع موسكو بعد عهد ترامب ناهيك عن التطورات المتسارعة في المنطقة.
واستغل رئيس الإقليم المؤتمر للتأكيد على دور كردستان في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل مباشر وغير مباشر.
وتعليقا على هذه المشاركة أفاد الناطق باسم رئاسة إقليم كوردستان، دلشاد شهاب لموقع شفق نيوز "أن مؤتمر ميونيخ يمثل مناسبة سنوية تعقد لمناقشة المسائل الأمنية، حيث تشارك كوردستان في المؤتمر للمرة العاشرة، فيما تُعد مشاركة بارزاني فيه للمرة السادسة".
وأضاف "أن المنطقة تشهد تغيرات سريعة واضطرابات مستمرة، مما يبرز خبرة الإقليم في مكافحة الإرهاب، خاصة في مواجهة تنظيم داعش" حيث أكد على أهمية الملف السوري باعتبار ان هذا الملف "يمثل محورًا حيويًا في اللقاءات، نظراً للتأثير المباشر للصراعات في سوريا على وضع العراق وإقليم كوردستان، خاصةً وأن سوريا دولة جارة تشترك معها في الحدود والمصالح".
وشدد على أن "أن رئيس الإقليم دعا إلى عدم التعامل مع كوردستان كمجرد إقليم ثانوي، بل كجهة استراتيجية رئيسية تحتاج إلى دعم دولي للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، خاصةً في ظل تهديدات الإرهاب والفكر المتطرف التي ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا".
وأبرز رئيس الإقليم اهتمامه الكبير بالملف السوري لانعكاساته المباشر على كردستان وعلى العراق ككل حيث أشار في مؤتمر صحفي بميونيخ إلى أن "المسألة السورية كانت واحدة من المحاور الرئيسية في جميع اللقاءات".
وأيد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد لانعكاساتها الإيجابية على استقرار المنطقة داعيا السلطة السورية الحالية إلى إشراك جميع المكونات في عملية الحكم.
ووجه رسالة ضمنية الى الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع بإمكانية إقامة دور إيجابي لتحقيق استقرار سوريا وتجنيب شعبها مزيدا من المعاناة.
ولم يشترط برزاني تكرار التجربة السياسية العراقية في سوريا لكنه شدد على ضرورة اعتماد نموذج سياسي يحظى بقبول جميع الأطراف السورية ولا تقصي أي مكون.
وسعى رئيس الإقليم لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول العظمى خاصة الولايات المتحدة حيث التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للتأكيد على أهمية العلاقات الثنائية مع واشنطن.

وثمن جهود الإدارة الأميركية الجديدة في إحلال السلام قائلا "ان الإدارة الأميركية الجديدة تنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، مع تركيز الرئيس الاميركي على إنهاء الحروب وإحلال السلام في المنطقة، وهو ما يتماشى مع احتياجات العالم الراهنة".
كما التقى بارزاني أيضًا بالسيناتور إليسا سلوتكين وعضو مجلس الشيوخ كريس فان هولن لبحث ملف الدعم الأميركي للعراق ولكردستان وبأهمية تدريب البيشمركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
كما مثل المؤتمر فرصة لرئيس إقليم كردستان للقاء المسؤولين الاتراك على غرار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وشدد خلال اللقاء على "ضرورة استمرار التعاون بين إقليم كوردستان وتركيا على أساس المصالح المشتركة، خاصةً في مجال الأمن والاستقرار الإقليمي".
ووصف برزاني فيدان في تغريدة على منصة اكس بأنه صديقه قائلا "أن اللقاء تمحور حول مناقشة التطورات الإقليمية الأخيرة وتعزيز العلاقات بين العراق وكوردستان وتركيا".

وشهد اللقاء كذلك بين برزاني والأمين  العام لحلف الناتو مارك روت الكثير من التقدم حيث أكدا على ضرورة دعم الناتو لقدرات البيشمركة، لما لهذا الدعم من دور في حفظ الاستقرار والأمن في المنطقة ومكافحة الخطر الإرهابي.
كما سعى رئيس الإقليم لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين من ألمانيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية خاصة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والذي تناول ملف مكافحة الإرهاب والوضع في السوري كذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية.
واستغل هذه اللقاءات لتعزيز صورة العراق كبلد أساسي لتحقيق الاستقرار الإقليمي خاصة مع التطور الاقتصادي والاستقرار الأمني الذي تم تعزيزه في السنوات الأخيرة.