"نيويورك أبوظبي" تقدم عرضا مسرحيا عبر اتصال هاتفي تفاعلي

يقدم مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط عرض الأداء الحيّ الآسر "ألف طريقة" لشركة "600 هاي واي مين"، وذلك كجزء من موسمه السادس لعروض الأداء المبتكرة، وذلك عبر اتصال هاتفي تفاعلي من 7 حتى 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. 
عرض "600 هاي واي مين"، إحدى أبرز شركات المسرح العالمية يأتي كجزء من سلسلة تضمّ 3 أجزاء تحت عنوان "ألف طريقة"، وذلك وفق سياق يتيح لنا الخروج من العزلة الفردية إلى اللقاء المجتمعي. 
جرى تصميم الجزء الأول من العرض حول إرشادات التباعد الجسدي، وسيبدأ عرضه يوم الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو عبارة عن مكالمة هاتفية بين شخصين، تلتقط الهاتف، فيقابلك أحد ما على الخط، أحد مجهول لا تعرف اسمه ولن تعرف حتى بعد انتهاء المكالمة. إلّا أن شخصية الشريك الغامض ستتجلّى أمامك من خلال لحظات التفاعل العابرة أثناء الاتصال، حيث ستعملان معاً في سياق تعليمات مسجّلة تحوّل تجربة التفاعل الاجتماعي إلى لعبة شيّقة تشبه تلوين الرسومات حسب الأرقام. حيث يظهر أمامنا نوع جديد من المسرح بوجود شخصين فقط يتحدثان عبر الهاتف. نوع يحمل في طياته لقاءً وديّاً مع لحظات عميقة بكل معنى الكلمة. فكل ما نحتاجه يتوافر بين أيدينا، أنت وأنا فقط.
ويطرح عمل "ألف طريقة" الذي يعرض بتكليف مشترك من قبل مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، وستانفورد لايف في جامعة ستانفورد، ومهرجان "ثياتر فورمين" المسرحي، العديد من الأسئلة على جمهوره، وأهم تلك الأسئلة يدور حول كيف يمكننا بناء روابط بشرية جديدة في زمن التباعد الجسدي؟  

يشار إلى أن شركة "600 هاي واي مين" الحاصلة على عدد من الجوائز، قد نجحت في تقديم فنون الأداء الحيّ بأسلوب خاص يلقي الضوء على المشاعر العميقة عند اللقاء بين الأفراد. وتجمع أعمال الشركة بين المسرح والرقص والأداء المعاصر والاجتماع المدني، وتركز على استخدام أساليب مبتكرة لتمكين الجماهير من التفاعل والتواصل.
وأكد بيل براغين المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي أن الأداء الذي يقدمه فريق "600 هاي واي مين" يعد مثيراً للاهتمام، حيث إنه يجعل من الجمهور محوراً للتركيز، مع اهتمام خاص بالأسئلة التي تدور حول مما يتكون المجتمع، وكيف يمكن تصميم التجربة المسرحية بشكل يتيح للجمهور المشاركة في إنشاء العمل مع صانعيه. لقد تأثرت بالعرض التفاعلي الذي قدمته الفرقة تحت عنوان "ذا فيفر"، والذي قدمه مركز الفنون عام 2017، وعندما علمت أنهم يستعدون للعمل على عرض جديد لاستكشاف لحظة العزلة الخاصة التي يعيشها العديد من الأشخاص الآن، والرحلة نحو العودة للتواصل، علمت أننا بحاجة إلى الاستثمار في المشروع بتكليف مشترك، لعرضه أمام العالم". 
وأضاف براغين "هناك مستوى من المخاطرة قد تتعرض لها عند تقديم عمل جديد تماماً، وفي الأوقات التي نبحث فيها عن الجديد، كان فنانو "600 هاي واي مين" هم الفنانين المثاليين لاستكشاف الاحتمالات الجديدة التي تم إنشاؤها بدون مسرح مادي".
نجح شركة "600 هاي واي مين" منذ إطلاقها على يد الثنائي أبيغيل برود ومايكل سيلفرستون عام 2009 في تقديم فنون الأداء الحيّ بأسلوب خاص يضيء على المشاعر العميقة عند اللقاء بين الأفراد. تجمع أعمال الشركة بين المسرح والرقص والأداء المعاصر والاجتماع المدني. كما تطرح مجموعةً متنوعةً من المقاربات الأساسية. لكن، ورغم التنوع في المسارات الإبداعية للأعمال، فإن جميع المشاريع تشترك في نقطة واحدة، تتمثّل في تتبع الحالة المرافقة للقاءات المباشرة بين الأفراد. وكانت صحيفة لو موند قد أطلقت على الشركة لقب الحامل المعياري لصناعة المسرح المعاصر، بينما وصفتها صحيفة ذا نيويورك بأنها واحدة من أفضل شركات المسرح غير التقليدية على مستوى نيويورك. وقد تكلّل نجاحها بتلقي العديد من العروض التعاونية من أبرز المؤسسات الفنية، أمثال المسرح الشعبي ذا بابليك ثياتر، ومعرض تمبل كونتيمبوراري للفن المعاصر، إضافة إلى مهرجان سالزبورغ ومهرجان ثياتر فورمين المسرحي. كما نالت الشركة الكثير من الجوائز أبرزها أوبي وزد كيه بي باترونايز السويسرية، وتم ترشيحها لجوائز نبستروي النمساوية وجائزة ألبرت المرموقة وجائزة بيسيز الشهيرة في نيويورك. بينما حصل الثنائي أبيغيل برود ومايكل سيلفرستون على عضوية الزمالة الفنية من مؤسسة نيويورك للفنون عام 2016.
وكجزء من العرض، يستضيف فريق "600 هاي واي مين" فعاليتين مجانيتين للجمهور ضمن برنامج "خارج خشبة المسرح". وستقام "ورشة عمل المبدعين مع فرقة 600 هاي واي مين" الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول، تليها "محادثة الفنون: كيفية الحفاظ على شركة مسرحية ناجحة" الإثنين 12 أكتوبر/تشرين الأول.