هجمات الحوثيين تهدد بإرباك التجارة البحرية العالمية

هلسنكي/واشنطن - قال متحدث باسم شركة الشحن الدنمركية إيه.بي مولر ميرسك لرويترز اليوم الجمعة إن الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، في قرار يأتي وسط مخاوف من هجمات يشنها الحوثيون على السفن في المضائق المائية التي تمثل شريانا حيويا للتجارة البحرية وإمدادات العالم من الطاقة.

وصعدت جماعة الحوثي من استهداف السفن التجارية المتجهة للموانئ الإسرائيلية أو تلك التي هي على ملك رجال أعمال إسرائيليين، بينما تشكل تلك الهجمات أخطر تهديد يمكن أن يتسبب في إرباك سلاسل الإمداد للعالم من الطاقة والغذاء وغيرهما من السلع.

ويقول الحوثيون إنهم سيستمرون في شن هجمات على السفن في بحر عمان وباب المندب في البحر الأحمر ما لم يتوقف العدوان على غزة. وتبنوا في الفترة الأخيرة عدة هجمات.

وأضافت الشركة الدنماركية وهي من كبرى شركات الشحن في العالم، في بيان "في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته سفينة ميرسك جبل طارق أمس (الخميس) والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم (الجمعة)، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر".

وقالت شركة ميرسك أمس الخميس إن سفينتها ميرسك جبل طارق استُهدفت بصاروخ في أثناء إبحارها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة بالسعودية، ووردت تقارير عن سلامة الطاقم والسفينة.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، نفت شركة ميرسك ما أعلنته حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بأن الجماعة استهدفت سفينة لها في أثناء إبحارها باتجاه إسرائيل.

وقالت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنها قصفت سفينة ميرسك التي كانت تبحر باتجاه إسرائيل.

وقال المتحدث باسم ميرسك لرويترز في بيان عبر البريد الإلكتروني عقب إعلان الحوثيين "السفينة لم تستهدف"، بينما قال الحوثيون إنهم نفذوا عملية عسكرية ضد سفينة حاويات لميرسك وأصابوها بشكل مباشر بطائرة مسيرة، لكن المتمردين اليمنيين لم يقدموا أي دليل.

وقالت ميرسك إن الشركة تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الأمني المتصاعد للغاية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. وكتبت في البيان "الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في المنطقة مثيرة للقلق وتشكل تهديدا كبيرا لسلامة وأمن البحارة".

كما أعلنت شركة الشحن الألمانية هاباج لويد اليوم الجمعة أنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن. وتزايدت الهجمات على السفن في تلك المياه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول.

قال مسؤول دفاعي أميركي إن هجمات من مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصابت سفينتين ترفعان علم ليبيريا في مضيق باب المندب اليوم الجمعة، مما يسلط الضوء على التهديد الذي تتعرض له السفن في ممرات ملاحية تستهدفها الجماعة المتحالفة مع إيران.

وقال المسؤول إن مقذوفا يعتقد أنه طائرة مسيرة أصاب إحدى السفينتين، وهي الجسرة المملوكة لشركة ألمانية، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات، مضيفا أن صاروخين باليستيين أطلقا في الهجوم الثاني، أصاب أحدهما سفينة، مما أدى إلى نشوب حريق يعمل الطاقم على إخماده.

وأوضح أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في طريقها لمساعدة السفينة، دون أن يذكر اسمها.

وقال الحوثيون في بيان إنهم أطلقوا صواريخ على سفينتين هما إم.إس.سي ألانيا وإم.إس.سي بالاتيوم 3. ولم يشر بيانهم إلى الجسرة.

وقال متحدث باسم 'إم.إس.سي' إنه لم يقع أي هجوم على ألانيا. ولم يقدم المتحدث أي تعليق إضافي ردا على سؤال حول ادعاء الحوثيين الهجوم على بالاتيوم3.

لكن بيانات شركة تتبع السفن والتحليلات البحرية (مارين ترافيك) تشير إلى أن وجهة كل من ألانيا وبالاتيوم3 هي جدة في المملكة العربية السعودية.

وقال بيان الحوثيين "إن القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرارها في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".

وأضاف أن "القوات المسلحة اليمنية تطمئن كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحا".

وهاجمت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران من قبل سفنا في مسارات الشحن بالبحر الأحمر وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ صوب إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل ما يزيد على شهرين.

وتقول الجماعة الشيعية اليمنية التي تسيطر على أغلب اليمن إن الهجمات هي إظهار للدعم للفلسطينيين وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل لحملتها العسكرية.

وقال متحدث باسم شركة هاباج لويد التي تمتلك الجسرة إن السفينة تعرضت للهجوم وهي مبحرة قرب الساحل اليمني، مضيفا "هاباج لويد ستتخذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة طواقمنا".

وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا وهي السفينة إم.إس.سي ألانيا تلقت أمرا ممن يعتقد أنهم أفراد من حركة الحوثي اليمنية في زورق صغير بتغيير مسارها صوب اليمن، مضيفة أن السفينة لجأت للمناورة.

وأضافت أمبري أن زورقا صغيرا على متنه عشرة أفراد اقترب من إم.إس.سي ألانيا وأعلنوا أنهم من "السلطات اليمنية". وقالت إن السفينة تلقت تحذيرات من الحوثيين بعدم الإبحار صوب الشمال ونقلت عنهم قولهم للطاقم "كابتن ليس مسموحا لكم بالمتابعة للبحر الأحمر. غيروا مساركم للناحية الجنوبية الآن".

وقال تيم ليندركينج المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن لرويترز أمس الخميس إن واشنطن تريد تشكيل تحالف بحري "بأوسع نطاق ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر وإيصال إشارة للحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع الهجمات.

وحذر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من أن القوة البحرية متعددة الجنسيات المقترحة ستواجه "مشاكل غير عادية" ولن يتمكن أحد "من التحرك في منطقة نسيطر عليها".

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الجمعة إنه لا توجد حاجة لمزيد من التصعيد في المنطقة وذلك ردا على سؤال عن الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر.

كما صرح الوزير للصحفيين في أوسلو بأنه يأمل أن يحظى قرار جديد يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمزيد من الدعم.

وأضاف "نتطلع إلى أن يكون هناك قبول أكثر بالذات من الولايات المتحدة التي استخدمت سابقا الفيتو لأننا لا نعتقد أن هناك مبررا لعدم المناداة بوقف لإطلاق النار في ظل ما نراه في غزة".