نيجيريا تنشر فيديو لترامب ردا على منتقديها في مواجهة الشيعة

الجيش النيجيري يردّ على ادانات تتعلق باستخدامه القوة لتفريق محتجين الشيعة بالاستناد إلى شريط فيديو للرئيس الأميركي يقول فيه إنه أمر الجيش الأميركي المنتشر على الحدود مع المكسيك بالرد على المهاجرين إذا رشقوا قواته بالحجارة واعتبار تلك الحجارة بمثابة بندقية.

ترامب يعتبر رشق المهاجرين للشرطة المكسيكية بمثابة بندقية
أبوجا ترى من حقها استخدام القوة بمواجهة المحتجين الشيعة لاستخدامهم مواد حارقة

أبوجا (نيجيريا) - نشر الجيش النيجيري الجمعة تسجيل فيديو يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال إعلانه أن الجنود يمكن أن يطلقوا النار على المهاجرين الذين قد يرشقونهم بالحجارة، وذلك من أجل تبرير إطلاق النار على متظاهرين شيعة هذا الأسبوع.

وقال الجيش النيجيري على موقعه الرسمي على تويتر "الرجاء المشاهدة والقيام باستخلاصاتكم".

ويحذر ترامب في الفيديو من أن الجنود المنتشرين على الحدود المكسيكية يمكن أن يطلقوا النار على المهاجرين من أميركا الوسطى الذين قد يرشقونهم بالحجارة خلال محاولتهم دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية.

ويقول ترامب في التصريحات التي أدلى بها الخميس "لن نقبل بذلك. إذا أرادوا رشق عسكريينا بالحجارة، فإن عسكريينا سيردون".

ويتابع "قلتُ لهم (الجنود) أن يعتبروا ذلك الحجَر بمثابة بندقيّة. إذا رشق المهاجرون حجارة كما فعلوا مع الشرطة والجيش المكسيكيَّين، فأنا أقول اعتبروا أنّ ذلك بندقيّة".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية جون آغيم، إن الجيش نشر الفيديو ردا على انتقادات بأن قواته الأمنية تصرفت بشكل غير قانوني.

وقالت حركة نيجيريا الإسلامية (شيعية) إن 49 من أعضائها قتلوا عندما أطلق عناصر الجيش والشرطة الرصاص الحي على متظاهرين قرب العاصمة أبوجا. وأعلن الجيش في حصيلة رسمية مقتل ستة أشخاص.

وقالت منظمة العفو الدولية الأربعاء إن لديها "أدلة قوية" على أن الجيش والجنود استخدموا أسلحة اوتوماتيكية ضد أعضاء من حركة نيجيريا الإسلامية وقتلوا نحو 45 شخصا في "استخدام بلا ضمير للقوة القاتلة من جانب جنود وشرطة".

وعبرت السفارة الأميركية في نيجيريا الخميس عن قلق واشنطن من تلك الأحداث ودعت لإجراء تحقيق.

وقال آغيم إن "الفيديو نشر ردا على تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم الجيش باستخدام السلاح ضد متظاهرين شيعة مسالمين".

وتابع "لم يستخدموا الحجارة فحسب، بل كانوا يحملون قنابل حارقة ومناجل وسكاكين، لذا نعم نحن نعتبرهم مسلحين".

وأضاف "تدخلنا فقط لأن أعضاء حركة نيجيريا الإسلامية يحاولون إيذاء شعبنا، دائما ما يأتون إلينا... عند نقاط التفتيش الأمنية ويحاولون استفزازنا، بل حتى أحرقوا آلية للشرطة".

ونيجيريا، أكبر اقتصاد في إفريقيا، مقسومة بالتساوي تقريبا بين شمال مسلم غالبيته سنة، وجنوب غالبيته من المسيحيين.

وحذر مراقبون الحكومة من أن ردا مفرطا على الحركة يهدد بإثارة نزاع في منطقة مضطربة يستشري فيها الفقر.

وزعيم الحركة إبراهيم يعقوب زكزكي معتقل منذ 2015 في أعقاب حملة عسكرية أدت إلى مقتل 300 من أنصاره تم دفنهم في مقابر جماعية، بحسب مجموعات حقوقية.

ويواجه زكزكي المعروف بولائه لإيران والذي سبق إن دعا غلى ثورة اسلامية في نيجيريا على غرار الثورة الإيرانية في 1979 التي قادها الخميني وانتهت بإسقاط نظام الشاه، اتهامات بالقتل على خلفية أعمال العنف في 2015. ولا يزال في السجن رغم أمر قضائي بالإفراج المشروط عنه.

والخميس تم توجيه تهمة "إثارة الشغب وتعكير السلام العام والتسبب بأذى" لـ120 من بين 400 عضوا في حركة نيجيريا الإسلامية اعتُقلوا الاثنين، بحسب ما أعلنه مسؤول في محكمة في أبوجا الجمعة.

وتقول وثائق المحكمة إن أوامر وجهت لأعضاء حركة نيجيريا الإسلامية بفض التظاهرة، لكنهم "رفضوا وبدؤوا برشق حجارة على ضباط الشرطة وأفراد آخرين من العامة وسببوا لهم بالتالي أذى جسديا".

وجميع المشتبه بهم أقروا بعدم الذنب وأفرج عنهم بشروط فيما حددت المحكمة جلسة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل.