هبة قيّمة تظهر ثراء الرسم العربي في فرنسا

معهد العالم العربي في فرنسا يحصل على هبة مكونة من 1300 لوحة فنية للرسم العربي الحديث والمعاصر من العراق إلى الجزائر.
لوحات فنية في المعرض شاهدة على إرادة الصمود
اللبناني وكلود لاماند يندد بـ'العقلية الطائفية' في بلده
أعمال الفنان المعارض يوسف عبدلكي لا تبتعد عن النزاع في سوريا

باريس – حصل معهد العالم العربي، أحد أهم المؤسسات المعنيّة بالثقافة العربية في فرنسا، على هبة قيّمة هي 1300 لوحة وعمل فني تظهر غنى الرسم العربي الحديث والمعاصر، من العراق إلى الجزائر.
وتضم مجموعة معهد العالم العربي 500 عمل فنيّ، سيُضاف إليها الآن 1300 قطعة أي أكثر من الضعف، وذلك بموجب التبرع السخيّ الذي وقع الاتفاق حوله في الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر.
وكانت هذه القطع من مجموعة جامعَي الأعمال الفنيّة كلود وفرانس لاماند.
وأقيمت ثلاثة معارض مقسّمة بحسب المواضيع، تظهر قسما صغيرا من هذه المجموعة الجديدة، وبدأت هذه المعارض تستقبل الزوار.
وتضم مجموعة لاماند أعمالا لأربعة وتسعين فنانا من ثلاثة أجيال، من بينهم 68 فنانا من العالم العربي.
وفيها 366 ولوحة و239 لوحة أكواريل وغواش، و151 رسما، و41 منحوتة، وغيرها.
ومن بين الفنانين الموجودة أعمالهم فيها عبد الله بناتور ويوسف عبدلكي وضياء العزاوي وإيتيل عدنان وشفيق عبود ومحمد الرواس وعبد القادر غرماز.
وكلود لاماند لبناني شغوف بالتحف، اضطر لمغادرة لبنان في أواخر السبعينيات مع اندلاع الحرب اللبنانية.
وكان من المقرّر أن يفتتح معرضا في باريس في الثمانينيات.
وهو يقدّم نفسه على أنه وريث الفكر اللبناني القائم على حوار الثقافات، منددا بـ "العقلية الطائفية" في بلده وضغوط "قوى كبيرة" تريد تعزيز حضورها في الشرق الأوسط.
وسيستمرّ اثنان من المعارض الثلاثة إلى العاشر من آذار/مارس قبل أن تحلّ محلّهما معارض أخرى تشي هي أيضا بغنى الرسم المعاصر والحديث في الشرق الأوسط.
وهذه الألوان والخطوط الحاضرة في اللوحات لا تشهد على رغبة في الانسحاب تحت ضغط النزاعات، بل على إرادة صمود وعلى نمط حياة مكثّف.

يظهر أحد المعارض "العالم العربي في عيون فنانيه"، كما يدلّ عنوانه، ويُدهش زائره بحضور كافة الأنماط الفنية الحديثة.
ويحمل معرض ثان اسم "رسم للطير الذي لم يوجد"، وهو اسم مستوحى من قصيدة لكلود أفلين، وقد دعي الفنانون إلى الرسم مستلهمين من الطير وما يمكن أن يُبنى حوله من أفكار.
ويقام معرض للفنان السوري المعارض يوسف عبدلكي لا تبتعد مواضيعه عما تعيشه سوريا.
ويقول كلود لاماند "لقد التقينا (رئيس معهد العالم العربي الوزير السابق) جاك لانغ، وتوصلنا على الفور إلى اتفاق على كلّ شيء، علما أن اجتماعنا لم يستغرق أكثر من نصف ساعة".
وقال مدير معهد العالم العربي في باريس إريك دلبون إن المعهد لا ينوي أن ينافس متاحف الفنّ الإسلامي، وهو "يمزج بين فنون العالم العربي".
وذكّر أن "العالم العربي هو نتاج تنوّع ثقافي" من بلاد ما بين النهرين إلى مصر الفرعونية وكلّ الرسالات التوحيدية التي ظهرت فيه.