هجمات إرهابية تضرب أبراج إمدادات الكهرباء في العراق

وزارة الكهرباء العراقية تعلن تعرض 13 برجا لنقل الطاقة في عدة محافظات لعمليات تخريب بعبوات ناسفة، في موجة عمليات إرهابية جديدة من شأنها مفاقمة أزمة الكهرباء المزمنة في العراق.
هجمات سابقة على خطوط نقل الكهرباء أغرقت لأيام مدنا عراقية في الظلام
العراق يعدل بوصلته للطاقة النووية لحل أزمة الكهرباء  
إيران تقطع لأيام إمدادات الطاقة والغاز للعراق بسبب ديون مستحقة

سامراء (العراق) - عادت موجة جديدة من العمليات الإرهابية التخريبية لتضرب أبراج الكهرباء في عدة مناطق ومحافظات عراقية، لتعمق بذلك أزمة مزمنة يعاني منها العراق منذ عقود خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي.

وذكرت وزارة الكهرباء العراقية اليوم الخميس في بيان أن 13 برجا لنقل الطاقة على الأقل تعرضت للتخريب بين محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى في شمال العراق خلال الساعات الـ48 الماضية، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن بعض أقضية صلاح الدين.

ونسبت الوزارة الهجمات إلى "عناصر إرهابية تخريبية"، لكنها لم تحدد الجهة المسؤولة عن تلك العمليات التي تأتي وسط صيف حار، موضحة أن الهجوم تمّ بتفجير عبوات ناسفة.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها خطوط نقل الكهرباء لهجمات في العراق، فخلال الشهر الماضي انقطعت الكهرباء كليا لبضعة أيام في محافظات في جنوب العراق بسبب الهجمات المتكررة التي تزيد الضغط على الشبكة الكهربائية المتهالكة أصلا.

وتتهم السلطات عادة إرهابيين يصعب معرفة من يقف وراءهم، بهذه الهجمات. وفي صور وزعتها مديرية الكهرباء في المنطقة الخميس، تظهر أبراج الطاقة وهي ملتوية على الأرض.

واعتبرت الوزارة أن تلك الهجمات تهدف إلى "إيقاف مشاريع وزارة الكهرباء وإطفاء المنظومة الوطنية وفصل المحافظات عن بعضها".

وقالت إنها تعمل حاليا على إصلاح الخطوط المدمّرة عبر "الكشف الحراري العاجل على الخطوط الناقلة وإكمال مسح المنطقة لغرض إعادة إعمار ما تدمر".، لكن تلك الهجمات تزيد من سوء إمدادات الطاقة في العراق.

وعلى على الرغم من أنه بلد نفطي، لا يملك العراق قدرة على إنتاج ما يكفيه من الكهرباء بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله عاجزا عن تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

وقال خبير الطاقة هاري إستبيانيان إن أزمة الكهرباء الأخيرة في العراق ناجمة "جزئيا عن قطع إيران إمدادات الطاقة والغاز" لعدة أيام بسبب تخلف بغداد عن سداد ما يزيد عن ستة مليارات دولار تدين بها لطهران.

وأوضح الخبير أن الأزمة تعود أيضا "لمشكلات عديدة مرتبطة بعدم كفاية القدرات التوليدية وإمدادات الوقود، فضلا عن نقص صيانة وحدات التوليد القائمة والطلب المرتفع".

ويضاف إلى ذلك التخريب، "الهوة بين الطلب والعرض ترتفع، بينما الحكومة عاجزة عن خفض تلك الهوة على الرغم من إسناد 10 مليارات دولار لقطاع الكهرباء في الموازنة الاتحادية لعام 2021"، كما يوضح الخبير.

وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط وتصل إلى 30 ألفا في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.

ولا يملك حاليا حلولا عملية لمعالجة هذه المعضلة المزمنة لكن ثمة اتجاه للطاقة النووية كتحرك عملي لتوليد الطاقة الكهربائية ذاتيا، إلا أن المشاريع المعلنة لإقامة ثماني محطات نووية ستحتاج وقتا طويلا لتكون حقيقة على الأرض تغطي نسبة كبيرة من احتياجات العراق للطاقة.